اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

إعداد وترجمة موقع "الديار"



في تطور علمي قد يغير وجه الطب والعلاج الجيني، نجح باحثون من معهد جاكس ومعهد برود وجامعة ييل في تصميم مفاتيح جينية اصطناعية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، تُعرف بالعناصر التنظيمية "Cis" (CREs)، مما يسمح بالتحكم الدقيق في نشاط الجينات داخل الأنسجة المستهدفة.

استند الفريق العلمي في هذا الابتكار إلى تحليل البيانات الجينية لاكتشاف ما يُعرف بـ "قواعد الحمض النووي"، التي تمثل الأسس التي تتحكم في كيفية تعبير الجينات عن نفسها في خلايا معينة. وقد أدى هذا الاكتشاف إلى تحقيق اختراقات كبيرة في فهم كيفية تفاعل الجينات مع بعضها البعض، ما يفتح الباب أمام تطبيقات علاجية جديدة تتسم بالدقة وتستهدف أمراضًا معينة دون التأثير على بقية الجسم.

التطبيقات الواعدة في الطب الشخصي والعلاج الجيني

أظهرت التجارب الناجحة التي أجراها العلماء على أسماك الزرد والفئران قدرة هذه العناصر الجينية الاصطناعية على تغيير الطريقة التي تعمل بها الخلايا في تلك الكائنات. ويشير الباحثون إلى أن هذا التطور قد يسهم بشكل كبير في تطوير علاجات طبية متقدمة تشمل الطب الشخصي، حيث يمكن تصميم علاجات تتناسب مع الخريطة الجينية لكل فرد، مما يعزز من فعالية العلاج ويقلل من الأعراض الجانبية.

تأثيرات محتملة في التصنيع البيولوجي والابتكارات الطبية

إلى جانب التطبيقات العلاجية، يمكن أن يُستخدم هذا الابتكار أيضًا في مجال التصنيع البيولوجي، حيث يتم تعديل الكائنات الحية لإنتاج مواد كيميائية حيوية أو مركبات دوائية بشكل مستدام وفعال. هذا التطور يمكن أن يكون له تأثير كبير في الصناعات الدوائية والبيولوجية، إذ يمهد الطريق لتصنيع أدوية وعلاجات بتكلفة أقل ودقة أكبر.

هل سيغير هذا الإنجاز مستقبل الطب وعلم الجينات؟

مع ازدياد التقدم في هذا المجال، يرى العلماء أن هذه التقنية قد تكون الخطوة الأولى نحو قدرة الإنسان على التحكم الكامل في نشاط الجينات داخل خلايا معينة، مما قد يقود إلى علاجات ثورية لأمراض مثل السرطان، والأمراض الوراثية، وأمراض المناعة الذاتية. كما أن هذا التطور قد يفتح الباب أمام ابتكارات في مجال الهندسة الحيوية والطب الجزيئي.

إن استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال علم الجينات لا يمثل فقط اختراقًا علميًا، بل يمثل أيضًا فتحًا جديدًا في كيفية تفاعل البشر مع الحمض النووي وفهمهم لآلية عمل الجينات.

الأكثر قراءة

حزب الله يُحذر من الخروقات «الإسرائيليّة»: للصبر حدود الجولاني مُستقبلا جنبلاط: سنكون سنداً للبنان