اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أعلنت إدارة العمليات العسكرية التابعة للحكومة الانتقالية في دمشق أن قواتها سيطرت على كامل مدينة دير الزور، في حين قال المتحدث باسم إدارة العمليات العسكرية إن مدينة دير الزور «محررة بالكامل» وكذلك مطارها العسكري.

من جهته، صرّح رئيس حكومة تصريف الأعمال السورية محمد البشير أن الحكومة ستضمن حقوق جميع الطوائف في سوريا، وتسعى لإعادة الأمن والاستقرار لكل المدن.

بدوره، قال القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع إن كل من تورط في تعذيب وقتل المعتقلين في السجون السورية لن ينال العفو. وذكر في بيان نشر على قناة تليغرام التابعة للتلفزيون السوري الرسمي «لن نعفو عمن تورط بتعذيب المعتقلين وتصفيتهم وكان سببا في ذلك».

في غضون ذلك تستمر المواقف السياسية العالمية ازاء التطورات المتسارعة على وقع التحركات الاسرائيلية في الجنوب السوري وهضبة الجولان.

فقد قال القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع  إن كل من تورط في تعذيب وقتل المعتقلين في السجون السورية لن ينال العفو.وذكر في بيان نشر على قناة تليغرام التابعة للتلفزيون السوري الرسمي «لن نعفو عمن تورط بتعذيب المعتقلين وتصفيتهم وكان سببا في ذلك».وأضاف: «سنلاحقهم في بلدنا ونطالب الدول بتسليمنا من فر إليها من هؤلاء المجرمين لتحقيق العدالة بحقهم».

يأتي ذلك بعد أيام من تمكن المعارضة المسلحة من إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد الذي هرب إلى موسكو فجر الأحد الماضي.

ومع دخول المعارضة للمدن التي كانت خاضعة للنظام تتالت التقارير عن تحرير السجناء السياسيين، والعثور على جثث عليها آثار تعذيب في المستشفيات.

وقد تداول ناشطون على مواقع التواصل صورا صادمة لعشرات الجثث عثر عليها في مستشفى حرستا بريف دمشق، وقالوا إنها تعود لسجناء من سجن صيدنايا سيئ الصيت أعدمهم النظام قبل سقوط الرئيس المخلوع بشار الأسد.

ومن بين الجثث التي ظهر عليها آثار تعذيب، تم التعرف على جثة الناشط السوري المعارض مازن حمادة الذي اعتقله النظام مع بداية الثورة عام 2011 عدة مرات قبل أن يطلق سراحه بعد سنوات من الاعتقال والتعذيب ليتوجه إلى أوروبا ويحصل على اللجوء في هولندا. وعاد حمادة إلى سوريا مجددا منذ 4 أعوام ليجدد النظام اعتقاله قبل العثور على جثته.

واشنطن

في السياسة نقلت شبكة إن بي سي عن مسؤولين أميركيين أن إدارة الرئيس جو بايدن تدرس رفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب، في وقت حث فيه مسؤولون أميركيون الهيئة على تشكيل حكومة شاملة في سوريا.

ونقلت الشبكة عن مسؤول أميركي سابق قوله إن هدف المناقشات الجارية بشأن رفع هيئة تحرير الشام التي قادت فصائل المعارضة المسلحة للإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد هو «إنشاء مسار للعالم للتفاعل مع الحكومة الجديدة».

ومن جانبها، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن هيئة تحرير الشام تستخدم الكلمات الصحيحة، لكن سنحكم عليها من أفعالها.وأشار وزير خارجية أميركا أنتوني بلينكن إلى أنه يواصل اتصالاته مع نظرائه في المنطقة لمناقشة انتقال السلطة في سوريا، وأن العملية الانتقالية يجب أن يقودها السوريون أنفسهم دون تأثير من الخارج.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن محللين ومستشارين سابقين في الإدارة الأميركية قولهم «إن هيئة تحرير الشام أظهرت في المدة الأخيرة بعض البراغماتية، وأن تكون جماعة إسلامية محافظة تتمتع بدعم واسع النطاق داخل سوريا، غير أنها لا تستطيع حكم البلاد كمنظمة إرهابية».وأضافت الصحيفة نقلا عن تلك المصادر» أنه سيكون من الصعب على الرئيس المنتخب دونالد ترامب أن يظل مجرد مراقب مع تشكيل ملامح سوريا بعد سقوط بشار الأسد، وسيتعين على ترامب النظر في استمرار وجود حوالي 900 جندي أميركي في شرق سوريا».

