اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يشدِّد الوزير السابق وديع الخازن لـ"الديار"، على أن التاسع من كانون الثاني المقبل يشكِّل "محطةً هامة في مسار الإستحقاق الرئاسي"، معرباً عن "الأمل بأن يحمل معه انفراجةً تؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية، لأنه من الضروري أن تجُرى الإنتخابات ضمن الإطار الدستوري والقانوني، فاستمرار الفراغ يشلّ مؤسّسات الدولة ويعمّق الأزمات الاقتصادية والاجتماعية".

لكن الأهمّ، وفق ما يقول الخازن يبقى "التوافق على رئيسٍ يتمتع بإجماعٍ محلي ودولي، لأننا بحاجة إلى شخصية وطنية جامعة، قادرة على إعادة الحياة للمؤسسات وتحقيق التوازن في العلاقات الدبلوماسية، وتحصين الشرعية اللبنانية لمواجهة التطورات الإقليمية، ورئيسٍ يمتلك رؤيةً لحل المشاكل الداخلية المزمنة، ويعمل على إعادة توحيد الشعب اللبناني على أسس وطنية صلبة بعيداً عن الإنقسامات السياسية والطائفية".

وعليه، يؤكد تأييده لدعوة الرئيس نبيه بري على هذا الصعيد، ويدعو إلى "استثمار هذه الفرصة للتوافق على رئيس يمثِّل تطلّعات جميع اللبنانيين، ويضع البلاد على طريق التعافي والإستقرار، ذلك أن رئيس المجلس، وبحكمته المعهودة وتجربته الطويلة في قيادة البرلمان، ارتأى هذه المدة لاختمار العملية الإنتخابية في محاولةٍ أخيرة منه لمعالجة الإنقسامات العمودية التي تهدِّد النسيج الوطني من جهة، وتحقيق الإلتزامات التي قطعها لبنان أخيراً على الصعيدين الداخلي والدولي من جهة أخرى".

ويلاحظ أن "البرلمان اللبناني اليوم أمام مسؤولية مضاعفة، ليس فقط لإنجاز الإستحقاق الرئاسي، بل أيضاً لإعادة بناء الثقة بلبنان كدولة وكيان، فالمجلس الذي انتخبه الشعب، مطالبٌ اليوم بتوحيد صفوف اللبنانيين وإنقاذهم من المستنقع المميت الذي غرقوا فيه بفعل الأزمات المتلاحقة، ومن هذا المنطلق، فإن الإنتخاب المقبل يحمل أبعاداً وطنية إستثنائية تتطلب التعاطي معها برؤية مدروسة وبعيدة عن العشوائية، لضمان استقرار الوطن".

وحول ما يعتبره البعض مناوراتٍ سياسية في الملف الرئاسي، يقول "إن بعد كل ما شهده لبنان من انهيار شامل وحروب عدوانية ومآسٍ متلاحقة، ما من مسؤولٍ يناور أو يتهرّب من مسؤولياته، لأن الواقع اللبناني أصبح واضحاً للجميع، والتعب من الأزمات المتكرِّرة دفع الأطراف كافة إلى البحث عن حلول جذرية، وبالتالي، فإن الظروف قد نضجت وهناك التقاء بين الجميع على ضرورة إنقاذ البلاد والشعب".

ويشدد على ان "التحدي اليوم يكمن في التوافق على المخرجات الوطنية الجامعة" الذي يكشف أن "العمل عليه يتمّ بجدية، خاصة أن الأزمة ليست محصورة بالداخل فحسب، بل لها أبعاد إقليمية ودولية معقّدة، إلاّ أن القوى الداخلية مُجمعة على ضرورة تحصين البلاد من خلال الحوار والتوافق وصون الدستور، والتمسّك بروحية اتفاق الطائف كإطار جامع للإستقرار".

 وعن الحديث الأميركي عن احتمال تأخير الإنتخابات الرئاسية، يؤكد أنه "سواء تحقّق انتخاب رئيس الجمهورية في الجلسة المقبلة أو بعد شهرين، يبقى الأهم توفّر الإرادة الجادة لانتخاب رئيس يحظى بالثقة المحلية والإقليمية والدولية، ويكون شخصية توافقية جامعة قادرة على قيادة مسار إنقاذي بيد بيضاء وكفّ نظيفة، فتصريح مستشار الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب لشؤون الشرق الاوسط والبلاد العربية مسعد بولس، يعكس قراراً أميركياً ضمنياً ورغبةً جدّية بإنجاز الإستحقاق الرئاسي، وهي إشارة إيجابية من شأنها أن تساعد وتدفع باتجاه إخراج لبنان من أزمته الراهنة، لكن الرئيس بري مصرّ على عدم تعطيل الجلسة وكلنا نؤيد هذا الإصرار، ولا أظن أن في لبنان ثمة نائب يمثِّل حقيقةً الشعب اللبناني، يسمح له ضميره اليوم بعد هذا العدوان وهذه المأساة أن يترك البلاد على كف عفريت".

 وحول تأثير الأحداث في سوريا على لبنان، تمنى الخازن لسوريا أن "تستعيد استقرارها وتتجاوز مأساتها لما فيه خير الشعب السوري والمنطقة ككل، وفيما يتعلق بلبنان، فأنا على ثقة كاملة بقدرة الجيش اللبناني على حماية الوطن من أي اهتزاز داخلي أو تهديد خارجي، فهو صمام الأمان للوطن، كما أن الحكومة اللبنانية والبرلمان وكل المرجعيات السياسية والروحية، ستعالج أي تأثيرات محتملة للأحداث السورية بحكمة ووعي، بما يضمن الحفاظ على استقرار لبنان وتحصين ساحته الداخلية من تداعيات الأزمات الإقليمية، وفي هذا المجال أتى اجتماع مجلس الوزراء في صور بالأمس" .

 

الأكثر قراءة

القصر الجمهوري يستعد... هل يكون 9 كانون الثاني موعداً للحسم الرئاسي؟ «الاسرائيليون» لاهالي الجولان: لن ننسحب وستخضعون للقانون «الاسرائيلي» بالتجنيد اعتراض اميركي اوروبي على العفو العام عن الإسلاميين وطلبات إخلاء السبيل رُدّت