اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في خضم صوت القذائف وصدى الأوجاع التي تتردد في شوارع الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب، تحيا حكايات ألم ومعاناة، لكنها أيضاً حكايات عن الأمل والتحدي. كل يوم، تُسقط الحرب ضحاياها، وتدمر البيوت، وتشتت العائلات.

في هذه الظروف القاسية، يصبح من الضروري البحث عن وسائل تخفف من وطأة التوتر، وتعيد السلام إلى النفوس المتعبة.

سارة: تجربة إنسانية في زمن الحرب

سارة، فتاة في العشرينات من عمرها، عاشت مرارة الحرب في لبنان وفقدت الكثير من أحبائها. كانت تشهد كيف تتلاشى أحلام أصدقائها تحت أنقاض المباني، وتفقد عائلتها معاني الفرح في ظل الأجواء القصف المستمر من العدو الصهيوني. ومع تزايد الضغوط، وجدت سارة نفسها محاصرة بأفكار قاتمة، تبحث عن مخرج.

البحث عن الهدوء: حلول بسيطة في متناول اليد

تدرك سارة، مثل الكثيرين، أن التغذية تلعب دورًا حيويًا في التأثير على الحالة النفسية. لذا، قررت أن تبحث عن مشروبات يمكن أن تساعدها في تهدئة أعصابها وخاصة أنها موجودة في مركز ايواء.

هنا جاء دور أخصائية التغذية رولا سروع، التي أجرت معها جريدة الديار مقابلة في أحد مراكز الايواء لتقديم إرشادات صحية بسيطة ومفيدة.

شاي الزنجبيل: الدفء والراحة

أخبرتنا سروع بوجود سارة أن شاي الزنجبيل يُعتبر من المشروبات الفعالة في تخفيف التوتر. وقالت: "قومي بتقطيع الزنجبيل الطازج وغليه في الماء، ثم أضيفي عصير الليمون والعسل." استمعت سارة إلى نصيحتها، وقامت بتحضير الشاي. كل رشفة كانت تشعرها بالدفء، وكأنها تحتضن ذكرياتها وتفكك حدة التوتر في قلبها.

شاي البابونج: استرخاء طبيعي

عندما تحدثت رولا عن فوائد شاي البابونج، تأثرت سارة بشدة. قالت رولا: "هذا المشروب يساعد على تهدئة الأعصاب وتعزيز النوم الجيد." قامت سارة بغلي الماء مع شريحتين من التفاح والبابونج كما أوصت رولا وقدمته لوالدتها. ففي كل مرة كانت تشرب فيها هذا المشروب، كانت تشعر بتباطؤ دقات قلبها، وكأنها تجد ملاذًا وسط العواصف.

قوة الشاي الأخضر والكركم

كما أن رولا سروع لم تنسى أهمية الشاي الأخضر حيث أشارت الى أنه "يعتبر مهمًا جدًا في تقليل القلق." مضيفةً: "يجب تحضيره مع قشور الليمون والبرتقال، فهو يمد بطاقة قوية، ويمنح القوة لمواجهة التحديات."

بالإضافة إلى ذلك، كانت لا بد من سروع ذكر أهمية الكركم. فقالت: "يعتبر الكركم مفيدًا في ارتخاء العضلات بعد التعب، فيمكن أضافته إلى الحساء بعد يوم طويل، حيث يعتبر بمثابة سلاح سري ضد الإرهاق والتوتر".

التغذية كعلاج للروح

مع مرور الوقت، لا بد أن نكون أكثر وعيًا بأهمية التغذية في تعزيز الحالة النفسية. فالقرفة والسبانخ تحتويان على خصائص مضادة للالتهاب. كما لفتت سروع الى أن "القرفة تساعد في الاسترخاء والسبانخ تعزز من انبساط العضلات"، كما أكدتسروع أنه "بدلاً من الاعتماد على الأدوية، يمكننا أن نعتمد على هذه المشروبات والأطعمة الطبيعية، لتكون بمثابة درع نفسي يحمينا من الانهيار".

رسالة من القلب: الأمل في أوقات الشدة

ندرك جميعاً أن الحرب لن تنتهي بين ليلة وضحاها، لكن ما يمكننا فعله هو إيجاد وسائل لتخفيف وطأة هذه المعاناة. "التغذية الصحيحة يمكن أن تساعد في تهدئة الأعصاب"، كما وصت رولا.

الأمل يتجدد

في وسط الفوضى، يظل الأمل يشرق من قلب المعاناة. فإن لم يكن بإمكاننا تغيير العالم من حولنا، فيمكننا على الأقل تغيير الطريقة التي نتعامل بها مع أنفسنا. إن كل مشروب دافئ، وكل وجبة متوازنة، يمكن أن تكون خطوة نحو سلام داخلي، واستعادة لحظات من السعادة في أحلك الأوقات. الحرب قد تأخذ الكثير، لكن الأمل يظل دائمًا موجودًا.