العلاقة بين استهلاك السكر وصحة القلب... كيف يُؤثر استهلاكه على القلب؟

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أصبح استهلاك السكر جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي الحديث، سواء كان ذلك في المشروبات الغازية، الحلويات، أو حتى المنتجات المعالجة التي لا يتوقع الناس أنها تحتوي على سكر. مع تزايد معدلات الأمراض القلبية، تسلط الدراسات الضوء بشكل متزايد على العلاقة المعقدة بين استهلاك السكر وصحة القلب، مما يدفعنا إلى التساؤل: كيف يمكن للسكر أن يؤثر على القلب بشكل مباشر أو غير مباشر؟

يُعتبر استهلاك السكر الزائد أحد العوامل التي تؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب. عندما يستهلك الجسم كميات كبيرة من السكر، فإنه يؤدي إلى ارتفاع نسبة الغلوكوز في الدم بشكل سريع، مما يجبر البنكرياس على إفراز كميات كبيرة من الأنسولين. هذا التفاعل المستمر يضع ضغطًا على نظام الجسم ويمكن أن يؤدي إلى مقاومة الأنسولين، وهي حالة تمهد للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب.

بالإضافة إلى ذلك، يؤدي السكر إلى زيادة مستويات الدهون الثلاثية في الدم، وهو نوع من الدهون الضارة التي ترتبط مباشرة بزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. كما أن استهلاك السكر يرتبط بانخفاض مستويات الكوليسترول الجيد (HDL) وارتفاع مستويات الكوليسترول السيئ (LDL)، مما يزيد من خطر انسداد الشرايين وتصلبها.

أحد أبرز التأثيرات السلبية لاستهلاك السكر هو زيادة الوزن والسمنة. الأطعمة الغنية بالسكر تحتوي عادة على سعرات حرارية عالية وقيمة غذائية منخفضة، مما يؤدي إلى زيادة الوزن بسرعة. السمنة بدورها تُعتبر عامل خطر رئيسي للإصابة بأمراض القلب، حيث تؤدي إلى زيادة ضغط الدم، رفع مستويات الكوليسترول، وزيادة الالتهابات في الجسم. كل هذه العوامل تضع القلب تحت ضغط مستمر، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض القلبية.

وتشير الدراسات الحديثة إلى أن السكر يمكن أن يكون سببًا مباشرًا لزيادة الالتهابات المزمنة في الجسم. هذه الالتهابات تؤثر بشكل سلبي على صحة الأوعية الدموية والقلب، حيث تؤدي إلى تلف جدران الأوعية الدموية وتجعلها أكثر عرضة لتراكم الترسبات الدهنية. على المدى الطويل، يمكن أن تسبب هذه الترسبات تصلب الشرايين، مما يعيق تدفق الدم إلى القلب والأعضاء الأخرى.

للحد من تأثير السكر على صحة القلب، من المهم مراقبة كمية السكر المستهلكة يوميًا. توصي منظمة الصحة العالمية بألا يتجاوز استهلاك السكر المضاف 10% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية، ويفضل أن يكون أقل من 5% لتحقيق فوائد صحية إضافية.

البدء بتقليل استهلاك المشروبات المحلاة والاعتماد على الماء أو المشروبات غير المحلاة يعد خطوة أولى فعالة. كما يجب الانتباه إلى ملصقات الأطعمة لتجنب المنتجات التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر المضاف. إدخال الأطعمة الطبيعية مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة يمكن أن يساعد في تقليل الرغبة في تناول السكر مع تحسين صحة القلب.

إنّ العلاقة بين استهلاك السكر وأمراض القلب ليست بسيطة كما تبدو، بل هي معقدة وتتداخل فيها عوامل عديدة مثل السمنة، الالتهابات، ومستويات الدهون في الدم. تقليل استهلاك السكر واعتماد نظام غذائي متوازن لا يحسن فقط صحة القلب، بل يساهم أيضًا في تحسين الصحة العامة والوقاية من أمراض مزمنة أخرى. الاهتمام بالتغذية السليمة هو أحد أهم المفاتيح للحفاظ على صحة القلب على المدى الطويل.