يأمل اللبنانيون أن يتمّ وقف إطلاق النار في لبنان قريباً، لكي يستعيدوا حياتهم الطبيعية، لا سيما منهم الذين تهجروا من منازلهم ومناطقهم بفعل الحرب "الإسرائيلية" المستمرّة. وإذ تبدو الصورة ضبابية حتى الساعة بشأن إنهاء الحرب، طالع المبعوث الرئاسي الأميركي الى الشرق الأوسط آموس هوكشتاين الصحافيين في البيت الأبيض بحديثه عن "اعتقاده أنّ هناك فرصة للتوصّل الى وقف إطلاق النار في لبنان قريباً. ونأمل أن ننجح في ذلك".
ويبدو أنّه بعد تعيين الرئيس المنتخب دونالد ترامب ستيفن سي ويتكوف مبعوثاً خاصّاً للشرق الأوسط، على ما تقول مصادر سياسية، يهمّ هوكشتاين حالياً متابعة مهامه خلال هذين الشهرين، على أمل التوصّل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان. وإذ جرى تسريب مضمون مسودة اتفاق جديد يتعدّى بنود القرار 1701، قيل إنّ هوكشتاين ينوي العودة بها الى لبنان والمنطقة، برز موقف للخارجية الأميركية شدّدت فيه على أنّها "مع التطبيق الكامل للقرار 1701 بما في ذلك نزع سلاح حزب الله (من دون الإشارة الى الانسحاب "الإسرائيلي" من الأراضي اللبنانية المحتلّة). وأنّ المساعي الديبلوماسية هي السبيل لإنهاء الحرب في لبنان".
هذا الاتفاق على إنهاء الحرب في لبنان الذي سيلحظ تطبيق القرار 1701، سيتطرّق لاحقاً الى تثبيت الحدود البريّة بين لبنان و "إسرائيل"، على غرار ما حصل بالنسبة الى ترسيم الحدود البحرية. وإذ لم يستفد لبنان شيئاً من هذه الاتفاقية، إذ توقّف العمل خلال عملية التنقيب عن الغاز والنفط في البلوك 9 قبل الوقت المحدّد له، لهذا لم يتمّ اكتشاف أي موارد تجارية، يعود السفير الدكتور بسّام النعماني الى هذه الاتفاقية مسجّلاً بعض الملاحظات المهمّة. ويلفت الى أنّ هوكشتاين ذكر في العام 2022 أربع إحداثيات في رسائله الشهيرة عن ترسيم الخط 23 البحري الذي يفصل بين لبنان و "إسرائيل". والمثير للدهشة أنّ هذه الإحداثيات كانت مدرجة سابقاً في المرسوم البحري رقم 6433، الذي أصدره رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل 11 عاماً في 1/10/2011، ولم يتمّ تعديله لاحقاً، تبعاً لما طالب البعض.
وهذه النقاط الأربع ترتبط، على ما أوضح، بخط مستقيم واحد (أي ما يُفهم على أنّه الخط 23). والإحداثية الرابعة والأخيرة في الجدول المرفق بـ "رسائل هوكشتاين"، هو النقطة الشهيرة 23 (أو السيئة السمعة). في حين أنّ الإحداثية الثالثة تتوافق مع ما يُعرف بالنقطة 22، وتقع في نهاية البحر الإقليمي (12 ميلاً من الساحل اللبناني). وبما أنّ لبنان قد وافق على هذه النقطة، فهي تعتبر نقطة الربط بين بداية المياه الإقليمية لفلسطين المحتلة، ونهاية المياه الإقليمية للبنان، والنقطة رقم 22 مذكورة أيضاً في المرسوم الرئاسي. كما تتوافق الإحداثيتان الأولى والثانية لجدول هوكشتاين مع النقطتين 21 و20، وهاتان النقطتان تقعان أيضاً على ما يُفهم على أنّه الخط 23، وقد جرى ذكرهما أيضاً في المرسوم.
ومن هنا، يُقال "تتوافق" مع إحداثيات هوكشتاين، لأنّ الجدول الذي قدّمه لا يذكر أرقام النقاط البحرية. فهو يكتفي بإدراج "الإحداثيات" في رسائله دون أن يعطيها أرقاماً محدّدة (22، 23 إلخ)، ومن المهم أن نلاحظ أن خط هوكشتاين ينتهي هنا. ولا توجد نقاط إحداثية أخرى مذكورة في رسالته، ولا يوجد خط يربط النقطة 20 بالساحل اللبناني. وفي مرسوم رئيس الجمهورية، هناك بين النقطة 20 والساحل نقطتان بحريتان أخريان هما: 18، و19. وتعتبر رأس الناقورة هي النقطة 18 كما في المرسوم الرئاسي، ولم يذكر هوكشتاين هذه الإحداثية (أي النقطة 18) في رأس الناقورة في رسائله. وهذا يعني، على ما يؤكّد النعماني، أن لبنان ترك رأس الناقورة مفتوحة للمفاوضات.
