تتحضر المنطقة في الشرق الاوسط لخضات أمنية وعسكرية ستطال تباعاً العراق واليمن وإيران باستهداف الحوثيين والحشد الشعبي والحرس الثوري الإيراني. وقد تصل لحد ضرب المنشآت النووية الإيرانية أو زعزعة النظام الإيراني!
وذلك، بهدف استكمال إنهاء قوة وفعالية المحور وأذرعه في المنطقة، والحفاظ الأميركي والغربي على أمن اسرائيل وتفوقها، وبهدف تطبيع لاحق معها، وبهدف إعادة رسم الخرائط الجديدة للمنطقة!
في هذه الظروف، ترسل فرنسا بعثة دبلوماسية غداة زيارة الموفد الأممي غي بيدرسون الى دمشق، لفتح الباب ولمد الجسور بين السلطة الجديدة في سوريا وبين المجتمع الدولي. وهذه الزيارة الديبلوماسية، التي ستحاول تقييم الحاجات الانسانية الملحة لسوريا، هي الأولى للديبلوماسية الفرنسية منذ 12 عاماً.
استطلاع مد الجسور يأتي غداة اجتماع العقبة في الأردن الذي حضره الوزير الفرنسي جان نويل بارو مع عدد من المسؤولين الأميركيين والعرب لتقييم الأوضاع في سوريا. والذي أكد على ضرورة حماية السلطة السورية الجديدة لحقوق الأقليات وحقوق الانسان وحقوق المرأة... ومحاربة داعش!
البعثة الفرنسية ستمهد لزيارات أعلى مستوى لدمشق في الجانب الديبلوماسي، مع زيارة لوزير الخارجية الفرنسية الجديد المنتظر، أو للوزير جان نويل بارو، إذا ما حافظ على مقعده في الحكومة الفرنسية الجديدة.
كما ستمهد لزيارة للمفوض الأوروبي جوزيب بوريل، مع ما يستتبع ذلك من رفع العقوبات عن سوريا، ومن تقديم مساعدات مالية وعينية، مع تطلع لاحق للمساهمة بإعادة إعمار سوريا، بعد التثبت من عودة الاستقرار إليها.
تدخل فرنسا سوريا، ومن وراءها، الاتحاد الأوروبي، بحذر شديد، ومن دون «سذاجة»! فالحذر الشديد هو من سلطة جديدة بجذور ما تزال تعتبرها فرنسا وأوروبا «إرهابية» وخاضعة لعقوبات أوروبية وأميركية.
وحذر فرنسا وأوروبا والأمم المتحدة أيضاً هو من قدرة بلوغ سوريا استقرار الأمن بغياب الجيش، وحذر من عدم التوافق الداخلي على إعادة الاستقرار السياسي، وحذر من إمكانية تثبيت الديمقراطية مع الحكومة التالية لحكومة محمد البشير «الانتقالية»، وحذر من قدرة تعاون السلطة الجديدة مع «شرعية» الأمم المتحدة وقراراتها...
حذر أوروبي يوازيه توغل اسرائيلي يقترب من العاصمة السورية، ومع تدمير اسرائيل للبنية التحتية للجيش السوري بشكل كامل! مع غض نظر أوروبي وأممي عنه! وذلك، على الرغم من المراسلات الأممية للحكومة السورية الجديدة لإدانة التوغل والاعتداءات، والمطالبة بالعودة لتنفيذ اتفاق فض الاشتباك الذي يعود للعام 1974!
تريد فرنسا، وأوروبا من خلفها، ضمان أمن اسرائيل. وتريد من السلطة الجديدة قطع الطريق على حزب الله وعلى إمكانية إعادة تزويده بالسلاح والصواريخ والمال واللوجستية. وتريد من السلطة الجديدة التدمير الطوعي للأسلحة الكيمائية.
