اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

مسلسل الفلتان الامني في طرابلس متواصل، وليس ما يشير الى نهاية جذرية له في الوقت الراهن.

محاولات القوى الامنية، ودوريات الجيش وقوى الامن الداخلي جدية لاجتثاث الفلتان والفوضى، لكنها لم تصل الى مرحلة الامساك بكل العابثين بالامن الذين غالبا يطلون كالخفافيش عند حلول الظلام، وبعضهم في وضح النهار غير مكترثين او متهيبين...

ليل السبت الماضي ثلاثة حوادث مثيرة، وتنبىء بمخاطر الاوضاع المتفلتة في مدينة طرابلس لا سيما في ظل ما تشهده البلاد من عدوان صهيوني يستهدف البشر والحجر.

ففي منتصف ليل السبت - الاحد شوهدت سيارة رباعية الدفع تقل مسلحين يطلقون الرصاص العشوائي في كل مكان ويتجولون في شوارع ابي سمراء والتل والبوليفار والميناء، مما اقلق الاهالي واثار لديهم مكامن الخوف والرعب.

ومساء السبت تعرض الفتى ( ك. ب.) البالغ من العمر 16 عاما، لعملية سلب دراجته النارية ومحفظته وهاتفه الخليوي تحت تهديد بالسلاح من ملثمين كانا على متن دراجة نارية، وذلك تحت جسر البالما مدخل طرابلس الجنوبي.

ومساء السبت ايضا، كانت حادثة اخرى في محلة الجميزات قرب حلويات الحلاب حيث اقدم ملثمان على متن دراجة نارية على اطلاق الرصاص من مسدس حربي باتجاه (خ. ع. غ. ) ادى الى اصابته بطلق ناري في قدمه.

هذه محصلة ليلة واحدة من ليالي طرابلس الامر الذي يثير التساؤلات والشبهات عما اذا كانت هذه الحوادث فردية، شخصية، ام انها ذات ابعاد امنية اخرى؟

يرى البعض انها احداث آنية فردية، يستغل بعض العابثين حالة الترهل العام والظروف السائدة بالبلاد والفوضى المنتشرة لتصفية حسابات شخصية باعتقاد ان الاجهزة الامنية لم تعد متشددة في ملاحقة الخارجين على القانون والمرتكبين، حيث يلاحظ هؤلاء ان التوقيفات التي تجري للمخلين بالامن والمجرمين بالكاد تحصل لاكثر من شهر، بل احيانا لايام معدودات، حين يكون الغطاء السياسي متوافر لهم، والوساطات تلعب لعبتها في الافراج عن المرتكبين والعابثين بالامن نتيجة غياب العقاب المتشدد.

آخرون ممن يتابعون مجريات هذه الاحداث وتبعاتها الامنية المقلقة، يقولون ان ما يحصل في طرابلس والشمال عموما ليس عبثيا، او احداثا فردية آنية، وانما مخطط له استهدافات امنية اخرى تخدم مشاريع فتنوية، وتعمل على إشاعة الفوضى وبث الفلتان في ارجاء المدينة، لا سيما في الآونة الاخيرة حين بلغت موجات النزوح اعلى نسبها في طرابلس والشمال، وان هذه الاحداث ليست إلا مقدمات لاحداث اكثر خطورة وسط فوضى يراد لها أن تكون عارمة وواسعة ومنتشرة ويصعب ضبطها بإشغال كل الاجهزة والقوى الامنية فيها...

الاوساط الطرابلسية من سياسية واجتماعية واقتصادية واهلية، ترى انه من الضروري الحزم والحسم في مسألة العبث الامني وتهديد السلم الاهلي في طرابلس والشمال، وانه ليس مستحيلا على القوى الامنية كشف الفاعلين والامساك بهم ومحاسبتهم كي يكونوا عبرة للآخرين وان الوضع لم يعد يحتمل التساهل والتهاون بملاحقة العابثين بخاصة اولئك الذين يستقلون الدراجات النارية التي باتت اهم وسيلة لارتكاب العبث والاجرام ولسهولة الفرار بواسطتها، وقد اصبح عديد هذه الدراجات يناهز عديد السيارات دلالة على ما وصلت اليه الفوضى في المدينة دون اي علاج جدي ملموس.


الأكثر قراءة

كيف نجت المقاومة؟ ولماذ يراهن قاسم على الوقت؟