لبنان- روح الأمل والتحدي تحت أضواء الميلاد ... كيف تبدو أجواء العيد في وطن الجمال والصمود؟

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في قلب لبنان، حيث الحياة تتجلى رغم الأزمات، ينبض الوطن بروح الصمود والتحدي. “عالحلو وعالمرّ”، شعار يعكس واقع اللبنانيين الذين يسقطون ويقومون بإصرار، متمسكين بالبقاء ومواجهة أصعب الظروف. رغم الجروح العميقة التي خلفتها النزاعات، ينهض لبنان من بين الركام، مستعدًا لاستقبال عيد الميلاد بروح مفعمة بالأمل والتفاؤل.

لم يمضِ سوى أسبوعين على إعلان وقف إطلاق النار بين لبنان و”إسرائيل”، إلا أن شوارع بيروت وسائر المدن اللبنانية بدأت تكتسي بألوان الزينة وأضواء الميلاد. مع حلول شهر كانون الأول، عادت الحياة تدريجيًا إلى الطرقات التي اعتادت أن تضج بالفرح رغم كل شيء.

عودة النازحين… انتصار الإرادة

في حديث خاص مع موقع الديار، أكدت نتالي خواجة، مؤسسة جمعية Lebanon Seasons، التي رافقت العديد من النازحين خلال المحنة الأخيرة، أن لحظة العودة كانت تجسد الروح الوطنية اللبنانية. وقالت: “قبل ساعة واحدة من وقف إطلاق النار، كان حوالي 70% من النازحين جاهزين للعودة إلى الجنوب. واليوم، عاد نحو 95% منهم إلى ديارهم، حتى أولئك الذين دُمرت منازلهم وجدوا ملاذًا قريبًا منها. نحن شعب متشبث بأرضه، ورغم الخسائر، نجد في العودة انتصارًا كبيرًا”.

وأضافت: “لمست خلال هذه الفترة قوة التكافل بين اللبنانيين، من الشمال إلى الجنوب. هذا التكاتف يعكس حب هذا الشعب لوطنه، رغم كل ما نمر به من انقسامات واختلافات”.

التحضيرات الميلادية… رسالة حياة وأمل

وعن أجواء الميلاد، أوضحت خواجة أن إعلان وقف إطلاق النار كان بمثابة شرارة أشعلت الحماس بين اللبنانيين لإحياء احتفالات العيد، ليس فقط كطقس ديني واجتماعي، بل كرسالة للتشبث بالحياة ودفع عجلة الاقتصاد. وقالت: “رغم الدمار، فإن معظم المناطق جاهزة لاستقبال العيد، باستثناء تلك التي تعاني من أضرار جسيمة. الميلاد بالنسبة لنا هو رسالة أمل”.

احتفالات ممتدة في كل المناطق

في جولة حول أبرز الأنشطة الميلادية، لفتت خواجة إلى أن منطقة إهدن تستعد لاستضافة أكبر احتفال برأس السنة في ساحة الميدان، حيث يُتوقع حضور نحو 5000 شخص. وأكدت أن التحضيرات تتم بالتعاون مع Ehden Spirit وLebanon Seasons وبلدية إهدن. أما في زغرتا، فتُقام فعاليات Christmas by the Lake بتنظيم جمعية الميدان، حيث تجري التحضيرات على قدم وساق.

وفي بيروت، يعود Beirut Souks ليكون وجهة رئيسية للتسوق والاحتفالات العائلية. بينما افتتحت مدينة البترون مغارة الميلاد وسط الشارع العام، إيذانًا بانطلاق شهر من الاحتفالات التي تمتد حتى مطلع العام الجديد، بتنظيم بلدية البترون ولجان التجار والمهرجانات.

لبنان… قصة تحدٍ لا تنتهي

رغم كل الصعاب، يثبت اللبنانيون أن إرادة الحياة أقوى من كل الأزمات. في كل زاوية من هذا الوطن، تنبض روح العيد كرسالة أمل وتفاؤل، تذكر الجميع أن الميلاد ليس مجرد مناسبة، بل احتفال بالصمود والحب، ورغبة لا تنكسر في الحياة.