اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


فقدان السمع هو حالة صحية شائعة تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، وتتراوح درجاته من الخفيف إلى الشديد، وقد يكون مؤقتًا أو دائما. وهو يحدث عندما تتأثر الأجزاء المسؤولة عن السمع في الأذن أو الأعصاب المرتبطة بها، مما يؤدي إلى صعوبة في سماع الأصوات أو فهم الكلام بوضوح.

يعد فقدان السمع من المشاكل الصحية التي غالبًا ما تتطور ببطء، مما يجعل من الصعب على الكثيرين ملاحظتها في البداية، ويؤثر بشكل كبير على جودة الحياة اليومية، حيث قد يعيق التواصل الاجتماعي والمهني. على الرغم من أن هذا الاضطراب يمكن أن يحدث في أي مرحلة من مراحل الحياة، إلا أن احتمالات الإصابة به تزداد مع التقدم في السن. في هذا السياق، يصبح من الضروري فهم أسبابه، علاماته، وكيفية التعامل معه بشكل مبكر، لما له من تأثيرات واسعة على الصحة العامة والعلاقات الاجتماعية.

تُظهر الأبحاث وفقا للمعهد الوطني الملكي البريطاني للصم، أن فقدان السمع يضاعف من خطر الإصابة بالاكتئاب ويزيد من خطر القلق ومشاكل الصحة العقلية الأخرى. ولكن وفقا لدراسة أجرتها جامعة مانشستر البريطانية، فإن حوالي ثلث كبار السن الذين يعانون من ضعف السمع لم يفعلوا أي شيء حيال ذلك.

ويقول اختصاصي السمع السريري وعضو رابطة مقدمي خدمات السمع في الرعاية الأولية كولين كامبل، في حوار مع صحيفة الإندبندنت البريطانية إن "فقدان السمع مشكلة صحية عامة".

وتقول اختصاصية السمع سونام سيهمبي إنه "لا يوجد عمر محدد يبدأ فيه السمع بالتدهور"، وتوضح "يمكن أن يحدث ذلك في أي عمر، من الناحية النظرية. ولكن من الشائع أن يتدهور في سن متأخرة قليلا". وتشير إلى أن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى 10 سنوات من أول ملاحظة لتدهور السمع حتى يتم فحصه.

إذا كنت ترفع مستوى صوت التلفاز أو الراديو بشكل متكرر، فقد تكون هذه علامة على وجود مشكلة في سمعك. كما أن مطالبة الآخرين بتكرار ما قالوه أو صعوبة سماع المحادثات في بيئات صاخبة مثل المطاعم أو الحفلات قد تكون أيضا مؤشرات على ضعف السمع. من العلامات الأخرى الانسحاب من المحادثات أو العزلة الاجتماعية، حيث يفضل الأشخاص الذين يعانون من مشاكل سمعية الابتعاد عن المواقف التي يصعب عليهم سماع ما يُقال. كما يواجه البعض صعوبة في إجراء المحادثات أثناء القيادة، حيث يصعب عليهم سماع الركاب في المقاعد الخلفية أو بجانبهم. جميع هذه العلامات قد تشير إلى ضرورة فحص السمع للحصول على الدعم المناسب.

تداعيات وآثار فقدان السمع تتجاوز المشكلة الصحية نفسها، إذ تؤثر على مختلف جوانب الحياة اليومية للفرد. من الناحية الاجتماعية، يمكن أن يؤدي فقدان السمع إلى عزلة اجتماعية، حيث يعاني الشخص من صعوبة في متابعة المحادثات والتفاعل مع الآخرين في بيئات صاخبة، مما يسبب له شعورا بالانفصال عن محيطه. قد يتجنب الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع المواقف الاجتماعية أو الأسرية، مما يعزز من عزلتهم ويزيد من خطر الاكتئاب والقلق.

من الناحية النفسية، يعاني البعض من مشاعر الإحراج أو الخجل بسبب عدم قدرتهم على سماع أو فهم ما يُقال، مما يضر بالثقة بالنفس. هذا الشعور بالإحباط قد يؤدي إلى انخفاض في الرغبة في المشاركة في الأنشطة الاجتماعية أو المهنية.

أما من الناحية المهنية، فقد يؤثر فقدان السمع على الأداء في العمل، حيث يصعب على الأفراد المشاركة في الاجتماعات أو التفاعل مع الزملاء، مما يؤدي إلى تراجع الإنتاجية والتأثير على فرص التقدم المهني. في بعض الحالات، قد يؤدي فقدان السمع غير المعالج إلى صعوبة في الحفاظ على العلاقات المهنية أو تكوين شبكة من العلاقات الاجتماعية الضرورية.

على المستوى الصحي، يعتبر فقدان السمع عاملا خطرا يمكن أن يؤدي إلى مشاكل إضافية مثل تدهور الصحة العقلية أو ضعف الإدراك، حيث أظهرت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع بشكل مستمر، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالخرف.

لذلك، من المهم تشخيص فقدان السمع مبكرا واتباع العلاجات المناسبة، لتقليل تأثيراته السلبية على جودة الحياة والصحة العامة.

الأكثر قراءة

نتائج زيارة هوكشتاين لاسرائيل: تقدم وايجابية ومجازر وتدمير؟! نتانياهو يراهن على الوقت لفرض هدنة مؤقتة مرفوضة لبنانيا الجيش الاسرائيلي منهك... ولا بحث بتجريد المقاومة من سلاحها