اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

اعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن استمرار ما سمته اعتداءات أجهزة السلطة تتطلب وقفة جادة من الشعب الفلسطيني والفصائل وقيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وذلك في أعقاب اشتباكات بين مقاومين وأجهزة الأمن الفلسطينية في مدينة طوباس شمالي الضفة الغربية.

وأضافت حماس -في بيان- أن استمرار اعتقال الأجهزة الأمنية للمقاومين والمطاردين، وآخرهم أحمد أبو العايدة، "تجاوز خطير وضرب جديد للنسيج الوطني والمجتمعي".

وأوضحت الحركة أن هذه الممارسات التي وصفتها بالشائنة تأتي بالتزامن مع "استمرار حرب الإبادة على شعبنا في غزة والضفة"، وطالبت جميع الفصائل والقوى والهيئات القانونية والحقوقية بالوقوف في وجه ممارسات أجهزة السلطة، لما لها من "تداعيات خطيرة".

كما دعت حماس قيادة السلطة الفلسطينية للوقف الفوري والتام لـ "ملاحقاتها واعتداءاتها وكف يد أجهزتها عن مقاومينا وأبناء شعبنا"، والإسراع في إطلاق سراح المعتقلين السياسيين.

وأشارت حماس إلى أن "استمرار اعتداءات أجهزة السلطة على أبناء شعبنا ينذر بمستوى خطير من التعامل مع المسائل الوطنية"، وذلك بعد أن أكدت مصادر للجزيرة -مساء أمس الجمعة- إصابة شاب وصفت جراحه بالخطيرة في اشتباكات في طوباس بين مقاومين وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية.

وقد دعت سرايا القدس من جهتها، في وقت سابق لفك الحصار عن مقاتلي كتيبة طوباس الذين قالت إن الأمن الفلسطيني يحاصرهم، في حين دانت حركة الجهاد الإسلامي ملاحقة أمن السلطة المقاومين في طوباس ومناطق أخرى من الضفة.

وكانت منصات مواقع إخبارية فلسطينية ذكرت أن اشتباكات عنيفة وقعت بين المقاومة وأمن السلطة الفلسطينية في طوباس، إثر اعتقال قائد كتيبة طوباس التابعة لسرايا القدس أحمد أبو العايدة، الذي تطارده السلطات الإسرائيلية، في ظل تنفيذ أمن السلطة حملة اعتقالات يومية.

وأضافت تلك المصادر أن أجهزة الأمن اعتقلت عددا من الشبان بمنطقة السوق القديم في طوباس، تزامنا مع استمرار الاشتباكات المسلحة، وفجّرت عبوات ناسفة أعدتها المقاومة للاحتلال، في حين تواصلت الجزيرة مع الأجهزة الأمنية -في وقت سابق- لأخذ روايتها، لكنها رفضت التعليق.

في غضون ذلك قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي تعزيز قواته في الضفة الغربية، كما أغلق مداخل القدس المحتلة وضواحيها بالكتل الإسمنتية، في حين واصل حملات الاعتقال في مختلف مناطق الضفة.

وقال بيان لجيش الاحتلال إنه قرر تعزيز عدد سراياه المقاتلة لمهام الدفاع في قيادة المنطقة الوسطى بالضفة الغربية.

وأضاف الجيش الإسرائيلي أن هذه الخطوة تأتي لدعم استعداد هذه السرايا لسيناريوهات مختلفة في الضفة.

والأربعاء، قالت هيئة البث الإسرائيلية إنه "لأول مرة، منذ الانتفاضة الثانية قبل 20 عاما (أيلول 2000)، ينشر الجيش الإسرائيلي ناقلات جند مدرعة بالضفة الغربية".

ولفتت الهيئة إلى أن الجيش يخشى هجمات على المستوطنات بالضفة تحاكي هجوم حركة حماس المفاجئ على القواعد العسكرية الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة في 7 تشرين الأول 2023.

ويقيم نحو نصف مليون مستوطن إسرائيلي في 176 مستوطنة و186 بؤرة استيطانية مقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة.

اعتقالات واقتحامات

في الأثناء، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن قوات الاحتلال اقتحمت مدنا وبلدات في الضفة الغربية وشنت عمليات دهم واعتقال في صفوف المواطنين.

وطالت الاقتحامات بلدات سلوان وعناتا بالقدس، وعزون وكفر ثلث وحبلة وكفر قدوم بقلقيلية، وبيت ريما والمزرعة الغربية وبدرس في رام الله، إضافة إلى قريتي أودلا وتل بنابلس.

كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عشرات المواطنين قرب حاجز ترقوميا العسكري غربي الخليل.

واحتجز جيش الاحتلال، متضامنين أجانب لساعتين في بلدة قصرة بمحافظة نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وقال رئيس بلدية قصرة هاني عودة، للأناضول، إن "قوات من جيش الاحتلال اقتحمت مركزا يقيم فيه نحو 20 متضامنا أجنبيا، واحتجزتهم لنحو ساعتين، وصادرت بطاقاتهم الشخصية وهواتفهم".

وتابع أنه "تم استجواب المتضامنين عن سبب وجودهم في البلدة، وطبيعة الفعاليات التي يقومون بها، قبل انسحاب تلك القوات".

إغلاق القدس

وفي القدس المحتلة، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي مداخل جميع البلدات والقرى في ضواحي المدينة، عشية عيد الغفران اليهودي.

وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال وضعت كتلا إسمنتية عند مداخل عدد من البلدات والقرى في ضواحي القدس، ونصبت السواتر الحديدية.

كما أغلقت قوات الاحتلال الجسر الواصل بين بيت حنينا وشعفاط شمالي القدس المحتلة بالمكعبات الإسمنتية والحواجز الحديدية.

وأضاف الشهود أن شرطة الاحتلال انتشرت عند مداخل القرى، ومنعت عشرات من سكانها المرور، بعد إغلاق مداخلها بالكتل الإسمنتية، تمهيدا لبدء عيد الغفران.

كما منعت شرطة الاحتلال الحافلات العامة والمركبات التي تعمل على الخطوط العامة الواصلة بين البلدات والقدس، فأدى ذلك إلى شلّ حركة السير وعرقلة الحياة اليومية للفلسطينيين.