اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

وسطَ أجواءٍ مشحونةٍ بالتوتر والأزمات التي تعصف بلبنان، اختارَ تلامذة "شوف ناشيونال كولدج" أن يكونوا صوت الأمل والإصرار. بصوتٍ صدّاح تجاوز كلّ ما مرّ به الوطن من جراحٍ ومعاناة، أطلقوا أصواتهم متحدّين الظروف الصعبة، ومن مدرستهم في قلب منطقة الشوف، وجهوا رسالتهم إلى العالم بأسره، معبرين عن حبهم للوطن بأغنية "سآل عاللّبناني سآل".

لم يكن مجرد أداءٍ غنائي، بل كان تعبيرًا صادقًا عن روحٍ وطنيةٍ مفعمة بالإصرار والإرادة، تتجلى في وجوه الأطفال وهم يُنشدون كلماتٍ تعبّر عن عزمهم على مواجهة التحديات. إذ تناثرت على شفاههم الصغيرة ملامح الإرادة والعزيمة، مؤكدين أن "ما في قوّة بتكسر قلب الشعب اللبناني"، ليكون هذا النشيد رسالةً حية تعكس روح التحدي التي تسكن قلوب هؤلاء الأطفال.

في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الراهنة، يواجه لبنان تحدياتٍ غير مسبوقة تُثقل كاهل المجتمع. ورغم ذلك، نجد في هذه المبادرات التعليمية الفنية بصيصَ أملٍ يتسلل إلى قلوب الأجيال الناشئة. فالمبادرة التي أطلقها تلامذة "شوف ناشيونال كولدج" تُعدّ تأكيدًا على أن التعليم والثقافة هما السلاحان الأمثلان لمواجهة الأزمات، وأن جيل الشباب قادر على صنع الفارق بإرادته وثقافته.

إن الأطفال الذين صدحت حناجرهم بأغنيةٍ تعبّر عن حب الوطن، حملوا رسالةَ رفضٍ صريح لكل ما يُحاك ضد بلادهم، مُعبرين من خلال كلماتهم أن لبنان ملكٌ لأبنائه، وأن الشعب وحده هو صاحب السيادة الحقيقية. لقد عكست كلماتهم الإيمان الراسخ بأن لبنان يستحق غدًا أفضل، وأن هناك أملًا في أن يُعاد بناؤه وتوحيده، على الرغم من كل ما يحيط به من تحديات.

الأمل في الجيل الصاعد

يظلّ الأمل معقودًا على الجيل الجديد الذي يحمل في داخله رغبةً صادقةً في التغيير. إذ تتخطى أصوات الأطفال الحواجز لتصل رسالتهم إلى الجميع: "إلنا مش إلكم لبنان، ولشعبه الزعامة"، ليؤكدوا أن هذه الأرض هي ملك الشعب اللبناني، وأن مصيرها يجب أن يبقى بأيدي أبنائها.

إنّ غناء الأطفال ونشيدهم من قلب الشوف هو أكثر من مجرد فعالية مدرسية؛ إنه صوت الوطن، صوت الأجيال التي ترفض الاستسلام، وتؤمن بأن بإمكانها بناء لبنان جديد على أسسٍ من العزم والعلم والإرادة. في هذه اللحظات، تتجسد معاني الوطنية الحقيقية، تلك الوطنية التي لا تُقاس بالأقوال والشعارات، بل بالأفعال والروح المتفانية من أجل لبنان أفضل.

كما أثبتت مبادرة تلامذة "شوف ناشيونال كولدج" أن الإرادة لا تعرف المستحيل، وأنه رغم صعوبة الواقع، يمكن للفن والتعليم أن يكونا بوابةً للتغيير الإيجابي. فالتحديات التي يمر بها لبنان تتطلب تعاون الجميع، وإيمان الشباب بأنهم قادرون على التغيير هو خطوة على طريق الأمل. ستظلّ رسالتهم تلك، وهي أن "لا قوة تكسر قلب الشعب اللبناني"، صوتًا يُذكّر الجميع بأن الغد سيكون أفضل بفضل إصرار هذا الجيل الواعد.

الأكثر قراءة

المقاومة استعادت قوة الردع... هل ستتغير معادلات الحرب مع «إسرائيل»؟ قاسم: لبنان يقع ضمن المشروع التوسّعي «الإسرائيلي» ولا يمكن فصل لبنان عن غزة باسيل يتحرك قطريا في الملف الرئاسي وقمة روحية تتبنى بيان عين التينة الثلاثي