اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

الويل عظيمٌ الى الحدّ الذي لا يحتمل الكلامُ عليه مُقدّمات. ماذا يعني، بعد تسعة عقود ونيّف مضت على التأسيس، أنّنا لا نزال عند السؤال: ما الذي جلب على شعبي هذا الويل؟ بل هي الحال تردّت الى ما هو أكثر مرارةً، الى سؤال: ما الذي جلب على الحزب هذا الويب: ويل الانقسامات والاجنحة المتكسّرة؟ تسعةُ عقود ونيّف ونحن، مرّةً في قلب الحدث ومرّاتٍ على رصيف التاريخ. وفي الحالتين، كنّا ولمّا نزل في انتظار ان يأتي القطار لينقلنا من زمان الليل والجاهليّة. والعجبُ، بعد تسعة عقود ونيّف، أنّ كثيرين منّا يأخذهم العجب كيف انّ القطار لم يأتِ بعدُ... أعقلاء ونغفل عن حقيقة أنّه لا يأتي اذا لم يُستأت القطار! ومع ذلك، نحن لا نزال على موعد مع اعظم انتصار لأعظم صبر في التاريخ. تسعة عقود ونيّف وما من نقدٍ ذاتيّ جاد يصل بنا الى جواب شافٍ عن أسباب المراوحة في الويل والقهر وعن اسباب القهقرى. اذا لم تنتقل بنا التجارب الى مثل هذه المرحلة من التعاطي مع التحدّيات بقينا في مناسبة التأسيس كما في سواها من المناسبات مُطوِّفين حول الكلمات، كما كان حالُ المطوّفين حول عزّى واللات واستطال بنا زمنُ الجاهليّة.

قُصارانا مع الاحتفال بالتأسيس لهذا العام أنّ الاحتفال بذكرى نهضةٍ هزّت قرونًا لا يصحّ ولا يليق بانْ يكون، فقط، باصدار بياناتٍ من هنا وأخرى من هناك وهنالك. وهي، في أغلبها، أشبه بعظات الكثيرين من رجالات الدين يعظون "المؤمنين" بما ليسوا هم به يتّعظون. الاحتفال بذكرى التأسيس لا يستقيم، في مفهومنا النهضوي، الّا مصحوبًا بفعل يُحيي في ذاكرة الناس جميعا أنّ المحتفلين هم، بالفعل، جماعةٌ لا يقصدون في الحياة لَعِبًا. بل هم الأوفياء لقسمهم على تغيير مجرى التاريخ والنهوض بأمّة ظنّها أعداؤها الى انقراض. والّا، فلا حاجة بنا ضروريّة لا الى احتفال ولا الى كلّ ما يُقال ممّا ينساه السامعون عند انتهاء الاحتفال.

الأكثر قراءة

حزب الله يُحذر من الخروقات «الإسرائيليّة»: للصبر حدود الجولاني مُستقبلا جنبلاط: سنكون سنداً للبنان