اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تبدو أوروبا أكثر ضعفًا مع مواجهتها لتحديات جيوسياسية وأمنية واقتصادية حرجة، ومع ذلك ورغم إلحاح هذه القضايا، لا يزال الاتحاد الأوروبي منقسمًا وبطيئًا في الاستجابة، وذلك نتيجة ضعف القيادة في الدول الأعضاء الرئيسة، مثل فرنسا وألمانيا.

وهذا الفراغ في القيادة يتيح فرصة لأورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، لتعزيز دورها بشكل أكبر.

وبحسب تقرير لصحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، يواجه الاتحاد الأوروبي العديد من القضايا الملحة منها تصاعد النزاع في الشرق الأوسط، واستمرار الحرب في أوكرانيا، وعدم اليقين حول الحليف الأمريكي، وتزايد المنافسة الصناعية مع قوى عالمية مثل الصين.

وأشار التقرير إلى أنه غالبًا ما يبدو الاتحاد غير قادر على الرد بالتماسك والقوة التي تتطلبها هذه التحديات.

وأوضح التقرير أن الانتخابات الأوروبية أجريت في أواخرحزيران، لكن المفوضية الأوروبية الجديدة لم تتسلم مهامها بعد، لافتا إلى أن عملية تعيين واعتماد المفوضين السبعة والعشرين تأخرت، ومن المتوقع أن تنتهي في نهاية تشرين الثاني، وعندها فقط إذا سارت الأمور بسلاسة، يمكن أن تبدأ فون دير لاين فترة ولايتها الثانية في الأول من كانون الأو.

ورغم أن هذه التأخيرات الإجرائية مزعجة، إلا أن الانقسامات الأعمق داخل المجلس الأوروبي، الذي يضم الدول الأعضاء، تُعتبر أكثر إثارة للقلق.

ويتوقع أن تسلط القمة المقررة اليوم الخميس في بروكسيل الضوء على التوترات حول قضايا الهجرة، والانقسام بشأن الشرق الأوسط، واستمرار عرقلة المجر للدعم الموجه لأوكرانيا.

وعبّر وزير الخارجية اللوكسمبورغي، كزافييه بيتل، عن استيائه قائلاً إنه "يكاد لا يستمع إلينا أحد بعد الآن".

وأضاف أننا "لا نملك إجابات، نحن نُعتبر مجرد فتات على الساحة الدولية".

وردد كلام لويجي سكازيري من مركز الإصلاح الأوروبي، الذي وصف دور أوروبا في أزمة الشرق الأوسط بأنها مجرد "مشاهد".

وأشار التقرير إلى جانب آخر حرج هو تراجع القدرة التنافسية الاقتصادية للاتحاد الأوروبي، خصوصًا عندما تقارن بالولايات المتحدة والصين.

ودقت تقارير من إنريكو ليتا وماريو دراغي ناقوس الخطر، لكن مناقشات هذه القضايا تأجلت حتى تشرين الثاني.

وانتقد بيس إيكهوت، الرئيس المشارك لحزب الخضر في البرلمان الأوروبي، المجلس الأوروبي لافتقاره إلى الشعور بالإلحاح.

وحذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرًا من أن أوروبا لديها "عامان أو ثلاثة" فقط لاستعادة توازنها.

وبين أن المحرك الفرنسي-الألماني للاتحاد الأوروبي يعاني من أعطال، فالنزاعات السياسية الداخلية في برلين، إلى جانب الانتخابات المقبلة في 2025، جعلت ألمانيا غير قادرة على القيادة بشكل فعال.

ولأول مرة منذ معاهدة روما، تضعف فرنسا وألمانيا في آنٍ واحد، مما يترك فراغًا في القيادة في بروكسل .

وأكد التقرير أنه مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، قد يتحدد مستقبل أوروبا.

ووصف رافائيل غلوكسمان، رئيس وفد الحزب الاشتراكي في البرلمان الأوروبي، الأشهر المقبلة بأنها "حاسمة لمستقبل أوروبا"، محذرا من أن فوز دونالد ترامب قد يدفع إما إلى صدمة كهربائية تُعيد النشاط لأوروبا، أو يؤدي إلى انهيارها.

وخلص التقرير أنه إذا ظلت الدول الكبرى في أوروبا مشلولة، قد تضطر فون دير لاين إلى تولي دور أكثر بروزًا، ولاسيما أن قيادتها خلال أزمة كورونا والحرب الروسية على أوكرانيا أثبتت أنها قادرة على هذه المهمة، لكن التحديات التي تواجه أوروبا تتزايد.

الأكثر قراءة

مُعجزة الجنوب... مُعجزة لبنان