اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


في خضم الهوس العالمي بالبحث عن حلول سريعة لإنقاص الوزن، تصدّر عقار Ozempic المشهد على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وُصف بأنه العصا السحرية للتخلص من السمنة وتحقيق القوام المثالي. هذه الحقنة، التي طُورت في الأصل لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، أصبحت حديث الساعة بين المؤثرين والمستخدمين على منصات "الإنترنت".

لكن في مقابل ذلك، ما لا يعرفه الكثيرون هو أن هناك نسخة مخصصة لإنقاص الوزن تحمل اسم Wegovy، وهي من إنتاج الشركة ذاتها، "Novo Nordisk". رغم التشابه في المادة الفعّالة بين المنتجين، وهما يعتمدان على Semaglutide، إلا أن Wegovy صُمم خصيصا لإدارة الوزن، بينما Ozempic مخصص لمرضى السكري. المفارقة هي أن إدارة الغذاء والادوية الأميركية (FDA) لم توافق على استخدام Ozempic لإنقاص الوزن، مما يثير التساؤلات حول مخاطره المحتملة عند استخدامه خارج نطاقه الأصلي.

فما الذي يميز Wegovy عن Ozempic؟ ولماذا باتت هذه الحقن رمزا للجمال السريع في زمن الضغوط الاجتماعية؟ وكيف يمكن أن تنعكس على الصحة العامة؟ أسئلة عديدة حملناها إلى خبراء ومختصين لكشف الحقيقة وراء هذه الصيحة الطبية، التي قد تحمل في طياتها أضرارا غير متوقعة على المدى الطويل.

مخاطر استخدام "الأوزمبيك"

توضح اختصاصية التغذية كريستال باشي لـ "الديار" أن "دواء Ozempic قد صُمّم لمساعدة مرضى السكري من النوع الثاني، وقد حصل على موافقة الـ FDA لاستخدامه في الحد من مضاعفات مرض السكري. ويهدف إلى ضبط مستوى السكر في الدم، كما أنه يخفف من خطر الإصابة بالمشكلات القلبية لدى الأفراد المصابين بالنوع الثاني من السكري".

بسبب عوارضه الجانبية

تصنيع منتج جديد

وتشير إلى أن "الأشخاص الذين استخدموا هذا الدواء ، لاحظوا أن احد عوارضه الجانبية هي فقدان الوزن. بناءً على ذلك، قامت الشركة المصنعة بإنتاجه بجرعات أعلى، مخصصة لأولئك الذين يتطلعون إلى خسارة وزنهم".

وتضيف أنه "في لبنان، تُستخدم تركيبة الحقنة من خلال إضافة جرعات أكبر، لكن المنتج المخصص لإنقاص الوزن يباع تحت اسم آخر هو Wegovy. وتؤكد أن الـ FDA لم توافق عليه بعد كمستحضر مخصص للتخلص من البدانة، وموافقة المنظمة محصورة باستخدامه كعلاج لمرضى السكري".

التحذيرات والمضاعفات الصحية

وتوضح أنه "إذا عدنا إلى التعليمات المصحوبة بالعقار، نجد أن الشركة نفسها حذرت من أن الدواء قد يؤدي إلى الإصابة بالتهابات في البنكرياس، ومضاعفات في شبكة العين وشرايينها، بخاصة عند مرضى السكري، إضافة إلى انخفاض مستوى السكر في الدم، وقصور الكلى، ومشكلات أو حصى في المثانة".

وتتابع "تشمل العوارض الجانبية المباشرة الناجمة عن اخذ هذا العلاج الآتي: يعاني ما بين 5% إلى 10% من المستخدمين من التقيؤ، و8% من الإسهال، ومن 6% إلى 7% من آلام في منطقة البطن، ومن 3% إلى 7% من الإمساك. كما يعاني ما بين 15% إلى 20% من لعيان النفس بعد الحقن. ورغم أن البعض قد يعتبر هذه العوارض بسيطة أو خفيفة، إلا أن الشركة أشارت إلى عوارض أخرى أكثر خطورة، مثل ضيق في التنفس، دقات قلب قوية، تضخم في غدد الرقبة، تورم في الوجه، الفم، الشفاه، اللسان، والحنجرة، إضافة إلى حكة في الجلد ، الذي قد يصبح لونه أصفر مع ظهور حبوب حمراء صغيرة".

