اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

التعيينات التي يقوم بها الرئيس المنتخب دونالد ترامب لحكومته معظمهم من الداعمين للصهيونية ومن المؤيدين للمشاريع الاستيطانية الاسرائيلية على حساب اراض فلسطينية في الضفة الغربية تعكس توجها سياسيا لدعم الكيان الصهيوني بشكل مطلق.

والتركيبة الحكومية لترامب اثارت تساؤلات عدة حول الدور الاميركي في المنطقة وتحديدا حول الحرب الوحشية التي تشنها حكومة اسرائيل المتطرفة على لبنان. انما الاشارات الاولى لسياسة البيت الابيض تحت حكم ترامب الذي سيتسلم السلطة رسميا في 20 كانون الثاني لا تبشر بالخير تجاه لبنان وشعبه لا بل توحي ان ترامب قد يذهب بعيدا في دعمه لـ«اسرائيل» اكثر من اي رئيس اميركي وصل الى الحكم حيث يبدو ان المنحى الذي سيتبعه هو تلزيم «اسرائيل» منطقة الشرق الاوسط وتعزيز نفوذها اكثر في هذه البقعة من هذا العالم لتكون “الامر الناهي” لاي مسألة تشهدها منطقتنا.

وفي غضون ذلك، تواصل «اسرائيل» حربها المتوحشة على لبنان بضرب اماكن مدنية وبتدمير ممنهج للقرى ذات الاغلبية الشيعية وبارتكاب المجازر بحق اللبنانيين العزل. وامام هذه البربرية الصهيونية، كيف يمكن ان ترى المنطقة فترة هدوء او هدنة والجيش «الاسرائيلي» بطيرانه يرتكب افظع الجرائم بحق الشعب اللبناني عموما والمواطن الشيعي خصوصا؟ وبعد هذه الفظائع، لا يبدو ان وقف اطلاق النار ممكن بين حزب الله وبين العدو الاسرائيلي او بالاحرى من المستحيل تحقيقه طالما ان حكومة بنيامين نتنياهو تعتمد سياسة الفلتان الامني والاخلاقي في استهدافها لمراكز في لبنان بتشجيع اميركي ودون اي رادع حقيقي لهذه الجرائم الصهيونية. واي هدنة ستتحقق اذا كان الكيان الصهيوني يريد استباحة اراض لبنانية ويدوس على كل القرارات الدولية الصادرة عن لبنان؟ وهل سيشهد لبنان وقفا لاطلاق النار في ظل وجود حكومة اسرائيلية متطرفة توسعية تريد تحقيق مشروع «اسرائيل الكبرى»؟

ذلك ان الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب يريد ابرام اتفاقية سلام بين جميع الدول المحيطة بـ”اسرائيل» ومن بينها لبنان. ولتحقيق ذلك، سيسعى الى اضعاف حزب الله عبر اليد الاسرائيلية ليتوصل الى حل يرضيه ويرضي الكيان الصهيوني وفقا لاوساط مطلعة.

في المقابل، يبدو حزب الله بعيدا عن الهزيمة رغم الضرب الاسرائيلي المكثف كما ان نزع سلاحه غير ممكن على ارض الواقع حسب اعلام العدو. علاوة على ذلك، الثنائي الشيعي ومن يدعمه لن يقبلا باي اجراء يعطي «اسرائيل» انتصارا في لبنان وقد اوضح الرئيس بري ان لبنان لن يقبل بقرار 1701 + اي ان الدولة ترفض رفضا قاطعا تغيير محتوى هذا القرار او اضافة تعديلات عليه او ارفاقه بقرارات اخرى على غرار 1559.

وفي الاطار ذاته، هناك قرار عند المقاومة انه مهما تعاظمت التضحيات فما من شيء سيوقف قتالها ومواجهتها لجيش العدو في الجنوب واينما كان. وخير دليل على ذلك، ان الكيان الصهيوني دمر 40 قرية تدميرا كاملا وسقط للمقاومة شهداء كثر انما مقاتلو الحزب يواجهون جنود جيش الاحتلال بتصميم وشجاعة لدحره عن ارض لبنان قل مثيلها. اضف على ذلك، لا يزال حزب الله قادرا على ضرب مستوطنات الشمال سواء في عكا ونهاريا وخليج حيفا التي تحولت الى مدن اشباح.

