اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تؤدي ممارسة الرياضة دورا محوريا في الحفاظ على الصحة العامة والوقاية من العديد من الأمراض، بما في ذلك السرطان. فمع التقدم العلمي، أظهرت الدراسات بشكل متزايد أن النشاط البدني لا يساهم فقط في تحسين اللياقة البدنية وتعزيز صحة القلب والرئتين، بل يشكل أيضًا حاجزا فعالا ضد تطور بعض أنواع السرطان. من خلال التأثير المباشر على أجهزة الجسم المختلفة، تساعد التمارين الرياضية على تقوية جهاز المناعة، تحسين عملية التمثيل الغذائي، وتنظيم الهرمونات التي ترتبط بمعدلات الإصابة بالسرطان.

بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الرياضة وسيلة فعالة للتحكم في الوزن وتقليل الدهون في الجسم، والتي تعد من العوامل المساهمة في زيادة مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان الثدي والقولون. وفي ظل انتشار مرض السرطان وارتفاع معدلات الإصابة به عالميًا، بات من الضروري إدراك أهمية ممارسة الرياضة كجزء من نمط حياة صحي يساهم في تقليل احتمالية الإصابة بالمرض ودعم الوقاية منه.

وجدت دراسة جديدة أن وقت ممارسة التمارين الرياضية قد يكون له تأثير كبير في الوقاية من السرطان. وكشفت الدراسة، التي اعتمدت على بيانات من "البنك الحيوي في المملكة المتحدة" حيث تم تقييم عادات النشاط البدني لـ 86252 شخصا تراوحت أعمارهم بين 42 و79 عاما، أن الأشخاص الذين يمارسون النشاط البدني في بداية أو نهاية اليوم يكونون أقل عرضة للإصابة بسرطان الأمعاء.

وفي الدراسة، تم تصنيف النشاط البدني إلى 4 أنماط: النشاط المستمر طوال اليوم، والنشاط في وقت متأخر من اليوم، والنشاط في الصباح والمساء، والنشاط في منتصف النهار وفي الليل. وخلال فترة متابعة استمرت 5 سنوات، تم تشخيص 529 حالة إصابة بسرطان الأمعاء. وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يمارسون النشاط البدني في فترتين محددتين من اليوم – الأولى في حوالى الساعة 8 صباحا والأخرى في حوالى الساعة 6 مساء – كانوا أقل عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، مقارنة بالآخرين الذين مارسوا النشاط في أوقات أخرى من اليوم.

وقال الدكتور مايكل ليتزمان، الباحث الرئيسي من جامعة ريغنسبورغ في ألمانيا: "دراستنا تبرز أهمية أوقات النشاط البدني، حيث لا يقتصر تأثيره على تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم فقط، بل إن تحديد أوقات معينة لممارسة الرياضة خلال اليوم يمكن أن يكون له دور حاسم في الوقاية. وهذه النتائج تفتح المجال لتطوير استراتيجيات وقاية موجهة، لتحقيق أفضل فائدة صحية". وأضاف: "إذا تم تأكيد هذه النتائج من خلال أبحاث مستقبلية، فقد تتيح لنا طرقا بسيطة وفعالة لتقليل مخاطر الإصابة بالسرطان عبر تنظيم أوقات ممارسة الرياضة".

وقالت الدكتورة هيلين كروكر، المديرة المساعدة للأبحاث والسياسات في "صندوق أبحاث السرطان العالمي"، الذي مول الدراسة: "هذه النتائج تقدم دليلا إضافيا على أن النشاط البدني يعد من أفضل وسائل الوقاية من السرطان. نحن نعلم أن التمارين الرياضية تساهم في تقليل خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، وهذه النتائج قد تمهد الطريق لتوصيات أكثر دقة حول أوقات وأنماط النشاط البدني التي يمكن أن تحد من هذا الخطر".

الأكثر قراءة

خاص "الديار": أول عملية استشهادية في الخيام ومعارك عنيفة مستمرة