اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

ذهب خبراء بارزون في الصحة العقلية والنفسية، إلى أن الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، يسير على خطى الرئيس جو بايدن في "التدهور المعرفي".

وينتاب خبراء بارزين في الصحة العقلية والنفسية، من بينهم طبيب سابق في البيت الأبيض القلق بشأن القدرات العقلية لدى، دونالد ترامب، مشيرين إلى أن علامات الإصابة بما يسمى "التدهور المعرفي" تظهر عليه.

والتدهور المعرفي هو تراجع في التفكير والذاكرة والقدرات العقلية بصورة عامة.

وفي تصريحات لـ"اندبندنت"، قال عدد من المتخصصين، إن مخاوفهم بشأن صحة المرشح الجمهوري إلى الرئاسة الأميركية تشبه مخاوفهم بشأن الرئيس الأميركي جو بايدن قبل انسحابه من السباق الرئاسي، محذرين من أن ترامب "فقد الاتصال بالواقع" (يتحدث ويتصرف بطريقة لا تتماشى مع الحقائق المحيطة به) على ما يبدو، كما يتضح من خطابات الرئيس البالغ من العمر 78 سنة التي تتسم بـ"التشويش" أو التشتت الذهني، إذ يتحدث بشكل عشوائي، ويتناول مواضيع كثيرة دون تركيز، ومن أدائه "غير المنتظم" في المناظرات الرئاسية.

وينضم هؤلاء إلى عدد متزايد من المتخصصين في الصحة العقلية والنفسية الذين يطالبون بخضوع ترامب لتقييم في القدرات الإدراكية موضوعيًا وغير متحيز، لا سيما مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني المقبل.

وكان التدهور الإدراكي لدى ترامب واضحًا في تجمع ليلة الاثنين في ولاية بنسلفانيا الأميركية، عندما تعرض ترامب للسخرية بسبب "خليط الكلمات" التي تفوه بها (حديث غير منتظم وغير منطقي ومرتبك).

وفي وقت سابق من الشهر الجاري أعرب، ريتشارد فريدمان، بروفيسور في الطب النفسي في "كلية وايل كورنيل للطب"، عن قلقه وانزعاجه الشديدين بسبب أداء ترامب في المناظرة في الـ10 من أيلول.

وفي مقال رأي نشره في "أتلانتيك"، قال إن ترامب "أظهر بعض الأنماط (سلوكيات وتصرفات متكررة) الصادمة، وإن كانت مألوفة، التي نلاحظها عادة في صفوف المصابين بالتدهور المعرفي".

وعلى المنوال نفسه، لم يختلف رأي الدكتور بن ميكايليس، المتخصص في علم النفس السريري، مع الإشارة إلى أنه سبق أن أجرى تقييمات معرفية وإدراكية لصالح المحكمة العليا في نيويورك.

وأبلغ "اندبندنت" أن ترمب "في الحقيقة ليس في حالة صحية إدراكية قوية".

وأشار ميكايليس إلى مصطلح "تلاشي الضوء" أو الشمس، بمعنى تدهور الأعراض في المساء، ويستخدم عند التحدث عن المصابين بالخرف، إذ يجدون صعوبة في التعامل مع المواقف والتواصل في الفترات المسائية مقارنة بالصباح أو الظهيرة، ما يشير إلى أن ترامب كان يعاني على ما يبدو تلك الأعراض خلال المناظرة. وأضاف ميكايليس، "من الصعب جدًا على هؤلاء أن يحافظوا على تركيزهم في موضوع ما".

وفيما يتعلق بخطابات ترامب المتعثرة التي تتسم بانتقال غير واضح بين الأفكار وموضوع وآخر دون أي صلة تجمع بينهما، يجد ميكايليس، أنها تقع عليه وقع الصدمة وتتطابق مع ما يسمى في المصطلح اليوناني "لوغوريا”، أي "الكلام المفرط" وهذا يمكن ربطه بالإصابة بالخرف.