وبناء على هذه الوقائع الميدانية، ظهر حزب الله ان لديه القدرة على شن حرب طويلة دون ان يؤثر ذلك على تماسكه الداخلي وصلابته. وعليه، لن يقبل حزب الله باي اتفاق ضمن شروط مذلة للمقاومة وللبنان.

التسوية الاميركية- «الاسرائيلية» لا افق لها

وفي التفاصيل، «التسوية» المطروحة اميركيا وبشروط اسرائيلية محض سترفضها المقاومة حتما اليوم وغدا وفي اي وقت زمني اخر لان احد الشروط الموجودة في المسودة الاميركية هو ان «اسرائيل» تمنح نفسها الحق في استهداف اي شيء تراه مشبوها في لبنان اذا في حال لم تتصرف قوات اليونيفيل والجيش اللبناني لوقفه. وبمعنى اخر، هذه المسودة لا تنص فقط على شروط «اسرائيلية» بل تمنح الكيان الصهيوني ضوءا اخضر بقصف وضرب اي هدف لحزب الله تراه يهدد «امنها» وبالتالي هذا الامر ينتقص من السيادة اللبنانية ويصب في مصلحة الحكومة «الاسرائيلية» الحالية.

اضف على ذلك، اعتبرت اوساط سياسية ان المسودة الاميركية –”الاسرائيلية» بوقف اطلاق النار في لبنان ليس لديها افق في هذه المرحلة لوجود ثلاثة شروط تعجيزية لن يقبل بها حزب الله اطلاقا. اولها، ان المسودة تلحظ حظر السلاح في جنوب الليطاني وثانيا ممنوع على حزب الله ان يعيد بناء وضعيته العسكرية وثالثا واقع الحدود اللبنانية-السورية التي اقفلها «الاسرائيلي» بضربه لها بحيث لا يتمكن حزب الله من الحصول على السلاح عبر سوريا.

ولفتت هذه الاوساط السياسية ان رئيس الحكومة «الاسرائيلية» المتطرفة لن يعطي الادارة الاميركية برئاسة جو بايدن التي خسرت الانتخابات فرصة تحقيق انجاز وقف اطلاق نار في لبنان في وقت لم تحقق لها رغبتها عندما كانت ادارة بايدن موجودة وقائمة كارفع سلطة في الولايات المتحدة الاميركية. واضافت انه منذ هذا التاريخ حتى في 20 كانون الثاني من السنة الجديدة اي الوقت الضائع في اميركا ما بين تسلم ترامب الحكم رسميا، فستكون مفاوضات وقف اطلاق النار في لبنان على غرار نسق مفاوضات التي جرت وتجري في غزة حيث تبث اجواء ايجابية الا ان سرعان ما تكون النتيجة ان «اسرائيل» تواصل القتال والعدوان على لبنان وعلى غزة.

وباختصار سيستمر نتنياهو في المناورة في مسار المفاوضات دون ان يوقف العدوان على لبنان حتى يصبح ترامب رئيسا لاميركا رسميا لتتبلور الصورة بطريقة اوضح لما سيحصل في الحرب الدائرة على لبنان. علما ان النوايا الحقيقية واضحة للحكومة «الاسرائيلية» اليمينية هي الاستمرار في استهداف مراكز المقاومة سواء في الجنوب او في الضاحية الجنوبية لبيروت او في البقاع.

