اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

نوبات الهلع تُعتبر من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا في عصرنا الحديث، حيث يعاني منها العديد من الأفراد في مختلف مراحل حياتهم. تُعرف نوبة الهلع بأنها حالة من القلق الشديد والمفاجئ، تتسم بظهور مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية المكثفة، مثل تسارع ضربات القلب، ضيق التنفس، التعرق الغزير، والدوار. قد يشعر الشخص في تلك اللحظات بأنه على وشك فقدان السيطرة أو حتى الموت، مما يزيد من حدة التوتر والذعر.

تحدث نوبات الهلع دون سابق إنذار، ويمكن أن تؤثر بشكل كبير في جودة الحياة اليومية للمعانين منها، مما يجعلهم يتجنبون المواقف أو الأماكن التي يعتقدون أنها قد تؤدي إلى حدوث نوبة أخرى. يُعزى ظهور هذه النوبات إلى مجموعة من العوامل، منها العوامل الوراثية، والضغوط النفسية، والتغيرات البيوكيميائية في الدماغ.

على الرغم من أن نوبات الهلع قد تبدو شديدة وصعبة التحمل، إلا أن هناك العديد من الاستراتيجيات والعلاجات المتاحة التي يمكن أن تساعد الأفراد في التعامل مع هذه الحالة والتغلب عليها. من خلال الفهم العميق لنوبات الهلع ووعي الأفراد حولها، يمكن تحسين نوعية الحياة وتقديم الدعم الفعال للأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة.

وتستمر معظم نوبات الهلع من 5 إلى 20 دقيقة، لكن بعضها قد يمتد حتى ساعة. ورغم كونها مخيفة، إلا أنها ليست ضارة جسديا.

هذا ويعتبر التمييز بين النوبة القلبية ونوبة الهلع أمرًا حيويًا، حيث إن الأعراض قد تتشابه ولكن هناك فروقًا مهمة تساعد في التعرف الى كل منهما.

تظهر النوبة القلبية عادةً من خلال ألم أو ضغط في الصدر يمتد إلى الذراعين أو الفك أو الظهر، وقد يصاحبها ضيق في التنفس، تعرق غزير، غثيان أو قيء، بالإضافة إلى دوخة أو إغماء. على عكس ذلك، فإن نوبة الهلع تتسم بشعور بالذعر المفاجئ أو الخوف الشديد، مع خفقان القلب أو تسارع ضرباته، وضيق في التنفس قد يشعر به الشخص كأنه اختناق. كما أن الدوار أو الشعور بالانفصال عن الواقع قد يصاحب نوبة الهلع، حيث يشعر الشخص أحيانًا بأنه يفقد السيطرة أو يجن.

تستمر الأعراض في النوبة القلبية لفترة طويلة وقد تزداد سوءًا مع مرور الوقت، بينما تصل الأعراض في نوبة الهلع إلى ذروتها خلال 10 دقائق ثم تبدأ في التراجع بعدها. العوامل المحفزة للنوبة القلبية قد تكون مرتبطة بمخاطر صحية مثل مرض القلب أو الضغط العالي أو النشاط البدني المفرط، في حين أن نوبات الهلع قد تحدث نتيجة لضغوط نفسية أو مواقف معينة.

عند الحديث عن الاستجابة للعلاج، فإن النوبة القلبية تتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا مثل الأدوية أو القسطرة القلبية أو الجراحة. بينما يمكن أن تتحسن الأعراض في حالة نوبة الهلع من خلال تقنيات التنفس العميق والاسترخاء أو العلاج النفسي.

في حال كان لديك مخاوف بشأن النوبة القلبية، من المهم طلب الرعاية الطبية الفورية. يمكن أن تساعد الفحوصات مثل تخطيط القلب (ECG) وتحاليل الدم في تشخيص النوبة القلبية.

بالمجمل، فإن فهم الفرق بين النوبة القلبية ونوبة الهلع يعد أمرًا ضروريًا، حيث يساعد في تجنب القلق المفرط وضمان الحصول على العلاج المناسب عند الحاجة.

الأكثر قراءة

رئيس آخر لجمهوريّة أخرى