اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


التهاب الدماغ هو حالة طبية خطرة تنجم عن تورم في أنسجة الدماغ نتيجة لتفاعل التهابي. يمكن أن يكون السبب وراء هذا الالتهاب متعددًا، بما في ذلك العدوى الفيروسية والبكتيرية، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل اضطرابات المناعة الذاتية. الالتهاب يمكن أن يؤثر بشكل كبيرفي الوظائف العصبية، مما يجعل فهم أسبابه وعلاجه أمرًا بالغ الأهمية.

تعد العدوى الفيروسية من الأسباب الأكثر شيوعًا لالتهاب الدماغ، حيث تصيب الفيروسات الدماغ بشكل مباشر من خلال الدم أو الأعصاب. من أبرز هذه الفيروسات، فيروس الهربس البسيط الذي يعتبر السبب الأكثر شيوعًا للالتهاب الحاد والخطر. كما أن فيروس غرب النيل، الذي ينتقل عن طريق لدغات البعوض، يمثل خطرًا آخر، خصوصًا في المناطق ذات المناخ الحار. كذلك، يمكن للفيروسات المرتبطة بالأمراض التي تُعتبر نادرة حاليًا مثل الحصبة والنكاف أن تسبب التهاب الدماغ في حال عدم تلقي اللقاحات الوقائية. الأعراض الناتجة من العدوى الفيروسية غالبًا ما تشمل الحمى، الصداع الشديد، التشنجات، وقد تتطور إلى اضطرابات في الوعي أو حتى الشلل في بعض الحالات.

 

أما العدوى البكتيرية، فرغم أنها أقل شيوعًا من العدوى الفيروسية، فإنها تشكل تهديدًا أكبر بسبب تطورها السريع وشدتها. تنتقل البكتيريا إلى الدماغ غالبًا بعد إصابة جهاز آخر في الجسم، مثل التهاب السحايا البكتيري الذي قد يمتد إلى أنسجة الدماغ. كذلك، يمكن أن تسبب أمراض مثل الزهري والدرن التهابًا في الدماغ في مراحلها المتقدمة. بالإضافة إلى ذلك، يُعد مرض لايم، الناتج من لدغات القراد، من الأمراض البكتيرية التي قد تؤدي إلى التهاب الجهاز العصبي والدماغ. العدوى البكتيرية تتطلب استجابة طبية فورية، حيث يؤدي التأخير إلى تفاقم الحالة وزيادة خطر المضاعفات.

فالتفرقة بين العدوى الفيروسية والبكتيرية تتطلب تشخيصًا دقيقًا يعتمد على اختبارات متعددة. يستخدم الأطباء التصوير بالرنين المغناطيسي للكشف عن التورم أو التلف في الدماغ، بالإضافة إلى البزل القطني لتحليل السائل الشوكي والبحث عن علامات العدوى. تحليل الدم أيضًا يساهم في تحديد النوع المسبب للالتهاب. بناءً على التشخيص، يتم توجيه العلاج. في حالات العدوى الفيروسية، يتم استخدام مضادات الفيروسات مثل الأسيكلوفير لتقليل حدة المرض، بينما تتطلب العدوى البكتيرية مضادات حيوية قوية تُعطى عبر الوريد لوقف العدوى بسرعة.

إنّ الوقاية من التهاب الدماغ تؤدي دورًا كبيرًا في تقليل مخاطره. توفر التطعيمات ضد الأمراض الفيروسية مثل الحصبة والنكاف حماية فعالة، كما أن استخدام طارد الحشرات والوقاية من لدغات القراد يحد من الإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق الحشرات. الحفاظ على نظافة اليدين والبيئة يساهم أيضًا في تقليل انتشار العدوى البكتيرية.

في النهاية، التهاب الدماغ هو تحدٍّ صحي يستوجب الوعي بأسبابه وأعراضه للتمكن من التعامل معه بشكل فعال. سواء كان السبب عدوى فيروسية أو بكتيرية، فإن التشخيص المبكر والعلاج المناسب هما المفتاح لتجنب المضاعفات الخطرة. تعزيز الوعي العام بأهمية الوقاية وتلقي الرعاية الطبية عند ظهور الأعراض يساهم في حماية الأفراد وتحسين جودة حياتهم.

الأكثر قراءة

التصعيد «الإسرائيلي» مُستمرّ... والرئيس عون يُواجه «ضغوط السلاح» بالحوار بيروت بلا ضامن للشراكة... وفي زغرتا وطرابلس تحالفات تُشعل المعركة