وإذ جرى التلميح في وسائل الإعلام الى أنّ هوكشتاين قد قدّم ما يُسمّى بخط "العوّامات" أو "الطفّافات"، فإنّه لم يتمّ نشر أي خريطة رسمياً حوله أو عدد النقاط الموجودة عليه. وهو يُرجّح أنّه يقع شمال ما يُعتبر تقليدياً المياه الإقليمية، بحسب الخط 23. لذلك هناك خوف من أن يكون هوكشتاين يُخطّط "للتعدّي" على المياه الإقليمية عن طريق تجاوز الخط 23 بين النقطة 20 ورأس الناقورة لصالح العدو الإسرائيلي. ولهذا لا بدّ من الإنتباه الى هذا الأمر المهم.
ويشير النعماني الى أنّه إذا كانت رسائل هوكشتاين ضمّت جدولاً واحداً يتضمّن 4 إحداثيات بين لبنان و"إسرائيل" (كما ورد في رسالة هوكشتاين إلى الأمم المتحدة)، فإنّ رسالتي لبنان والعدو الإسرائيلي إلى الأمم المتحدة تضمّنت الجدول والإحداثيات والأرقام نفسها، ولكنهما أشارا الى أن هذه هي إحداثيات "المنطقة البحرية الخالصة" الجديدة لكل منهما، ولكن من دون الإشارة إلى الطرف الآخر جهارة.
ومقابل ذلك، فإن المرسوم 6433 نصّ في الملحق رقم 1 المرفق به على ثلاثة جداول أكثر تفصيلاً للحدود البحرية مع كلّ من سوريا، وقبرص، وفلسطين أورد فيها 24 إحداثية لكامل المنطقة البحرية الخالصة المحيطة بلبنان. وتضمن أيضاً في الملحق رقم 2 المرفق بهذا المرسوم خريطة لهذه الحدود البحرية. إلا أن الجريدة الرسمية لم تقم بنشر هذه الخريطة كما يقتضي الأمر.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لا سيما وأنّ الإحداثيات الأربع في اتفاق هوكشتاين للترسيم البحري (أي 20، 21، 22، و23) تتحد أو تتوافق مع تلك المذكورة في المرسوم 6433: هل يُخشى من نشر جداول هوكشتاين التي تحتوي على الإحداثيات الأربع، أو أي من الخرائط المرفقة لرسائله، لكي لا تُثار الضجّة من قبل الرأي العام اللبناني بأنّه جرى التخلّي عن رأس الناقورة؟!
كلام الخريطة:
خريطة هوكشتاين "غير المنشورة" عن خط الحدود البحرية وفق إحداثيات اتفاقية الترسيم البحري بين لبنان و "إسرائيل"
يتم قراءة الآن
-
القصر الجمهوري يستعد... هل يكون 9 كانون الثاني موعداً للحسم الرئاسي؟ «الاسرائيليون» لاهالي الجولان: لن ننسحب وستخضعون للقانون «الاسرائيلي» بالتجنيد اعتراض اميركي اوروبي على العفو العام عن الإسلاميين وطلبات إخلاء السبيل رُدّت
-
لماذا توقفت «اسرائيل» عن احتلال السويداء؟ ميقاتي غادر أنقرة رئيساً لحكومة العهد الجديد
-
المعارضة الشيعيّة... الثأرية والضحالة
-
لبنان: لا تطبيع ولكن ...
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
18:35
20 عنصراً من الجيش "الاسرائيلي" تمركزوا عند مدخل بلدة دير ميماس بالآليات والجرافات العسكرية
-
17:16
قصف مدفعي "إسرائيلي" يستهدف أطراف بلدة حانين وخمس آليات للجيش "الإسرائيلي" تقطع الطريق عند مدخل ديرميماس وتتوغل في بعض المنازل في الحي الشرقي للبلدة
-
16:15
زعيم المعارضة "الإسرائيلية": أدعو الإسرائيليين إلى التظاهر في تل أبيب مساء اليوم لإعادة الدولة إلى مسارها الصحيح
-
15:31
إذاعة الجيش الإسرائيلي: المسيّرة التي تمّ اعتراضها أُطلقت على الأرجح من اليمن
-
15:26
يجرف الجيش الاسرائيلي بساتين ليمون في الناقورة قرب المقر الرئيسي لليونيفيل
-
14:55
القوّات اليمنيّة تضرب هدفاً عسكرياً في "تل أبيب" نصرة لغزة: إعلام العدو يؤكد عجز "إسرائيل" عن مواجهة اليمن والتصدّي لضرباته