اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تعجز الكلمات عن وصفهم، فهم في الحرب كما في السلم، عطاياهم تفوق كل العطايا، فريق من الشبان والشابات أسمى ما فيه قيامه على العمل التطوعي، بهمة هؤلاء الذين يقدمون وقتهم وجهدهم، وأحياناً يخاطرون بحياتهم لمساعدة مريض وانقاذ جريح، اصحاب الأيادي البيضاء، إنهم فريق الصليب الأحمر اللبناني.

الخامس من كانون الأول (اليوم)، يصادف يوم التطوع العالمي. فهؤلاء الشبان والشابات لم يتمكنوا من إدارة ظهرهم لآلام الآخرين ومعاناتهم، فإحساسهم بأنهم معنيون بغيرهم جعلهم يحملون المسؤولية، يعملون بلا كلل ولا ملل  ليل نهار، متحدين الصعاب والمخاطر لإنقاذ الأرواح وتقديم الإغاثة للمحتاجين.

"نحن في الصليب الاحمر اللبناني إرادة الحياة فينا،  نعاهدكم أن نبقى ونستمر في خدمة الانسان كل إنسان في وطننا"، بهذه الكلمات المملؤة بالمحبة عبّر المسعف موسى عن التزامه بواجبه الإنساني، بهم نحقق الانتصار، انتصار الحياة على الموت.

ورغم الصعاب، لا يزال الصليب الأحمر صامدا بوجه التحديات، فلا أزمة مالية أوقفته عن أداء واجبه، ولا الحرب منعته من استكمال مهامه، جاهز دائماً  للاستجابة  في حالات السلم وفي الأزمات والحروب، وقالت المتطوعة رانيا: "على خط النار، نلبي النداءات ونحن معكم، وسنبقى إلى جانبكم، ونحن هنا لنغيث ونساند كل العالم".

الجدير بالذكر أن الصليب الأحمر اللبناني يعتبر أكبر منظمة وطنية إنسانية في لبنان، بحيث يضم أكثر من ستة آلاف متطوع ومتطوعة في صفوفه، يعملون في خدمة المجتمع وتخفيف آلام الإنسان بتجرد، من دون تمييز من حيث العنصر أو الجنسية أو الطبقة أو المعتقد الديني أو الانتماء السياسي.

الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة أعرب عن فخره بعمل المتطوعين، الذين تخطوا كل الصعاب: "إنها رسالتنا الإنسانية في تخطي الحواجز والمعابر بحياد واستقلالية وعدم تحيز، لنعطي الأمل لكل إنسان، ولنحافظ على كرامة الإنسان، وثقة الناس تعطينا القوة والاستمرارية".

وأكد  كتانة "أن المنظمة تقوم بواجبها الإنساني ضمن أقصى الإمكانات المتوافرة"، مشيرا إلى أن "الأزمة التي تمر بالبلاد اليوم هي أزمة وطنية واسعة النطاق تستوجب جهوداً جبارة من أجل الإستجابة، ومبالغ مالية لتغطيتها، لذا ارسلنا نداء عبر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، لتأمين تمويل لهذه الجمعية الوطنية على كل الاراضي اللبنانية".

هذا وقد أطلق ألامين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جاغان تشاباغين نداء الطوارئ الخاص، بدعم استجابة الصليب الأحمر اللبناني خلال زيارة خاصة للبنان في مؤتمر عقد في المركز الرئيسي للصليب الأحمر اللبناني في بيروت "سبيرز" الشهر الماضي، مشيراً إلى أن "الحاجات الإنسانية في لبنان تتزايد يوما بعد يوم، والأموال التي سيتم جمعها من خلال هذا النداء، ستسمح للصليب الأحمر اللبناني بمواصلة برامجه الإنسانية المنقذة للحياة، كما ستسمح له بالوصول إلى عدد أكبر من الأشخاص لتحقيق أكبر أثر ايجابي ممكن".

