اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تحمل ذكرى التأسيس هذه السنة إشارات خطيرة لم يسبق ان حملتها منذ تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حتى اليوم.

نحن نحيا أزمة تهدد وجودنا كحزب ونخوض حرب إبادة تهدد وجودنا كأمة.

الأزمة الحزبية ليست جديدة، لكنها هذه المرة وضعتنا على محك التحول من حزب الفكرة والحركة الى حزب الجمعية الخيرية، فلم يسبق للحزب أن كان على هامش المعارك منذ تأسيه مرورا بحرب النكبة وصولا الى لحظة اندلاع طوفان الأقصى وجبهة اسناد فلسطين.

كان لنا في كل معركة علامات فارقة تشكل بوصلة الاتجاهات في المعركة وما بعدها وفي طليعة هذه العلامات كانت في معركة عام 1982 حيث نفذ القوميون حكم الإعدام برأس الخيانة وأسقطوا عملية سلامة الجليل وأطلقوا الرصاصات الأولى لتحرير العاصمة بيروت.

في كل معركة كانت أقلام القوميين من مسؤولين وكُتّاب وشعراء وإعلاميين تملأ صفحات الصحف بمقالات قومية تستنهض قوى الأمة وتحدد بوصلات اتجاهات المعارك.

في ذكرى التأسيس يواجه القوميون الاجتماعيون تحديات برؤوس مصيرية ثلاثة:

التحدي الأول: صياغة مخرج للأزمة الحزبية من خارج تنظيمات الأمر الواقع

التحدي الثاني: إعادة البناء واستكمال التأسيس

التحدي الثالث: صياغة خطاب منهاجي مُنطلقه الخطاب المنهاجي الأول، قاعدته مبادئ الحزب الأساسية والإصلاحية ومواده أوضاع الأمة كشعب ودول وأنظمة وأجزاء محتلة وأجزاء مغتصبة وتحديد الأخطار المباشرة وغير المباشرة.

في ذكرى التأسيس على القوميين الاجتماعيين التمييز بين المطلوب المُتاح والمطلوب غير المُتاح، والعمل على انجاز المطلوب المتاح حتى يصلوا الى تحويل المطلوب غير المُتاح الى مطلوب مُتاح.

المطلوب المتاح في هذه الظروف المصيرية الصعبة هو تحقيق غاية الحزب الأولية التي هي الوصول الى الشعب، ولأن الشعب قي بلادنا يعيش تحت سيطرة مجموعة من الاخطار الواضحة في الاقتصاد والسياسة والمصير الناتجة عن فقدان الهوية والقهقرة الثقافية والفكرية فإن المطلوب المتاح هو تحويل المؤسسات الحزبية المنشأة الى ندوة ثقافية على غرار الندوة التي أنشأها الزعيم وحاضر فيها كي تعود النهضة الى المجتمع، ويعود الحزب الى دوره الطبيعي.

الطريق لعودة الحزب الى المجتمع تمر بإعادة البناء واستكمال التأسيس عبر إنشاء المؤسسات الدستورية الواردة في دستور الحزب وفي طليعتها تطبيق المرسوم عدد 4 وانشاء مؤسسة مجلس المديرين واستكمال نظام الرتب ونظام المجلس العام كي تكتمل العمارة الدستورية للحزب السوري القومي الاجتماعي. يبدأ هذا العمل بالندوة الثقافية أولا ومن ثم المؤسسات الدستورية المُناط بها إقرار التعديلات الدستورية التي قد تكون المجلس الأعلى أو مؤسسات جديدة يقترحها أصحاب الخبرة وأصحاب الاختصاص.

ليس مبالغة، ولا ثقة بالنفس كبيرة، ولا ادعاء نزعمه بل نقول حقيقة عندما نؤكد ان عقيدة الحزب السوري القومي الاجتماعي والمبادئ الإصلاحية هما مخرجا نهوض الامة والعالم العربي، وأن الفلسفة السورية القومية الاجتماعية هي نظرة جديدة الى الحياة والكون والفن تعيد ترتيب خريطة العالم على قواعد المناقب والنهوض بالإنسان.

في ذكرى التأسيس، نرى وحوش الغابات وحوش هذا الغرب الذي قام على أنهار الدم وهذه الولايات المتحدة التي قامت على جثث المجزرة وهؤلاء العرب الذين قاموا على غريزة عبادة السلطة وعبادة الدعارة والارتماء في أحضان العاهرات اللواتي يزرعن فيهم الخيانة لقضايانا المصيرية، نراهم ونتوقع نتائج أفعالهم دون ان يكون لنا كلمة فصل واحدة في هذه المعركة المصيرية.

هم لا يعلمون أن الدمار لا يكسرنا، أن الدم لا يهزمنا، ان المجزرة لا تُخيفنا، وأن خيانة العرب لا تقهرنا، أنهم لا يعلمون ان حواضرنا الجميلة قامت على حواضرنا العظيمة التي دمرتها همجية الأعداء.

في ذكرى التأسيس تعيش الأمة على متن حرب الإبادة، وتقاتل بشبابها وشيبها، بأطفالها بلحمها ودمها وترابها وجبالها واوديتها وأنفاقها ،وتسجّل للتاريخ أنها عاصية على الإبادة وباقية ما بقيت الشمس والأرض والقمر.

لم نعد حزب الفكرة والحركة، لم نعد حزب المؤسسات لقد أصبحنا حزب الإدارات التي غلب عليها الكسب والربح وغاب عن بالها بعث النهضة.

في ذكرى التأسيس يعيش حزبنا أزمة في الإدارة، في السياسة في الفكر والثقافة، يعيش حزبنا أزمة وجود، ولا خلاص له الا بإعادة البناء واستكمال التأسيس من خارج هذه الإدارات.

وحدهم القوميون الاجتماعيون يمنعون شمس الامة من الأفول خلف مساحات الجهل ومسافات القحل ويُعيدونها الى زمن الإشراق من جديد.

الأكثر قراءة

خاص "الديار": أول عملية استشهادية في الخيام ومعارك عنيفة مستمرة