اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

نقيب المحامين السابق في بيروت

كم كان الشاعر العربي الكبير المتنبي مبدعاً عندما نظم بيت الشعر الذي بات يتم التدوال به كحكمة وكمثل والذي جاء فيه:

مصائب قوم عند قوم فوائد.

فأحياناً يستفيد المجرم او السيىء او الكسول او الاناني من مصائب غيره، لينفذ جرائمه في غياب السلطة او في ظل الفوضى، او ليهرب من التزاماته ومسؤولياته، او ليستفيد من عدة نواح واهمها المادية.

وفي وضعنا الحاضر، وفي ظل العدوان والمجازر التي يرتكبها العدو، يستفيد عدد كبير من المصائب التي تحل بالبلد وبشعبه وبالنازحين، اقله عدد كبير من الجمعيات المسماة خيرية والتي تحصد الملايين.

- فمن لا يريد ان يكون لهذا البلد رئيس للجمهورية، يستفيد من الظروف ليفرض شروطاً تعجيزية.

- ومن لا يريد متابعة الملفات القضائية، ومنها ملف المرفأ، وملف اموال المودعين المهدورة والمنهوبة، يستفيد من هذه الظروف.

- ومن لا يريد فتح ملف الوجود الفلسطيني والنزوح السوري الذي صار بإمكانه حالياً الذهاب الى سوريا بعد ان كان يزعم بأنه لا يستطيع ذلك سابقاً، يستفيد من هذه الظروف.

- والموظفون في الادارات والمؤسسات الذين يفرضون مبالغ معينة لاتمام الاعمال تحت ستار انهم يعرضون حياتهم للخطر للمجيء الى الدائرة، يستفيدون من هذه الظروف.

- طبعاً هذا عدا اصحاب المولدات الذين لم يتجرأ احد على فتح ملفهم، وهم يجنون مليارات الدولارات مع من يحميهم، وكذلك فوضى الدراجات النارية التي ليس فقط تمشي بشكل مخالف للمرور بل باتوا يتنقلون بكل وقاحة من دون لوحات.

- كل ذلك دون ان ندخل في ملفات بيع الاسلحة وتأجير الشقق بمبالغ خيالية، وارتفاع اسعار السلع بصورة مخالفة للقانون.

ومع ذلك، اذا اثير اي ملف من هذه الملفات يأتي الجواب: "وين بالكم"، او "عيب نحكي بهذه المواضيع حالياً..." لان الناس تتابع المواضيع المتعلقة بالحرب وبالمعارك وبالنزوح وغيرها.

طبعاً هذا إذا لم تكن بعض الفضائح مصطنعة. إذ احياناً تقع فضيحة. ومن اجل جعل الرأي العام ينساها، يتم اصطناع فضيحة اخرى. فكتبت مرة: فضيحة تمحو فضيحة. كل ذلك من اجل ان ينسى المواطن الفضيحة السابقة، وفي لبنان للاسف ينسى الشعب اللبناني بسرعة.

من هنا، يقتضي التشديد على عدم جعل المصائب، مهما كانت كبيرة، من التغاضي عن الجرائم والاعمال المشينة والارتكابات، والمصالح الانانية والاهمال، ومن ملاحقة المرتكبين.

الأكثر قراءة

هدفه... رأس لبنان