نقص الكالسيوم أثناء الحمل... التأثيرات والمخاطر الصحيّة!

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يعتبر الكالسيوم من المعادن الأساسية التي تؤدي دورًا حيويًا في صحة الإنسان، ويكتسب أهمية مضاعفة خلال فترة الحمل. فالمرأة الحامل تحتاج إلى تأمين احتياجات جسمها وجسم جنينها من العناصر الغذائية الضرورية لضمان نمو سليم وصحي. من بين هذه العناصر، يأتي الكالسيوم في مقدمة القائمة، إذ يساهم بشكل رئيسي في بناء عظام وأسنان الجنين، كما يدعم النمو السليم لقلبه، أعصابه، وعضلاته. علاوة على ذلك، يساعد الكالسيوم في الحفاظ على كثافة عظام الأم وتقويتها، حيث يتعرض جسم المرأة الحامل لتغييرات فسيولوجية تتطلب استهلاكًا أكبر لهذا المعدن لتلبية احتياجات الجنين المتزايدة.

في حال عدم حصول الأم على كمية كافية من الكالسيوم، قد يتسبب ذلك في سحب الكالسيوم من عظامها، مما يزيد من مخاطر تعرضها لهشاشة العظام في المستقبل. لذا، فإن الحصول على كميات كافية من الكالسيوم من خلال النظام الغذائي أو المكملات الغذائية يُعد جزءًا أساسيًا من رعاية الأم الحامل وضمان صحة جيدة لها ولجنينها على المدى الطويل.

دور الكالسيوم في تطور الجنين

منذ اللحظة التي يبدأ فيها الجنين بالتكوين، يكون الكالسيوم أحد المعادن الأساسية لبناء هيكله العظمي. حيث يُستخدم الكالسيوم في تكوين عظام وأسنان قوية، بالإضافة إلى دوره في تطوير وظائف أخرى مثل:

- تطور القلب والجهاز العصبي: يساعد الكالسيوم في تنظيم ضربات القلب وضمان تطور الجهاز العصبي بشكل صحي. يعتبر الكالسيوم ضروريًا لتحسين انتقال الإشارات العصبية التي تلعب دورًا أساسيًا في التحكم في الحركة والوظائف الحيوية الأخرى.

- تكوين العضلات: يدعم الكالسيوم نمو عضلات الجنين، مما يساهم في تعزيز قدراته الحركية المستقبلية.

- توازن الهرمونات وتخثر الدم: يلعب الكالسيوم دورًا في تنظيم بعض الهرمونات التي تؤثر على نمو الجنين، ويساعد في عملية تخثر الدم الضرورية للولادة.

إنّ نقص الكالسيوم لدى المرأة الحامل قد يؤثر سلبا في صحتها، حيث يحتاج الجنين إلى الكالسيوم لتطوير عظامه وأعضائه. في حال عدم توافر الكالسيوم بكميات كافية من نظام الأم الغذائي، يلجأ الجسم إلى سحب الكالسيوم من عظام الأم لتلبية احتياجات الجنين، مما قد يؤدي إلى ضعف العظام وزيادة احتمالية الإصابة بهشاشة العظام في المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتسبب نقص الكالسيوم في شعور الأم بالتعب وحدوث تشنجات عضلية مؤلمة، خاصة في الساقين. وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن نقص الكالسيوم قد يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، مما يعرض الأم والجنين لمضاعفات صحية محتملة.

تحتاج المرأة الحامل 1000

ملغ من الكالسيوم يوميا

تحتاج المرأة الحامل إلى ما يقرب من 1000 ملغ من الكالسيوم يوميا، وهي كمية يمكن تأمينها من خلال تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم أو المكملات الغذائية. أما النساء اللاتي لا يتناولن كميات كافية من مصادر الكالسيوم الطبيعية، فقد تحتاج إلى استشارة الطبيب لتحديد ما إذا كانت بحاجة إلى مكملات الكالسيوم.

في بعض الحالات، قد تكون المرأة الحامل غير قادرة على تلبية احتياجاتها من الكالسيوم من خلال النظام الغذائي فقط، وخاصة إذا كانت تعاني من حساسية اللاكتوز أو تتبع نظامًا غذائيًا نباتيًا. هنا يمكن أن تصبح مكملات الكالسيوم ضرورية. ومع ذلك، يجب على المرأة الحامل دائمًا استشارة طبيبها قبل تناول أي مكملات، لضمان الحصول على الجرعة المناسبة ومنع أي تداخل مع العناصر الغذائية الأخرى.

لكي يتم امتصاص الكالسيوم بشكل فعال في الجسم، يحتاج إلى وجود فيتامين د. يلعب فيتامين د دورًا أساسيًا في تنظيم مستويات الكالسيوم في الدم وتعزيز امتصاصه في الأمعاء. لذلك، يجب على المرأة الحامل الحرص على الحصول على كميات كافية من فيتامين د من خلال التعرض لأشعة الشمس أو تناول الأطعمة المدعمة أو المكملات الغذائية.