ما هو الهدف وراء زيارة
المستشار السياسي الايراني لبيروت؟

وعلى صعيد زيارة المستشار السياسي للمرشد الاعلى الايراني علي لاريجاني لبيروت وقبلها زيارات لمسؤولين ايرانيين للبنان، قالت مصادر مطلعة للديار ان زيارة لاريجاني وباقي المسؤولين هي لتوجيه رسالة لواشنطن ولـ«تل ابيب» ان الحل في لبنان لا يمكن ان يكون الا عن طريق ايران والتفاوض معها للتوصل الى حل سياسي. واضافت هذه المصادر ان لاريجاني جاء ليبحث في تسوية لا تنتقص من قوة حزب الله وفي الوقت ذاته لمحاولة خفض سقف شروط نتنياهو لوقف اطلاق النار بين المقاومة والعدو الاسرائيلي. وتابعت ان مجمل الزيارات للمسؤولين الايرانيين الى لبنان تندرج في خانة حماية حزب الله من الحرب «الاسرائيلية» العنيفة وكي يبقى حزب الله صمام امان وقوة قادرة تمنع الجيش «الاسرائيلي» من تقليص نفوذ المقاومة في لبنان.

في المقابل، تساءلت هذه المصادر المطلعة اذا كانت مصلحة بنيامين نتنياهو تصب في اطار وقف الحرب على حزب الله؟ واردفت قائلة ان مصلحة رئيس حكومة العدو تكمن في مواصلة الحرب خاصة ان هدف نتنياهو ابعد من لبنان.

مرحلة دقيقة للبنان الا اذا....

وفي سياق متصل، قالت مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى للديار ان لبنان سيشهد مرحلة دقيقة ومعقدة في مسار وقف الحرب التي تبدو ان كل المحاولات التي تصب في هذا الاتجاه تذهب عبثا لان حكومة نتنياهو ترفع السقف عاليا وتهدد وتتوعد بعظائم الامور من جهة وهناك حزب الله المصمم على كسر الجيش «الاسرائيلي» وطأطأة راسه في الجنوب وعدم الرضوخ لاي حل يمس بقوته وبسيادة لبنان من جهة اخرى.

انما في الوقت ذاته، لفتت هذه المصادر الديبلوماسية الى انه يمكن التعويل على بوادر امل في حل المسألة اللبنانية في حال طرحت الادارة الاميركية الجديدة حلا وسطيا للطرفين المتصارعين. ذلك ان ايران توجه رسائل ودية لاميركا وتتواصل مع مسؤولين اميركيين كبار حيث تكررعلى مسامعهم انها لا تريد الحرب في المنطقة، الامر الذي قد ينعكس ايجابا على لبنان.

وقد حصل اجتماع بين مسؤول ايراني رفيع المستوى وبين مؤسس منصة “اكس” ايلون ماسك المقرب من ترامب وعلم ان اجواء الاجتماع كانت ايجابية للغاية.

وعليه، اعتبرت المصادر الديبلوماسية ان الهدوء سيعود الى لبنان في حال حصل تقارب اميركي-ايراني واعيد الملف الايراني النووي على «نار» هادئة من قبل ادارة ترامب فضلا عن طرح بنود اميركية عادلة لوقف اطلاق النار بين حزب الله وجيش الاحتلال.

القوات اللبنانية: جعجع دعا الجميع للعودة الى كنف الدولة لتجنيب لبنان الحروب

من جهتها، قالت مصادر القوات اللبنانية للديار ان كلام الدكتور سمير جعجع بدعوة حزب الله بوقف حربه مع العدو الاسرائيلي عبر تسليم سلاحه مفاده ان لو الحزب بعد انتهاء الحرب الاهلية ووفقا لاتفاق الطائف طبق على نفسه ما طبقته كل الاحزاب اللبنانية التي كانت متصارعة في ما بينها، ما كان لبنان شهد كل تلك الحروب مع العدو الاسرائيلي. ولفتت الى ان جعجع يرى اننا معنيون اليوم بتطبيق الدستور والعودة الى اتفاقية الهدنة مع العدو الاسرائيلي. وتابعت المصادر القواتية ان ما قصده جعجع هو ان لبنان في ازمة منذ 34 سنة وان الازمة ليست مستجدة في حين ان سوريا بقيادة بشار الاسد والعراق حيدتا دولتيهما عن الصراع الدائر حاليا فلماذا لبنان وحده يواجه العدوان الاسرائيلي؟

الأكثر قراءة

العلويّون ضحايا العلويين