اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بصورة مختلفة تماماً عن حرب تموز عام 2006، كان مشهد النزوح من الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع هذه المرة جراء الإعتداءات الصهيونية، التي لم تُوفِّر قرية أو مدينة من اليوم الأول للعدوان وتحديداً في الجنوب والبقاع بداية، وسريعاً لحقت بهما الضاحية الجنوبية لبيروت، مما أدى الى حركة نزوح كثيفة وسريعة بوقت واحد من ثلاثة اتجاهات دُفعة واحدة، على خلاف حرب تموز حيث كانت حركة النزوح مُتدرِّجة، عدا عن أن وقتها كانت هناك مناطق لم يَنزح أهلها منها، بينما اليوم تم استهدافها مما زاد عدد النازحين من قُراهم ومناطقهم بشكل كبير.

هذا العدد الكبير للنازحين لم يكن بالحسبان، لعلّها عبارة كفيلة لوحدها أن تجعله أكبر من أي خطة مسبقة، تقول المصادر، لكن سرعان ما تم العمل على استيعاب هذا العدد تدريجياً من قِبل حزب الله، ففي العاصمة بيروت بدأ فتح المدارس الرسمية لإيواء النازحين، وبعدها المدارس الخاصة بعد الإستئذان من أصحابها، حتى وصل عدد مراكز الإيواء الى 120 باستثناء المنازل التي تم استئجارها من الأهالي.

في مراكز الإيواء تقع المسؤولية الأكبر، تقول المصادر، حيث أن الحزب يَعتبر أن لديهم الأفضلية بالإهتمام، باعتبار أنهم يجب تأمين مستلزماتهم بشكل كامل، بينما في المنازل يتم اعتماد آلية تعبئة استمارات باحتياجات مُحدَّدة تنقص ساكنيها، فيتم تأمينها من حزب الله ومن بعض القوى والأحزاب وأيضاً من مُتبرعين، أما عن الدولة فيُسجَّل غياب لدورها وما يجب أن تقدّمه لشعبها أيام الحرب، حيث أن خلية الأزمة التي تم الحديث عنها قبل العدوان الإسرائيلي، آداؤها بطيء جداً وهناك قصور واضح في عملها، وفيما يتعلّق بالدعم الذي يأتي من الخارج فإنه لا يُحدِث فرقاً بحسب المصادر الرسمية، التي تَعتبر أن في الواقع الحالي الطائرات لا تكفي لحل الأزمة، وإنما يجب اعتماد البواخر لتكون كافية الى حد ما لتأمين إحتياجات الناس، خاصة وأن الأزمة ستتفاقم مع مرور الوقت، بحال طال أمد العدوان الإسرائيلي على لبنان.

أما عن العوائق التي تتم مواجهتها، تقول المصادر، أبرزها قرار وزير التربية عباس الحلبي الذي أعطى لأصحاب المدارس الخاصة حرية فتحها بعد ممارسة الضغوط عليه، بشرط تأمين بديل للنازحين، لكن الذي حصل أن البدائل التي يتم تأمينها غير مؤهلة للسكن من مختلف النواحي الأمنية والظروف المعيشية، أما عن بعض الأماكن التي يتم فيها إخراج النازحين من البيوت التي استأجروها، فإن حزب الله يتولى مهمة إيجاد بديل رغم صعوبتها، كما أنه ينشر فِرق عمل له لتوجيه الناس للذهاب الى الشمال وسوريا، والعمل على إيجاد أماكن للذين لم تستوعبهم مراكز الإيواء في بيروت، ولم يجدوا أماكن يسكنون فيها.

لا شك أن إدارة ملف النزوح ليست بالمهمة السهلة، ومع مرور الوقت وإطالة أمد الحرب ستُخلَق مشاكل إضافية وسيزداد العبءعلى حزب الله والقوى والأحزاب والجهات المساعدة في هذا الملف، خاصة أن الدولة تتعامل على أساس أنه لا توجد حرب في البلاد، وليس هناك حالة طوارىء أو حالة إستثنائية يتم التعامل معها بطريقة مختلفة، لذا يصعب السيطرة بشكل تام على هذا الملف، مهما بذل الحزب من جهد مع بقية القوى كتعويض عن قصور أو غياب خطة، كان مفروض على الدولة إعدادها وتنفيذها أو على الأقل المساعدة فيها، لا زيادة التعقيدات في أيام كهذه...

الأكثر قراءة

من الكهوف الى الملاهي الليلية