موسكو

وقالت الخارجية الروسية إن اهتمام الولايات المتحدة بسوريا مبالغ فيه، في حين قال الكرملين إن التصرفات الإسرائيلية في الجولان والمنطقة العازلة لن تسهم في استقرار سوريا. وأوضحت الخارجية الروسية أن قنوات تبادل الإشارات بين موسكو وواشنطن مفتوحة بشأن خفض التوتر في سوريا، مشيرة إلى أنه «لم تكن هناك اتصالات رفيعة المستوى» بين الجانبين بشأن سوريا.

ودعت الخارجية الروسية جميع الأطراف في سوريا إلى ما سمته ضمان سيادة القانون وحماية المدنيين ومنع إراقة الدماء، وقالت إنها تؤيد إطلاق عملية سياسية شاملة في سوريا في أقرب وقت ممكن. وأضافت أن موسكو تعوّل على التفاهم مع السلطات الجديدة في سوريا بشأن القضايا المتعلقة بوجودها العسكري هناك، مشيرة إلى أن «هناك خطرا حقيقيا من أن يرفع تنظيم الدولة رأسه مرة أخرى في سوريا».

بدوره، قال الكرملين إنه يجري اتصالات مع من يتحكم بالوضع في سوريا، لضمان أمن القواعد الروسية والممثليات الدبلوماسية فيها. ورجّح أن التصرفات الإسرائيلية في الجولان والمنطقة العازلة لن تسهم في استقرار سوريا.

وبشأن تراجع النفوذ الروسي في الشرق الأوسط، قال الكرملين إنه على تواصل مع جميع اللاعبين في المنطقة، وإن العملية العسكرية في أوكرانيا أولوية مطلقة. وأوضح الكرملين أن روسيا كانت قد ساعدت سوريا على مواجهة من وصفهم بالإرهابيين، وعلى تحقيق الاستقرار، بعد أن «كان وضعها الأمني يهدد المنطقة بأكملها».

وكان نقل موقع بلومبيرغ اليوم عن مسؤولين روس قولهم إن موسكو دفعت الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد إلى الفرار من سوريا بعد تأكدها من هزيمته، وذكروا أن الرئيس فلاديمير بوتين طلب معرفة سبب إخفاق الاستخبارات الروسية في توقع تلك النهاية قبل فوات الأوان.

وقال 3 مسؤولين روس مقربين من الكرملين رفضوا ذكر أسمائهم ـحسب بلومبيرغ- إن روسيا أقنعت الأسد بأنه سيخسر المعركة ضد الجماعات المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام بسرعة نحو العاصمة دمشق، وعرضت عليه وعلى عائلته ممرا آمنا إذا غادر على الفور. وأوضح المسؤولون أن اثنين من عملاء المخابرات الروسية نظموا الهروب، ونقلوا الأسد جوا عبر قاعدتها الجوية في سوريا. وقال أحدهم إن جهاز الإرسال والاستقبال في الطائرة تم إيقاف تشغيله لتجنب تعقبه. ووفقا لما قاله مسؤول روسي مطلع مقرب من الكرملين: «يطالب الرئيس فلاديمير بوتين بمعرفة سبب عدم اكتشاف جهاز المخابرات الروسي للتهديد المتزايد لحكم الأسد حتى فات الأوان».

ميدانيا، أكدت إدارة العمليات العسكرية التابعة لفصائل المعارضة السورية التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد مواصلة تقدمها بريف دير الزور شرقي البلاد، الواقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بعد سيطرتها على مدينة دير الزور. وأوضحت إدارة العمليات العسكرية أن مقاتليها سيطروا على مركز المدينة والريفين الغربي والشرقي.