وتشدد على ان "هذا ليس كل شيء، فقد يعاني الشخص أيضا من آلام في المفاصل، وانخفاض في ضغط الدم، ومضاعفات أخرى".

تهديد جسيم... الإصابة بالسرطان

وتلفت باشي إلى أن" FDA وضعت هذا الدواء على قائمة الأدوية التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، بالإضافة إلى احتمالية حدوث تحسس لدى بعض الأشخاص". وتحذر من "أن استخدام هذه الإبرة من تلقاء النفس، أي دون وصفة طبية، أمر خطر. فهي ممنوعة على النساء الحوامل أو المرضعات، أو من يعانون من مشكلات في الكبد أو شبكة العين. كما يجب الحرص على نزع رأس الإبرة بعد كل استخدام لتجنب التقاط البكتيريا ونقلها إلى الجسم، مما قد يؤدي إلى التسمم. ولأن الحقنة تُستخدم مرة أسبوعيا، ينبغي الانتباه لهذه التفاصيل بدقة".

تعارض مع الأدوية والطعام

وتختتم باشي حديثها بالتأكيد على أن "الحقنة قد تتعارض مع بعض الأدوية وتوابل الطعام. كما لا يجوز أن تُستعمل من قبل شخصين، حتى لو كانا يعيشان في المنزل نفسه".

هل هناك بدائل طبيعية لهذه الحقنة؟ تجيب اختصاصية التغذية كاتيا قانصو ان "الأوزمبيك يعمل على تفعيل هرمون GLP-1 الذي بدوره يقوم بدعم الشعور بالشبع وإبطاء إفراغ المعدة، لذلك يمكن تصميم نظام غذائي لتحقيق هذه الأهداف".

وتوضح لـ "الديار" ان "النظام الغذائي الذي يمكن أن يعطي نتائج مشابهة لتأثير الأوزمبيك في إنقاص الوزن، يركز على تقليل الشهية، تحسين استجابة الجسم للأنسولين، وتقليل السعرات الحرارية بطرق مستدامة. وذلك من خلال الخطوات الاتية:

1- نظام منخفض الكربوهيدرات (Low-Carb Diet): يساعد تقليل الكربوهيدرات في تحسين استجابة الجسم للأنسولين ويخفف الشهية.

2- نظام مرتفع البروتين (High-Protein Diet): يعزز البروتين الشعور بالشبع ويبطئ عملية الهضم.

3- الأطعمة الغنية بالألياف (Fiber-Rich Diet): تضيف الألياف حجما للطعام دون إضافة سعرات حرارية كثيرة، وتبطئ الهضم، وبالتالي تخفض الشهية وتحسن صحة الجهاز الهضمي.

4- الصيام المتقطع (Intermittent Fasting): يساهم تنظيم فترات الأكل والصيام في تقليص استهلاك السعرات وزيادة حرق الدهون، كما يقلل من مستوى الأنسولين في الدم ويضاعف من استغلال الدهون كمصدر للطاقة.

5- شرب السوائل الصحية: شرب كميات كافية من الماء (8-10 أكواب يوميا)، بحيث يعمل تناول الشاي الأخضر أو شاي الأعشاب على تنشيط عملية الايض وتقليل الجوع.

وتشدد على ان "الاهم من هذا كله هو تنظيم تناول الطعام، بدءا بالمأكولات الثرية بالألياف، مثل السلطة التي تحتوي على الخضر الغنية بالألياف وزيت الزيتون (دهون صحية)، ثم أكل البروتينات كاللحم، الدجاج او السمك، واخيرا استهلاك الكربوهيدرات كالأرز، البرغل او البطاطا. ومن خلال ترتيب اعتماد الاطعمة بهذه الطريقة نحفز هرمون GLP-1 الذي يعمل على تنشيط الشعور بالشبع وإبطاء إفراغ المعدة، وبالتالي حرق الدهون وخسارة الوزن".

وتختم قانصو بالتنويه الى انه "مع الالتزام بهذه الأنظمة الغذائية، يمكن تحقيق نتائج جيدة تشابه تأثير الأوزمبيك، خاصة إذا تم دمجها مع النشاط البدني وإدارة التوتر. ولكن الأثر يعتمد على الالتزام الفردي".

الأكثر قراءة

العلويّون ضحايا العلويين