اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

منذ ان عيّن نادي برشلونة المدرب هانسي ديتر فليك مدربا للفريق الأول، سال كثير من الحبر في الصحف الكتالونية والاسبانية والعالمية عن مدى كفاءة هذا الأخير في ادارة تشكيلة برشلونة التي قال عنها تشافي هيرنانديز المدرب السابق للنادي انها تحتاج لعدد من التدعيمات ليصبح الفريق في واجهة المنافسة المحلية والاوروبية.

هذا التخوّف كان نابعا بسبب عقلية المدرب الألماني الصلبة والتي ظهرت اثناء تواجده مع بايرن ميونخ حين حقق السداسية التاريخية بعدما حلّ كمدرب طوارئ في موسم 2019-2020.

صيف برشلونة كان باهتًا هادئًا نظرًا للازمات المالية التي تفتك بالنادي منذ ولاية جوسيب بارتوميو ومن سبقه في مجلس ادارة النادي. حيث تعاقد النادي مع الاسباني دانو اولمو بطل اليورو مع منتخب بلاده، وكان ضمن اهداف النادي جناح بلباو نيكو ويليامز لكن الصفقة انهارت ولم تتم.

بدأ فليك الموسم باصابات في صفوف الفريق، اصابة قلبي الدفاع كريستنسن واروخو، اصابة ثلاثي الوسط فيرمين لوبيز، فرنكي دي يونغ والاوفد الجديد داني اولمو، بالاضافة الى الشاب الصاعد حديثا مارك بيرنال والحارس تير شتيغين اللذان تعرضا لقطع في الرباط الصليبي وسيغيبان حتى نهاية الموسم الحالي.

على الرغم من كل الاصابات التي عصفت بالفريق، الا ان ماكينة فليك لم تتعطل وبدأت تظهر شخصية المدرب الشرسة على أداء لاعبيه على ارضية الملعب. اكتسب الفريق منظومة هجومية كاسحة هي الأقوى على مستوى العالم حتى الآن استنادا للأرقام. بالاضافة الى دهاء دفاعي كبير بقيادة المدافع اينيغو مارتينز الذي برع مع زميله الشاب باو كوبارسي بتطبيق مصيدة التسلّل بشكل مثير للاهتمام وأمام خصوم من كبار القوم في اوروبا كما بايرن ميونخ وريال مدريد.

جمهور النادي الكتالوني جميعهم واقعون بحب المدرب الجديد هانسي فليك الذي انتشل الفريق من مستنقع يصعب الخروج منه في ظل الظروف غير الرياضية التي تعصف بالنادي. كما ان لاعبين كانوا عرضة لانتقادات حادة الموسم الفائت، حوّلهم فليك لوحوش على ارض الملعب مثل البولندي ليفاندوفسكي والجناح البرازيلي رافينها الذي اصبح اليوم من افضل لاعبي الموسم ان لم يكن افضلهم.

لكن كل ما سبق، يُنسب لرجل وحيد، وهو رئيس نادي برشلونة خوان لابورتا.

لابورتا في ولايته الحالية، بدأت بشكل فظيع. حين وعد انه سيفعل ما في وسعه للحفاظ على اسطورة الفريق ليونيل ميسي، ليتبين مع بداية موسم 2021-2022 ان ميسي لم يعد لاعبا لبرشلونة وانتقل مجانا الى باريس سان جيرمان.

الجميع كره لابورتا حينها ونعتوه بالكاذب والغير صادق وانه خدع الجماهير لتتنخبه وهو كان ضمنيا مدركا ان البرغوث الارجنتيني لن يكمل مع الفريق. لكن يحسب للابورتا ما قام به منذ بداية ذلك الموسم حتى اليوم. فهو من عيّن تشافي هيرنانديز الذي غير صورة برشلونة السيئة بعد ميسي وحصد معهم لقب الليغا الغائب منذ 2019، وذلك بعد موسم واحد من تعيينه كمدرب للفريق.

لابورتا هو ايضا من استخدم رافعات النادي للتعاقد مع لاعبين عالميين يحملون برشلونة على اكتافهم اليوم مثل ليفاندوفسكي ورافينها وكوندي. ودائما ما حاول لابورتا مساعدة النادي بكل ما يستطيع من مقومات وتضحيات وتنازلات كي لا يغوص النادي في مستنقع قد لا يخرج منه في السنوات القليلة المقبلة.

لابورتا واجه قضية نيغريرا الشهيرة المتعلقة بالتحكيم في الليغا الاسبانية واثبت القضاء الرياضي مؤخرا ان النادي بريء من هذه التهم الباطلة. لابورتا بكل اخطائه التي وقع فيها، لكن هذه الاخيرة لم تكن خطيرة على النادي واداريا يبدو انها قابلة للحل ولن تكون معقدة.

ما يميّز لابورتا عن غيره من رؤساء نادي برشلونة حبه للنادي وتعلّقه ببرشلونة وهذا يظهر جليّا في احتفالاته مع الاعبين واهتمامه بالفريق والمدرب واهتمامه حتى بالفريق النسائي. دائما ما كان لابورتا محبا لبرشلونة ولم يكن يعتبر نفسه موظفا في النادي ويعمل من اجل المال بل كان يرى نفسه واحدا من ممثلي النادي ويعمل بحب وجهد لمستقبل النادي المزدهر الذي بدأت تضّح معالمه مع فليك في هذا الموسم.

قليلون هم من كانوا ليقبلوا تولي مهمة لابورتا او من الممكن الّا يقبل أحد بهذه المهمّة الخطيرة وادارة نادي تاريخي كبرشلونة، ولأن لابورتا اتخّذ قرارات مصيرية كانت ستودي بالنادي الى التهلكة لو لم تنجح.

بالتأكيد يد واحدة لاتصفق وخصوصا في كرة القدم، ولولا تضحيات لابورتا واللاعبين والادارة والمدرب الجديد فليك لما ظهر برشلونة بالشكل الذي هو عليه اليوم، وهو مصنّف من قبل كثيرين كأقوى فريق في اوروبا حاليا حتى الآن، ولما فك عقدة بايرن في دوري ابطال اوروبا وكسر عقدة الكلاسيكو امام خصمه التريخي ريال مدريد في الدوري الاسباني.


الأكثر قراءة

ترامب رئيسا لاميركا... المنطقة الى اين ؟ الشيخ قاسم : التفاوض غير المباشر أساسه وقف العدوان وحماية السيادة كاملة فاتح 110 يهزّ تل ابيب وصفد وحيفا بأربعين الشهيد حسن نصرالله