وتزامن انسحاب هذه القوات من مركز المحافظة مع غارات مجهولة -يرجح أنها إسرائيلية- استهدفت مطار دير الزور الذي أعلن الناطق باسم غرفة عمليات المعارضة المسلحة حسن عبد الغني السيطرة عليه بالكامل. وقال عبد الغني -في بيان- إنه «بعد تحرير ريف دير الزور الشرقي والغربي وهروب قوات النظام والمليشيات الإيرانية منها، نعلن مدينة دير الزور ومطارها العسكري محررة بشكل كامل»، وفق تعبيره.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قوات قسد انسحبت باتجاه القرى المجاورة، ليسيطر على مدينة دير الزور مقاتلون محليون انضموا إلى صفوف الفصائل المعارضة بأعقاب الهجوم الخاطف الذي شنته ضد مواقع النظام المخلوع في 27 تشرين الثاني.

«لا للتقسيم»

وكانت إدارة الشؤون السياسية في سوريا أكدت رفضها لأي تقسيم للبلاد، مؤكدة أن المرحلة المقبلة تتطلب العمل المشترك وتوحيد الجهود لإعادة بناء سوريا. وأكد المتحدث باسم الإدارة أن حمل السلاح سيكون محصورا ضمن إطار الدولة، مشيرا إلى أهمية الاستفادة من الكفاءات الوطنية لتحقيق الاستقرار.

«اسرائيل»

في غضون ذلك أعلن «جيش» الاحتلال الإسرائيلي عن مهاجمته خلال الساعات الـ48 الماضية أغلبية مخزون الأسلحة الاستراتيجية في سوريا، في إطار ما أسماه عملية «سهم الباشان».

وفي التفاصيل، قال «جيش» الاحتلال إنه تمت مهاجمة موقعين تابعين للبحرية السورية في مرفأي البيضا واللاذقية، حيث كانت ترسو فيهما 15 قطعة بحرية تابعة للبحرية السورية، وذلك يوم الاثنين.

وتابع أن ما بين الأهداف التي تم استهدافها عشرات الصواريخ من نوع «بحر - بحر»، والتي يبلغ مداها ما بين 80 و190 كيلومتراً والتي يحمل كل واحد منها عشرات الكيلوغرامات من المتفجرات التي تهدّد القطع البحرية الإسرائيلية.

وقال إنّه شن نحو 350 غارة جوية استهدفت بطاريات صواريخ أرض - جو متنوّعة الأصناف، ومطارات سلاح الجو السوري والعشرات من أهداف مواقع الإنتاج المختلفة في مناطق دمشق، وحمص وطرطوس، واللاذقية، وتدمر.

وأضاف أنّ موجات الغارات هذه دمّرت الكثير من الوسائل القتالية بما فيها صواريخ «سكود»، وصواريخ «كروز»، وصواريخ «أرض - بحر»، وصواريخ «أرض - جو»، وصواريخ «أرض - أرض»، وطائرات مسيّرة من دون طيار، وطائرات مقاتلة ومروحيات هجومية، ورادارات، ودبابات، وحظائر طائرات، وغيرها.

وأعلن أيضاً عن استهداف قيادة المنطقة الشمالية لأكثر من 130 هدفاً على الأراضي السورية التي تشمل مخازن الأسلحة، والمباني العسكرية، ومنصات إطلاق الصواريخ ومواقع إطلاق النار. وأشارت تقديرات «الجيش» الإسرائيلي، إلى أنه تمّ «تدمير ما بين 70 إلى 80% من القدرات العسكرية للجيش السوري خلال الساعات الـ48 الماضية».

وقالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية إنّ «الجيش» الإسرائيلي هاجم نحو 400 هدف استراتيجي في سوريا خلال اليومين الماضيين، في واحدة من أكبر العمليات في «تاريخ إسرائيل».

وأشار الإعلام الإسرائيلي إلى أنّ ما تقوم به «إسرائيل» هو القضاء المنهجي على القوات الجوية السورية، مشيرة إلى أنّه بحسب مصادر في سلاح الجو الإسرائيلي  فمن المتوقّع أن تستمرّ الهجمات خلال الأيام المقبلة.