اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

اندلع حريق بمنشأة طبية في كييف إثر هجوم روسي بطائرة مسيرة، وبالتزامن لوّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستهداف «مراكز صُنع القرار» في العاصمة الأوكرانية، ردا على إطلاق أوكرانيا صواريخ مقدمة من الغرب على الأراضي الروسية.

في الاثناء اعد المبعوث الأميركي السابق وثيقة سياسية تقترح إنهاء الحرب الأوكرانية عبر مفاوضات سلام، مهددة بوقف الدعم لأوكرانيا إن لم تستجب، ومعتبرة سياسات بايدن سبباً لتفاقم الصراع.

فقد اعلن سيرجي بوبكو رئيس الإدارة العسكرية في المدينة، عبر تطبيق تليغرام، إن الحريق اندلع في منطقة دنيبروفسكي على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو. وحث بوبكو السكان على البقاء في الملاجئ وسط استمرار التحذيرات من شن ضربات جوية.

وكانت روسيا قد وجّهت ثاني أكبر هجوم على البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا هذا الشهر، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء على نطاق واسع في أنحاء البلاد.

واعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن القصف الروسي هو دليل على الضرورة «الملحة» لدعم كييف، في موقف يأتي قبل أقل من شهرين من تسليمه السلطة إلى الرئيس المنتخب دونالد ترامب، المشكّك بجدوى المساعدات العسكرية الضخمة لكييف.

أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فاتهم روسيا بالقيام «بتصعيد دنيء»، قائلا إنها استخدمت صواريخ كروز مزودة بذخائر عنقودية.

وقال زيلينسكي أيضا في خطابه الليلي المصور إنه يتحدث مع زعماء غربيين، منهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني أولاف شولتس، من أجل تحديد رد على «محاولة روسيا جعل الوضع لا يحتمل بشكل أكبر وإطالة أمد الحرب».

تهديد بوتين

من جانبه، هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن روسيا ربما تستخدم صواريخها الفرط صوتية الجديدة (أوريشنيك) لمهاجمة «مراكز صُنع القرار» في كييف، ردا على إطلاق أوكرانيا صواريخ مقدمة من الغرب على أراضٍ روسية.

ولم تستهدف الهجمات الروسية حتى الآن الوزارات أو البرلمان أو مكتب الرئيس على مدى 33 شهرا من الحرب.

وتحمي الدفاعات الجوية كييف، لكن بوتين يقول إن صاروخ أوريشنيك الروسي الفرط صوتي، الذي أطلقته روسيا لأول مرة على مدينة أوكرانية الأسبوع الماضي، لا يمكن اعتراضه، وهو كلام قوبل بالتشكيك من خبراء غربيين.

وقال بوتين في اجتماع تحالف أمني للدول السوفيتية السابقة في كازاخستان «بالطبع، سنرد على الضربات المستمرة على الأراضي الروسية بصواريخ غربية بعيدة المدى، بما يشمل مواصلة اختبار أوريشنيك في ظروف قتالية، كما حدث في 21 تشرين الثاني».

وفي مؤتمر صحفي، هدد بوتين باستخدام كل الأسلحة المتاحة في مواجهة أوكرانيا إذا حصلت كييف على سلاح نووي.

في المقابل، ندد الرئيس الأوكراني بما سماه ترويج بوتين لصاروخ أوريشنيك، ووصفه بأنه أسلوب لتعطيل محاولات إنهاء الحرب.

وثيقة سرية

شارك مبعوث الولايات المتحدة الأميركية إلى أوكرانيا، الفريق أول المتقاعد، كيث كيلوج، في إعداد وثيقة سياسية تقترح إنهاء الحرب عبر سحب الأسلحة من أوكرانيا إذا لم تقبل بمحادثات سلام، أو إعطاء المزيد من الأسلحة لها في حال لم تفعل روسيا الشيء نفسه، بحسب ما ذكرته صحيفة «الغارديان».

ووفق معلومات «الغارديان»، فإن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، استجاب بشكل إيجابي للخطة “أميركا أولاً، روسيا وأوكرانيا” التي قُدمت له في نيسان وكتبها كيلوج، ومحلل وكالة المخابرات المركزية السابق فريد فليتز، اللذان خدما كرئيسين لموظفي مجلس الأمن القومي لترامب من عام 2017 إلى عام 2021.

وقالت الصحيفة، إن الدراسة «تلقي باللوم على السياسة الخارجية الأميركية غير الجادة وغير المتماسكة في عهد جو بايدن في الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات».

كما وصفت الدراسة، الانسحاب الأميركي من أفغانستان بـ «المتسرع»، والعداء المفترض لحلفاء الولايات المتحدة بما في ذلك كيان الاحتلال والسعودية، وسياسة الولايات المتحدة تجاه الصين التي وصفتها بأنها «ضعيفة ومربكة».

ونقلت صحيفة «الغارديان»، اتهام الوثيقة لإدارة بايدن أيضًا بوضع «الأجندات المثالية للنخبة العالمية قبل علاقة العمل مع روسيا» - وهي «سياسة معادية» زعمت أنها «جعلتها عدوًا للولايات المتحدة، ودفعت روسيا إلى أحضان الصين وأدت إلى تطوير محور جديد بين روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية».

وفي الدراسة، انتقد كيلوج وفلايتز قرار «توبيخ فلاديمير بوتن وتهديده بعقوبات غير مسبوقة بينما كان يستعد للحرب في أوكرانيا، بدلاً من استخدام المفاوضات لتهدئة التوترات».

وذكّرت «الغارديان»، بما قاله كيلوج لوكالة «رويترز» في حزيران للأوكرانيين، إنّه «عليكم أن تأتوا إلى طاولة المفاوضات، وإذا لم تأتوا إلى الطاولة فإن الدعم من الولايات المتحدة سوف يتوقف». وقال لبوتين أيضاً، إنّه عليه أن يأتي إلى طاولة المفاوضات، و»إذا لم تأت إلى الطاولة فإننا سوف نعطي الأوكرانيين كل ما يحتاجون إليه لقتلكم في الميدان».

وفي تلك المقابلة، قال فلايتز إن «أوكرانيا لن تحتاج إلى التنازل رسمياً عن أراض لروسيا، لكنها ستدرك أنها لن تكون قادرة على استعادة السيطرة الفعلية على جميع أراضيها».

كما أعرب نائب الرئيس المنتخب ترامب، السيناتور عن ولاية أوهايو، جي دي فانس، عن آراء مماثلة، حيث زعم في أن الدعم الأميركي لأوكرانيا يشكل استنزافاً للموارد اللازمة لمواجهة التهديد الأمني الرئيسي الذي تواجهه واشنطن مع الصين.

الأكثر قراءة

العلويّون ضحايا العلويين