ومن ضمن الأمثلة على إصابة ترامب بالكلام المفرط سلوكه في خطاب ألقاه في مدينة بوترفيل بولاية ميشيغان ضمن حملته الانتخابية، إذ قفز ترامب من الحديث عن خسارته مليارات الدولارات في سان فرانسيسكو إلى ترتيبه في قائمة الرؤساء الذين تلقوا معاملة "سيئة جدًّا" خلال فترة ولايتهم، وفي خطاب آخر، بدأ الحديث عن لحم الخنزير المقدد، وانتقل في غضون دقيقة إلى التوربينات الهوائية.

وقال ترامب، إنه يميل إلى الخروج عن الموضوع الرئيسي المطروح، متباهيًا بما يسميه "التداخل". وأضاف، "عندما ألجأ إلى الشبك (ربط المواضيع من دون التزام النقطة الأساسية)، أتحدث عن تسع مسائل مختلفة وكلها تترابط معًا في النهاية بصورة رائعة. أصدقائي وهم أساتذة باللغة الإنكليزية يقولون إن أسلوبي هذا في نظرهم "الأروع والأكثر ذكاء وإبداعًا على الإطلاق".

ولكن آراء الخبراء تخالف ترامب الرأي؛ ويرى ميكايليس مثلًا، "أنه حديث مفرط ولا يتسم بأي تماسك". وتابع، "أنا لا أقدم أي تشخيص طبي لحالة ترامب، ولكن ربما يكون يعاني أحد أعراض داء عقلي شديد أو ربما الخرف. إنه العجز عن الحفاظ على التركيز والانتقال عشوائيًا من موضوع إلى آخر".

من جهته رجّح، ألين فرانسيس، الرئيس الفخري لقسم الطب النفسي في كلية الطب في جامعة ديوك الأميركية، أن ترامب "تدهور كثيرًا إدراكيًا" منذ أن تولى منصبه الرئاسي.

وكان فرانسيس سابقًا يعارض "بشدة إساءة استخدام نظام التشخيص هذا"، وفي العام 2016 لم يكن يعتقد أن ترامب يواجه أي أعراض متصلة باضطراب الصحة العقلية. ولكن استنادًا إلى ملاحظاته، أخبر فرانسيس "اندبندنت"، أن الحال في اعتقاده قد تغيرت الآن.

وقال فرانسيس، "يبدو أن ترامب غير متماسك إلى حد كبير، إنه يجد صعوبة في عدم الخروج عن الموضوع الأساسي والتزام الرسالة الرئيسة. إنه متشتت وغير منتظم في أفكاره وأقواله".

وضرب فرانسيس مثلًا بادعاءات لا أساس لها من الصحة أطلقها ترامب في المناظرة، من بينها، أن الأطفال يساقون إلى "الإعدام" بعد ولادتهم، وأن المدارس تجري عمليات جراحية للأطفال، وأن المهاجرين الهايتيين يأكلون حيواناتهم الأليفة. وأضاف، "الأمور التي يقولها تشير إلى أنه فقد فعلًا الاتصال بالواقع. يبدو لي أن ذلك مرجح، علمًا أن ليس في يدنا أن نكون قاطعين في شأن حالة أي شخص دون تقييم مباشر وشخصي، يبدو أنه ربما قد تدهور كثيرًا من الناحية الإدراكية".

وقال الطبيب النفسي الذي أقر بوجود احتمالية تفسير سلوك ترامب على أنه محاولة متعمدة لجذب ناخبين محددين، إنه لا بد من وجود "حد أقصى لسن" المرشحين للرئاسة الأميركية.

ويوافق طبيب البيت الأبيض السابق الدكتور جيفري كولمان، الذي اهتم بصحة الرؤساء باراك أوباما وجورج بوش وبيل كلينتون، على ضرورة وضع حد أقصى لسن المرشحين الرئاسيين إذا لم يوافقوا على الخضوع لتشخيص حالتهم الصحية المعرفية.

وقال كولمان، "ليس مسموحًا لك بأن تكون طيارًا في شركة طيران بعد سن 65 عامًا بسبب اعتبارات تتعلق بالسلامة العامة، ولا بأن تكون عميلًا في مكتب التحقيقات الفيدرالي بعد سن 57 عامًا. فما بالك بالرئيس الذي يتولى أقوى منصب في العالم الحر".

الأكثر قراءة

تصعيد اسرائيلي كبير والمقاومة تتصدى ! غارات ومجازر: لبنان في مواجهة نيران الاحتلال