مع ان الكنيسة المارونية لم تكن يوما من الفريق المؤيد لخيارات حزب الله السياسية، وآخرها عدم الموافقة على حرب إسناد غزة، حيث طالبت مرارا بتحييد لبنان عن الصراعات والمحاور الإقليمية، ووضع سلاح حزب الله بيد الشرعية والجيش اللبناني، إلا ان الكنيسة بعد توسع الحرب تخطت الحواجز السياسية، لتطالب بالتضامن الوطني واحتضان اللبنانيين الهاربين من القصف.
والمشهد في المناطق المسيحية على غرار منطقة دير الأحمر بعد حركة التهجير من بعلبك، هو نموذج يشهد على التعاضد الوطني والالتحام بين الناس، على الرغم من الانقسام السياسي الكبير.
سبق لرأس الكنيسة الكاردينال بشارة الراعي ان حذر من الفراغ الرئاسي، ومغبة انفلات الوضع، وعلى هذا الأساس دعا لفك الارتباط بين لبنان وحرب غزة، مما تسبب بتباعد بين بكركي والمحور الذي انخرط بالحرب، وتزايد الفتور في العلاقة بين الصرح البطريركي وحزب الله، مع تعثر انتخاب رئيس جمهورية واستمرار الشغور في رئاسة الجمهورية. فتركزت عظات الصرح على ضرورة ملء الفراغ في بعبدا، تحسبا لأي تطورات قد لا تكون لمصلحة لبنان، وقد ثبت كما تقول مصادر سياسية ان الراعي كان الى حد كبير محق في هواجسه من الفراغ في سدة الرئاسة، مع اندلاع العدوان «الإسرائيلي» الوحشي، الذي دمر الحجر وقتل البشر، فأصبح أكثر من مليون ونصف مواطن لبناني من الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب خارج منازلهم وقراهم، وتوجهوا الى المناطق المسيحية والدرزية والسنية، في حين ان وجود الرئيس المسيحي التوافقي والقوي يعطي المظلة الداخلية المطلوبة ويقدم الحلول والمخارج للأزمة.
وعلى الرغم من الإختلاف السياسي، فان الكنيسة كما تقول مصادر مسيحية، لم تقف على الحياد في موضوع الحرب الدائرة لإبادة طائفة ومكون أساسي، وقد وضعت التباين جانبا وانخرطت في معركة مساندة المهجرين من أتون الحرب، فكانت من المبادرين في ترتيبات التهحير لمساعدتهم، التزاما بالرسالة المسيحية. وكان لافتا ان مجلس المطارنة الموارنة اعلن وقوف الكنيسة الى جانب «الشعب الجريح في الأبرشيات والرعايا»، منطلقا من الحس الإنساني، فتم تفعيل عمل الابرشيات والمؤسسات المسيحية في لبنان والخارج للمساهمة في الإنقاذ .
الى جانب الموقف المسيحي، برز التضامن من قبل سياسيين من خارج التوافق مع حزب الله في موضوع الحرب، النائب السابق وليد جنبلاط كان أول الداعمين لحزب الله من ٧ تشرين الأول باستقبال النازحين وفتح مراكز الإيواء في الجبل، والأمور لم تختلف كثيرا عن حرب تموز ٢٠٠٦ لدى بيئة وجمهور «التيار الوطني الحر» على الرغم من إعلان رئيس التيار ان لا تحالف اليوم مع الحزب، إلا ان التيار أدى دورا مركزيا في ملف التهجير لتعزيز التضامن والشِرْكة واحتضان المهجرين من الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، فالاختلاف مع حزب الله في ملف الرئاسة والانخراط بالحرب لم يمنع التيار من مؤازرة الحزب وجمهوره .
لا يختلف الوضع على الساحة السنية، فمناطق الشمال تحتضن المهجرين، ومن الواضح ان ثمة تغييرا كبيرا أصاب الشارع السني بعد حرب غزة، التي أرست معادلات مختلفة على صعيد العلاقة بين الجمهور السني والبيئة الشيعية.
التضامن بكل وجوهه أفشل المخطط «الإسرائيلي» للفتنة والحرب الأهلية، من خلال اللعب على التباين بين الحزب والمكونات السياسية والطائفية، فحزب الله أكثر الرافضين للفتنة، وأمينه العام الشهيد السيد حسن نصرالله حذر من الاقتتال الذي يشكل خطرا على الجميع .
يتم قراءة الآن
-
ضغوط لإجهاض تفاهم سلام مع «الثنائي» حكومياً؟! حرد أرمني ــ سني... «التيار» مُهمّش و«القوات» ترفع السقف المبعوثة الأميركيّة تحمل الى بيروت نتائج لقاء تـرامب ــ نتانـــياهو
-
متى تفكيك سوريا...؟!
-
دعم دولي لولادة حكومية قيصرية بثقة متواضعة الدوحة تعود الى بيروت من جديد... دعم للمؤسسات ونفط وغاز واشنطن لنتنياهو: لاستبعاد خيار تجدد المعارك في لبنان
-
الحكومة قريبة ... "من يرضى يتمثل ومن يُعارض يخرج" سلام لسائليه : "حطوا السنة بضهري"... وهذا تصوّره للتمثيل المسيحي "القوات" تترقب... و"الإعتدال الوطني " ينتظر لقاء البعريني مع سلام اليوم
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
10:45
البيت الأبيض: "ترامب أعلن خطة جريئة لضمان السلام الدائم في غزة".
-
10:45
وزير خارجية أميركا: "مستعدون لقيادة غزة وجعلها جميلة مرة أخرى".
-
10:44
البيت الأبيض: "خطة ترامب لترحيل سكان غزة تلقى تأييدا واسعا بين الجمهوريين".
-
10:43
الوكالة الوطنيّة: الجيش الإسرائيلي ما زال متمركزاً خلف الساتر الترابي الذي استحدثه منذ اسبوع في منطقة المفيلحة غرب بلدة ميس الجبل في حين تنتشر عناصر من الجيش اللبناني على بعد عشرات الأمتار من الجهة الغربية
-
10:19
وكالة تسنيم: "قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي خامنئي يعين الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وكيلاً له في لبنان".
-
10:03
وزارة الخارجية الصيني: نأمل أن تعتبر الأطراف وقف إطلاق النار فرصة لإعادة القضية الفلسطينية لمسارها الصحيح بالتسوية وفق حل الدولتين