أمراض نسائيّة شائعة تؤثر في القدرة على الإنجاب

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

العقم هو حالة صحية تؤثر في قدرة المرأة أو الرجل على الإنجاب بعد محاولة الحمل دون نجاح لفترة زمنية معينة. يُعتبر العقم مصدر قلق صحي ونفسي كبير للعديد من الأزواج حول العالم، حيث يُقدر أن حوالى 10-15% من الأزواج يواجهون صعوبة في الحمل. وعلى الرغم من أن العقم يمكن أن ينجم عن عوامل تتعلق بكلا الشريكين، فإن هناك مجموعة من الأمراض والحالات الصحية التي تُزيد من خطر حدوث العقم لدى النساء على وجه الخصوص.

بعض هذه الأمراض قد تؤثر في الوظيفة الطبيعية للجهاز التناسلي، مثل اضطرابات التبويض، التي تُعتبر من أكثر الأسباب شيوعًا للعقم عند النساء. من ناحية أخرى، هناك أمراض تُصيب الرحم أو قناتي فالوب، مثل الانتباذ البطاني الرحمي (بطانة الرحم المهاجرة) والتهابات الحوض، التي قد تعوق عملية التلقيح أو تمنع البويضة من الوصول إلى الرحم. كما تُسهم بعض الحالات الهرمونية مثل متلازمة تكيس المبايض في تعقيد قدرة المرأة على الحمل.

تتعدد أسباب العقم، ويعتمد العلاج عادةً على تشخيص الحالة الأساسية. لذا فإن الوعي بهذه الأمراض والتدخل المبكر يمكن أن يُساعد في تحسين فرص الحمل ويُقلل من التوتر والضغوط النفسية التي قد يعاني منها الأزواج أثناء هذه الرحلة.

الأسباب العامة للعقم عند النساء

تختلف أسباب العقم بين النساء وتتعدد بحسب الحالة الصحية، ولكن يمكن تصنيف الأسباب إلى عدة فئات، منها:

- اضطرابات التبويض: اضطرابات التبويض تُعد من أكثر الأسباب شيوعًا للعقم عند النساء. تحدث هذه الاضطرابات عندما لا يُفرز المبيض البويضات بانتظام أو لا تُفرز على الإطلاق. ومن أبرز الأسباب المرتبطة باضطرابات التبويض هي متلازمة تكيس المبايض، وهي حالة تؤثر في مستويات الهرمونات وتؤدي إلى إعاقة التبويض الطبيعي. كذلك، يمكن أن تؤثر مشاكل الغدة الدرقية أو الغدة النخامية في عملية التبويض.

- انسداد قناتي فالوب: تُعتبر قناتي فالوب القنوات التي تنقل البويضة من المبيض إلى الرحم. إذا حدث انسداد أو تلف في هذه القنوات، فإن ذلك يمنع البويضة من الالتقاء بالحيوان المنوي، مما يؤدي إلى العقم. من بين الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى انسداد القنوات هي التهابات الحوض المتكررة أو العدوى المنقولة جنسيًا مثل الكلاميديا والسيلان، أو التصاقات الحوض الناجمة عن جراحات سابقة.

- انتباذ بطانة الرحم (بطانة الرحم المهاجرة): هو حالة تُحدث عندما تنمو أنسجة مشابهة لبطانة الرحم خارج الرحم، غالبًا في الحوض أو على المبايض أو قناتي فالوب. هذه الحالة يمكن أن تؤدي إلى الالتهاب وتشكيل ندبات تؤثر في وظيفة الجهاز التناسلي وتزيد من خطر العقم.

- أورام الرحم الليفية: هي أورام حميدة تتشكل داخل الرحم أو على سطحه، ويمكن أن تؤدي إلى تغيرات في بنية الرحم، مما يعيق قدرة الجنين على الالتصاق بجدار الرحم بعد التلقيح. على الرغم من أن الأورام الليفية لا تسبب دائمًا العقم، إلا أن حجمها وموقعها يمكن أن يؤثر بشكل كبير في الخصوبة.

- مشاكل عنق الرحم: يمكن أن تؤدي مشاكل عنق الرحم، مثل وجود تشوهات في الشكل أو العدوى المزمنة، إلى صعوبة مرور الحيوانات المنوية عبره للوصول إلى الرحم لتخصيب البويضة.

- التقدم في العمر: يؤدي العمر دورًا كبيرًا في خصوبة المرأة. مع تقدم العمر، تقل جودة وكمية البويضات، مما يزيد من صعوبة الحمل. تبدأ خصوبة المرأة في الانخفاض بشكل ملحوظ بعد سن 35.

التشخيص المبكر هو المفتاح

بالإضافة إلى الأمراض التي تصيب الجهاز التناسلي مباشرة، تؤثر العديد من الحالات الصحية المزمنة في خصوبة المرأة بشكل غير مباشر. فمثلاً، يؤدي عدم انتظام مستوى السكر في الدم عند مرضى السكري إلى اضطرابات في الدورة الشهرية والتبويض. كما أن اضطرابات الغدة الدرقية، سواء كانت فرط أو قصور، تؤثر في التوازن الهرموني وتزيد من صعوبة الحمل. كذلك، فإن كل من السمنة المفرطة والنحافة الشديدة تؤثران في إنتاج الهرمونات المسؤولة عن التبويض والدورة الشهرية، مما يجعل الحمل أكثر صعوبة.

عندما يواجه الأزواج صعوبة في الحمل، يكون التشخيص المبكر هو المفتاح لفهم سبب العقم ووضع خطة علاجية مناسبة. يعتمد التشخيص على مجموعة متنوعة من الاختبارات والفحوصات الطبية، مثل تحليل الهرمونات، وفحص المبايض، وتقييم صحة الرحم وقناتي فالوب. قد يكون العلاج بسيطًا مثل تعديل النمط الحياتي أو تناول الأدوية المحفزة للتبويض، أو قد يتطلب إجراءات أكثر تعقيدًا مثل التلقيح الصناعي أو الإخصاب في المختبر (IVF).

من المهم أن يتم العلاج تحت إشراف فريق طبي متخصص لضمان تحقيق أفضل النتائج. وفي حالات معينة، قد يتطلب العلاج التدخل الجراحي لإزالة العوائق مثل الأورام الليفية أو معالجة الانتباذ البطاني الرحمي.