اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

محمد علوش

في خطابه الأخير يقول أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم: "حزب الله لا يعول إلا على الميدان، ونحن لن نبني توقع وقف العدوان على حراك سياسي، ولن نستجدي لإيقاف العدوان، سنجعل العدو هو الذي يسعى إلى المطالبة بوقفه"، وفي ذلك رسالة واضحة أن طاولة التفاوض رغم كل ما يُحكى ويُقال، لم تُعقد بعد بشكل جدّي، فالكلمة لا تزال للميدان في لبنان وإيران.

بعد انتخاب ترامب رئيساً لأميركا، نجح رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو في الحصول على فرصة زمنية إضافية، بغية الوصول إلى هدفه الأسمى وهو ضرب إيران، ومن الأدلة على هذه الرغبة ما نقلته صحيفة "معاريف الإسرائيلية" عن أوساط مقربة من نتانياهو قولها، ان الرجل مقتنع بأن "النصر الحقيقي لا يمكن أن يتحقق دون توجيه ضربة حقيقية لإيران، مع التركيز على برنامجها النووي"، وبالتالي لم يعد مخفياً هدف نتانياهو الأساسي، والذي إن حققه سيوقف الحرب بعد عام ونيّف على اندلاعها، ولكن من أجل ذلك عليه إقناع رئيسين أميركيين، تقول مصادر سياسية لبنانية.

وترى المصادر أن نتانياهو فشل قبل الانتخابات وخلال كل المرحلة الماضية للحرب من إقناع الديموقراطيين، وتحديداً إدارة جو بايدن، من دعمه لضرب إيران وبرنامجها النووي، خصوصاً بعد أن اكتشف نتانياهو أن ضرب هذا الملف في إيران يتطلب تعاوناً أميركياً مباشرا،ً لا يقتصر فقط على الدعم اللوجستي والتغطية السياسية، مشيرة إلى أن هذا الفشل لم يُنه أحلام نتانياهو، لذلك عوّل على وصول ترامب إلى البيت الأبيض ولم يحقق للديموقراطيين ما كانوا يعملون لأجله من وقف للحرب من أجل الاستثمار الإنتخابي.

اليوم يعتبر نتانياهو أن أمامه فرصة جديدة، تتمثل أولا بأن بايدن لم يعد لديه ما يخسره ولم يعد بحاجة للتفكير بالحرب الإقليمية، ولا يخشى انعكاس أي مسألة على الانتخابات الأميركية، وبالتالي لديه فرصة بأن يكون الرئيس الأميركي الذي يُنهي طموحات إيران النووية، ويضرب الملف الذي شغل العالم لسنوات طويلة، وبالنسبة إلى المصادر فإن نتانياهو يعوّل على موافقة بايدن على هجوم كهذا، ويعول أيضاً على موافقة ترامب عليه، فبالنسبة إلى الرئيس الأميركي الجديد الراغب بالسلام في الشرق الأوسط، والذي يرى السلام من خلال عيون "إسرائيل"، ويريد زيادة مساحة هذا الكيان، لن يجد أفضل، بحسب ما يعتقد نتانياهو، من أن يتسلم منصبه في البيت الأبيض بعد ضربة قاضية لملف إيران النووي، تسهل له مهمته.

هكذا يرى نتانياهو أن الفرصة الذهبية هي الآن، ولهذه الأسباب ترى المقاومة أن زمن التفاوض لم يحن بعد، ولا يوجد سوى الميدان لإفشال خطط نتانياهو، لذلك تكشف المصادر أن المقاومة بصدد تكثيف عملها العسكري، ورفع مستوى النوعية، وما شهده الميدان خلال الساعات الماضية من استخدام لصواريخ جديدة، يُعتبر كالمقبلات لما هو مقبل، فالمقاومة ترى أن الفرصة الزمنية المثالية لنتانياهو يجب أن تتحول فرصة زمنية لها لكي تبدل المشهد، وهي على قناعة بأنها قادرة على ذلك.

تختم المصادر بالتأكيد على أن الأيام المقبلة ستشهد على مفاجآت عديدة، وفي أكثر من ساحة، على أن يكون المشهد أوضح خلال أسابيع، فهل ينجح نتانياهو في تحقيق حلمه، أم يعود الى الحظيرة بعد ترويضه؟ 

الأكثر قراءة

خاص "الديار": أول عملية استشهادية في الخيام ومعارك عنيفة مستمرة