اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


ليس مهماً ما يحاول العدو الإسرائيلي إخفاءه عن الرأي العام داخل الكيان، في ما يتعلّق بإستهداف المقاومة الإسلامية مقر وزارة الحرب "الإسرائيلية" في "تل أبيب"، وإنما المهم أنه بإعلان حزب الله هذا الخبر في بيان رسمي، يعني دخوله في مرحلة جديدة، يُشير من خلالها بالفعل الى أنه لم يَعد في الكيان أي مساحة لن تصلها صواريخ المقاومة الإسلامية.

تقول مصادر مطلعة إن العدو يرى بالفعل كيف استعاد حزب الله إمكاناته وطاقته، وخير دليل على ذلك هو مسار رفع مستوى التصعيد، وهذا يتأكد مع كل يوم يَمر ويُطيل من عُمر هذه الحرب، فالمقاومة أثبتت أن صواريخها النوعية لم تتضرر بفعل العدوان "الإسرائيلي"، كما يدّعي مسؤولوه، وإنما صواريخها البالستية تصل الى "تل أبيب" أي عمق الكيان بعد حوالى الشهر ونصف من الحرب "الإسرائيلية" الواسعة على لبنان، والتي يدّعي فيها العدو أنه قضى على مقدّرات المقاومة.

أما عن الهجوم البري والتصريحات "الإسرائيلية" المتناقِضة حول أهداف ومدى هذه العملية، تقول المصادر إن العدو يحاول استخدامه كورقة ضغط على المقاومة، إلا أنه على ما يبدو يرتد عليه ويَزيد خسائره ويرفع من كلفته، فكلما تَقدَّم جنوده أوقعتهم المقاومة بكمين، لذا يقولون علناً إن هدفهم الخط الأمامي فقط لإعادة المستوطنين، لكن في الواقع لو استطاعوا التقدّم أكثر لما ترددوا لحظة واحدة.

فبعد أن قال رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو إنه لا يريد العودة الى أي من القرارات السابقة ومن ضمنهم 1701، عادت وتراجعت النبرة "الإسرائيلية" بقوّة الميدان، وبات المطلب تنفيذ القرار 1701 مع إضافات وليس إجراء تعديلات، لأن ذلك يحتاج الى قرار مجلس الأمن، وهذا ما لا يضمنه "الإسرائيلي". لذلك لجأ الى هذا الخيار بالاتفاق مع الأميركي للضغط على المقاومة من أجل تقديم تنازلات، واللافت أن الإضافات التي يريدها "الإسرائيلي" لها علاقة بتسليح المقاومة والحد منه، وليس بوزنها الداخلي الذي بدأ الترويج له في مرحلة سابقة.

هذا التراجع لا يعني أنه سيترافق مع خفض التصعيد، وإنما العكس تماماً وهذا ما تُثبته الوقائع، وأكثر من ذلك فإن ارتفاع مستوى التصعيد من قِبل "إسرائيل" وحزب الله في الوقت نفسه لا يُلغي أيضاً فكرة أن الحرب دخلت مرحلة التفاوض، والميدان هو الذي يحسم النتيجة تماماً كما قال السيد حسن نصرالله من بداية الحرب، وهذه ورقة القوّة بيد لبنان، لكن رغم ذلك فإن العدو لا يزال يعتقد أنه بالقوة العسكرية يستطيع فرض شروطه وليس بالضمانات الأميركية، مع العلم أن المقاومة بتصعيدها تؤذيه أكثر وتزيد الضغط عليه، كما أنها تُحقِّق توازناً يريد العدو من بداية توسيع عدوانه على لبنان الإخلال به.

الأكثر قراءة

دمشق بين الجيش التركي والجيش "الإسرائيلي"