وأشار كتانة إلى أنه "تم إعداد لائحة كاملة بالمعدات الإسعافية والطبية وخدمات الدم ومشتقاته وأدوية والعيادات النقالة وسيارات الاسعاف وغيرها من المعدات، التي تلزم لعمل الصليب الأحمر، إضافة إلى المساعدات الأساسية للمهجرين العائدين إلى قراهم لنعطيهم الأمل".

هنا، تجدر الإشارة إلى أن الصليب الأحمر اللبناني جمعية وطنية مستقلة ذات منفعة ولا تتوخى الربح، تعتمد بشكل أساسي في مواردها المالية على المساهمات المباشرة من الشعب اللبناني والمؤسسات، وعلى المساعدات الحكومية وعلى البرامج الممولة من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، بدعم من الجمعيات الوطنية الصديقة، ومن اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

والموارد المالية الأساسية للصليب الأحمر اللبناني هي من اشتراكات الأعضاء المتطوعين في الجمعية، والبدل الرمزي عن الخدمات الطبية ونقل الدم والتعليم والهِبات والوصايا والمساعدات من الأفراد والشركات والمؤسسات والحملة المالية السنوية في الثامن من أيار، اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر تحت شعار "بدعمكن منعطي أكتر"، وهنا يقع الواجب على كل فرد منا بالمساهمة ولو بمبلغ بسيط لدعم الأيادي البيضاء المسعفة التي تمتد للإنقاذ ممتزجة أحياناً بالدماء، ولو بمبلغ بسيط، فـ "فلس الأرملة" يمنع السقوط عن صهوة الإنسانية.

الصليب الأحمر موجود في كل المناطق اللبنانية، رئيس الصليب الاحمر اللبناني أنطوان زغبي أكد أن "هذه الحرب كانت قاسية على الجميع وتقع على عاتق الصليب الأحمر مسؤولية حماية مجتمعه". وبسبب الحرب الهمجية على البلاد من قبل العدو "الإسرائيلي" زاد الضغط وخصوصا في المناطق الساخنة و"التحدي كان هو حماية المتطوعين وتأمين مسار آمن لهم، ومساعدتهم للاستمرار في رسالتهم الإنسانية" هذا ما أكده كتانة،  فالمتطوعون لا يستطيعون القيام بأي عملية إنقاد من دون التنسيق مع قوات الطوارىء والجيش، وذلك خوفا من اي استهداف همجي من قبل العدو "الإسرائيلي"، الذي لا يقيم ثقلا لاي قانون دولي، فوفقاً للقانون الدولي الإنساني، فالمنظمة محمية ويجب عدم تعريضها لأي خطر، مشيرا إلى بقاء الصليب الأحمر في كل المناطق للتفاوض والدخول إلى بعض القرى، التي لم يسمح بالدخول إليها لإجراء مسح كامل للمنطقة بهدوء ومسؤولية.

الصليب الأحمر اللبناني الصورة الحقيقية للقوة الإنسانية التي تخطت الحدود، ففي العام الماضي أوفد  فريقا من كوادره المختصين في عمليات البحث والانقاذ الى تركيا، نظرا ل الى الحاجة وذلك ضمن الطاقم الذي أوفدته الحكومة اللبنانية للمشاركة في عمليات الإغاثة في المناطق المتضررة من جراء الزلزال الذي حدث العام الماضي، ونتج منه آلاف الضحايا في جنوب تركيا وشمال سوريا.

منظمة الصليب الأحمر اللبناني تأسست في 9 تموز 1945، وهي منظمة محايدة ومستقلة تهبّ لتقديم المساعدات الإنسانية، انضمت  إلى مكونات الحركة العالمية المؤلفة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر (مركزها جنيف)، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، بالإضافة إلى 191 جمعية وطنية من صليب أحمر وهلال أحمر تضم نحو 15 مليون متطوع.

الأكثر قراءة

القصر الجمهوري يستعد... هل يكون 9 كانون الثاني موعداً للحسم الرئاسي؟ «الاسرائيليون» لاهالي الجولان: لن ننسحب وستخضعون للقانون «الاسرائيلي» بالتجنيد اعتراض اميركي اوروبي على العفو العام عن الإسلاميين وطلبات إخلاء السبيل رُدّت