دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مرارًا إلى دعم "إسرائيل" وتأييدها في "الدفاع عن نفسها" بعد الحرب على غزة، ولكنه في الفترة الأخيرة طالب بوقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل بعد شنها غارت كثيفة على لبنان.
وتناول الكاتب إليكتر جيرو في مقال له نشرته صحيفة "ريفولوسيون بيرمانونت" الفرنسية أسباب هذا التحول في موقف ماكرون من "إسرائيل".
وقال إنه بينما دعم ماكرون الحكومة "الإسرائيلية" دون قيد أو شرط، وقمع المتضامنين مع فلسطين، منذ ولايته الأولى، فقد غيّر لهجته تجاه "إسرائيل" منذ نحو شهر.
وأضاف الكاتب: "بعد اتساع نطاق الهجمات الإسرائيلية في لبنان وبدء اجتياح جنوب البلاد، أعلن ماكرون، في 4 تشرين الأول الجاري، أنه يعتقد أن الأولوية اليوم هي العودة إلى الحل السياسي، وأن نتوقف عن تسليم الأسلحة لإسرائيل"، التي تواصل القتال في غزة.
وأوضح أن دعوة ماكرون رد عليها رئيس الوزراء "الإسرائيلي"
فورًا في مقطع فيديو قصير موجه مباشرة إلى الإليزيه، بينما كثف الجيش "الإسرائيلي" قصفه لبيروت.
وقال نتنياهو إن "الرئيس ماكرون وغيره من القادة الغربيين يدعون الآن إلى فرض حظر على الأسلحة ضد إسرائيل، عار عليهم! سوف تنتصر إسرائيل بدعمهم أو من دونه".
وبعد بضعة أيام كرر ماكرون دعوته إلى تعليق شحنات الأسلحة، وبعد استهداف "إسرائيل" لعدد من مواقع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، ودعوة نتنياهو الأمم المتحدة علنًا إلى سحب قواتها، ارتفعت اللهجة مجددًا.
وأشار الكاتب إلى أنه بينما اتخذت قوى الغرب لمدة عام، مواقف متجانسة بشأن حرب الإبادة الجماعية في غزة، فإن الحرب "الإسرائيلية" على لبنان بدأت في كسر هذا الإجماع، وكشفت عن الانقسامات داخل الكتلة الغربية بقيادة الولايات المتحدة.
وأكد الكاتب أنه إذا كانت القوى الغربية لا تهتم بالمصير الذي ينتظر سكان غزة، فإن توسيع العمليات العسكرية "الإسرائيلية" في الشرق الأوسط يهدد مصالحها بشكل مباشر أكبر، وإذا لم تكن لغزة أي قيمة إستراتيجية بالنسبة لفرنسا، فإن لبنان هو المعقل الأخير للطموح الفرنسي في الشرق الأوسط، بعد عقود من فقدان نفوذها.
وأشار إلى أنه من خلال سيطرتها على النظام السياسي اللبناني، استثمرت فرنسا أيضًا الكثير من رأس المال في هذه "المستعمرة الفرنسية السابقة" التي ظلت تحت السيطرة غير المباشرة لباريس منذ استقلالها عام 1946.
وذكر الكاتب كذلك أن لبنان يظل معقلًا لعمالقة الشركات الفرنسية مثل توتال (الموزع الثاني للوقود في البلاد) أو CMA-CGM (إدارة محطات الحاويات في موانئ بيروت وطرابلس)، وأيضًا صناعة الأغذية الزراعية، التي يملكها الملياردير الفرنسي اللبناني رودولف سعادة، المقرب من ماكرون.
ومع توسيع "إسرائيل" عملياتها في أنحاء الشرق الأوسط جميعها، من سوريا إلى العراق عبر اليمن ولبنان، فإنها تهدد بشكل مباشر ومتزايد مصالح بعض القوى الإمبريالية مثل فرنسا.
ورأى الكاتب أن الرئيس الفرنسي يريد تذكير "إسرائيل" بأنه على الرغم من "الدعم غير المشروط" فإن مصالح باريس لها الأسبقية على أهداف تل أبيب الحربية.
واستدرك بالقول إن تصريحات ماكرون لم يكن لها سوى تداعيات محدودة على الساحة الدولية، وهو ما يشهد على فقدان نفوذ الإمبريالية الفرنسية، المتدهورة على الجبهات كافة، التي لم تعد قادرة على الدفاع بمصداقية عن مركز نفوذها الأخير في المنطقة، في مواجهة آلة الحرب "الإسرائيلية".
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
07:39
الجيش "الإسرائيلي": صفارات الإنذار تدوي في الجليلين الغربي والأعلى إثر عبور أجسام مشبوهة قادمة من لبنان.
-
07:39
منصة إعلامية "إسرائيلية": مسلح فتح النار لعدة دقائق نحو مقر السفارة "الإسرائيلية" في عمّان، والأمن الأردني قام بعملية تفتيش للمنازل ويطوّق السفارة.
-
07:38
المقاومة تدمر 3 دبابات "ميركافا" خلال التصدي لقوات الاحتلال في شمع والجبين والبياضة في جنوب لبنان.
-
07:38
وسائل إعلام "إسرائيلية": تسلل مسيرتين على الأقل إلى الجليلين الغربي والأعلى أطلقتا من لبنان.
-
07:37
12 جريحاً نقلهم الصليب الأحمر اللبناني إثر الغارة "الاسرائيلية" التي استهدفت الحارة الفوقا في بلدة مشغرة.
-
غارة عنيفة على حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت