النفخة.. متى تصبح خطرة وكيفيّة التعامل معها؟

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

النفخة أو الانتفاخ هو شعور شائع يعاني منه الكثير من الأشخاص ويحدث عندما تتجمع الغازات أو السوائل في الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى شعور بالامتلاء أو الانتفاخ في البطن. في أغلب الأحيان، يكون هذا الشعور غير مقلق ويزول بعد فترة قصيرة أو مع تغييرات بسيطة في النظام الغذائي أو نمط الحياة. ومع ذلك، قد تكون النفخة أحيانًا علامة على مشاكل صحية خطرة تتطلب اهتمامًا طبيًا، بخاصة إذا كانت مصحوبة بأعراض أخرى مثل الألم الشديد أو التقيؤ.

تتنوع أسباب النفخة، وأحد أبرز الأسباب هو تراكم الغازات في الأمعاء بسبب تناول الطعام بسرعة أو ابتلاع الهواء أثناء الأكل. كما أن تناول أطعمة غنية بالألياف مثل الفاصولياء أو البروكلي قد يؤدي أيضًا إلى زيادة الغازات. من جانب آخر، تعتبر التغيرات الهرمونية أحد العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى الانتفاخ، خصوصًا عند النساء خلال الدورة الشهرية أو أثناء الحمل. بالإضافة إلى ذلك، قد تتسبب مشاكل هضمية معينة مثل متلازمة القولون العصبي أو التهاب المعدة باحتباس السوائل أو صعوبة في هضم الطعام بشكل كامل، مما يزيد من شعور الانتفاخ.

في معظم الحالات، لا تكون النفخة مشكلة صحية خطرة، ولكن هناك حالات يجب فيها استشارة الطبيب فورًا. إذا حدث الانتفاخ بشكل مفاجئ وكان مصحوبًا بألم حاد أو مستمر في البطن، فقد يشير ذلك إلى وجود مشكلة صحية مثل انسداد الأمعاء أو التسمم الغذائي. كذلك، في حال رافق النفخة غثيان أو قيء مستمر، فقد تكون هذه إشارات إلى مشكلة معوية أكبر مثل انسداد معوي أو التهاب الأمعاء. من المهم أيضًا مراقبة التغيرات في حركة الأمعاء، مثل الإسهال الشديد أو الإمساك المزمن، حيث قد تكون هذه إشارات لمشاكل صحية قد تتطلب علاجًا فوريا.

عند زيارة الطبيب بسبب النفخة المستمرة أو الأعراض المصاحبة لها، عادة ما يقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي شامل، وقد يطلب بعض الفحوصات مثل تحاليل الدم أو الأشعة السينية أو التنظير الداخلي لتحديد السبب الدقيق للأعراض. بناءً على التشخيص، يمكن أن يشمل العلاج تغييرات في النظام الغذائي مثل تجنب الأطعمة التي تسبب الغازات، أو استخدام الأدوية التي تساعد في تخفيف الغازات، أو في بعض الحالات الأكثر تعقيدًا، قد يتطلب الأمر التدخل الجراحي إذا كان هناك انسداد معوي أو حالة طبية تتطلب ذلك.

من أجل الوقاية من النفخة، ينصح بتناول الطعام ببطء لتقليل احتمالية ابتلاع الهواء، بالإضافة إلى تجنب الأطعمة التي تسبب الغازات. كما يفضل شرب كميات كافية من الماء بشكل يومي، وممارسة الرياضة بانتظام لتحفيز حركة الأمعاء والمساعدة في تقليل الشعور بالانتفاخ. ورغم أن النفخة ليست دائمًا علامة على حالة صحية خطرة، إلا أن الأعراض الشديدة أو المستمرة تتطلب دائمًا التقييم الطبي للكشف عن السبب وتحديد العلاج المناسب.