اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

نقيب المحامين السابق في بيروت

من القناعات الثابتة في البيئة اللبنانية، ان المناصب والمراكز في الإدارات والمؤسسات الرسمية والسفارات وغيرها، باتت ضمن التعينيات التي تفرضها الاحزاب المسيطرة، والممسكة يزمام الامور في البلد. إذ قليلاً ما نسمع عن تعيين مسؤول في الإدارة، وحتى في الوزارة، إذا لم يكن تابعاً او منتمياً الى حزب او تنظيم او حركة. والمؤسف انهم لا ينتقون افضل ما عندهم، فنرى الفوضى والإرتهان والتسابق على اعلان الولاء، بدلاً من العمل باستقلالية وبشفافية. حتى ان الامور وصلت الى حد التسابق على تسلم وزارات سموها خدماتية - خدماتية لمين؟ -وسيادية – سيادية على مين؟- وكنا نعول على وعي الشعب في الانتخابات، وخصوصاً النقابية، فبتنا نقرأ ان هذه المجموعة من الاحزاب فازت بهذا المقعد، بوجه احزاب اخرى لم تفز. وهي لغة جديدة بدأت منذ حوالى الخمس عشرة سنة، ولم تكن موجودة سابقاً.

أما نتائج تلك التعيينات في الوزارات والإدارات والمؤسسات، فتظهر من خلال قلة الخبرة وبعد النظر وعدم الكفاءة في معالجة الامور. كل ذلك بعيداً عن الحكمة في التعاطي والصلابة في اتخاذ القرارات. طبعاً هذا الامر ليس شاملاً، اذ تبقى هناك استثناءات من خلال وجود وزراء وموظفين كفوئين.

وبالعودة الى قلة الخبرة وبعد النظر، وعدم القدرة على معالجة الامور ومجابهة المشاكل، وصعوبة حلها، والحاجة الى الكفاءة والحكمة، نروي الطرفة الآتية:

يقول المحامي البروفسور جورج خديج ان طريقة عرض المشكلة وطرح السؤال لها اهميتها وقد تؤثر في النتيجة بشكل جذري-المناسبة:

وقع مرة جدل كبير بين راهبين احدهما يسوعي والثاني دومينيكاني حول إمكانية التدخين والصلاة في آن واحد. فاصر الاب اليسوعي على ان ذلك جائز في حين ان الاب الدومينيكاني اصر على عدم جواز ذلك. فأتفقا على ان يسأل كل واحد منهما رئيسه ففعلا. وبقي كل واحد منهما على موقفه.

فسأل الاب اليسوعي الاب الدومينيكاني:

ماذا قلت لرئيسك حتى اجابك بعدم امكانية الجمع بين التدخين والصلاة؟. فأجابه:

سألته هل يجوز التدخين ساعة الصلاة؟

فأجابني: كلا، وانت ماذا سألت رئيسك؟

فأجابه الاب اليسوعي:

- لقد سألته اذا كان بإمكان الانسان ان يصلي عندما يدخن. فاجابني" طبعاً يا ابني الصلاة ممكنة في كل وقت.

الأكثر قراءة

نهاية سوريا نهاية العرب