وتريد العودة الى إطار القرار الأممي 2254 الذي اتُخذ بإجماع مجلس الأمن منذ 9 أعوام تماماً في 18 كانون الأول/ديسمبر في العام 2015، مع تطبيقه بظروفه الجديدة، أي بتثبيت وقف النار وانتقال هادئ للسلطة السياسية! بانتظار العمل والتوصل لدستور جديد لسوريا!
إن الذهاب الى الأمم المتحدة لاستصدار قرار أممي جديد هو أمر صعب في الظروف الحالية للانقسامات في مجلس الأمن!
لذلك، فإن الأسهل هو تعديل أو تطوير «عملي» للقرار 2254، فيصبح كما حدث في لبنان بتطبيق الـ 1701، أي 2254+. وهو سوف يسمح للأمم المختلفة مثلاً بالتعاطي مع هيئة تحرير الشام في السلطة الجديدة، في حين أنه يمنع حالياً من التعاطي مع جبهة النصرة!
تحديات كثيرة أمام «الشرعية» الدولية تنتظر القائد الجديد في سوريا أحمد الشرع، أبرزها محو صورة أبو محمد الجولاني، وبناء قوة عسكرية موحدة في جيش جديد لسوريا، من دون أي قوة عسكرية أخرى موازية أو «على كتفه»!
لم تكن فرنسا، أو الاتحاد الأوروبي، أو الأمم المتحدة «متحضرة نفسياً» لهذا التغيير السريع جداً للوضع الجيوسياسي في سوريا، ولنهاية نظام الأسد، ولتحرير سوريا من قبل هيئة تحرير الشام...
ففرنسا منهمكة، باستقالة حكومة وتشكيل حكومة جديدة، ودول الاتحاد الأوروبي تعاني من عدم استقرار سياسي - اقتصادي، بانتظار وصول الرئيس الاميركي دونالد ترامب لوقف الحرب الروسية - الأوكرانية، ما يعيد الاستقرار للدول الأوروبية طاقوياً، وبالتالي سياسياً واقتصادياً.
تريد فرنسا تأكيد على دورها في الشرق الاوسط مع احتمال رسم سايكس - بيكو جديد بهيمنة أميركية. وهي سباقة في أخذ المبادرات الديبلوماسية. ولن يكون مفاجئاً تحضيرها لمؤتمر دولي في باريس حول دعم سوريا أو إعادة إعمارها.
يتخوف الفرنسيون والأوروبيون من خطر انزلاق سوريا الى النموذج العراقي أو الليبي أو اليمني بعد تغيير قياداتها! ولذلك، فهم يراقبون الأوضاع فيها بمواكبة ديبلوماسية وانسانية يمكن أن تبعد عنها مخاطر العودة الى الخلف!
تغييرات سورية كبيرة تحتاج الى تعديلات موازية في الخطط والديبلوماسية الفرنسية والأوروبية والأممية تحت المجهر... الأميركي، وبقيادة أميركية!
* كاتب وخبير في الشؤون الدولية
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
22:29
قوات الاحتلال تقتحم بلدة قفين شمالي طولكرم بالضفة الغربية، وجرافات الاحتلال تدمر طرقا وسط مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية.
-
22:28
هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر بلجيكية: إلغاء رحلة للوزير عميحاي شيكلي إلى بروكسل خشية اعتقاله بطلب من هيئات مؤيدة للفلسطينيين، وتم نقل رسالة مفادها أن الوزير عميحاي شيكلي لن يتمتع بالحصانة.
-
21:06
خسارة بيروت أمام سترونغ غروب الفلبيني بنتيجة 85-78 ضمن الدور الأول من بطولة دبي الدولية لكرة السلة
-
21:02
سرايا القدس - كتيبة جنين: تمكن مقاتلونا من تفجير عبوة ناسفة أرضية من نوع "kj37" في خط مسير الآليات العسكرية في محور الناصرة محققين إصابات مؤكدة.
-
21:01
قوات الاحتلال تواصل إغلاق الحواجز العسكرية بين المدن والقرى في الضفة الغربية لليوم السادس.
-
21:00
المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: سنكون ضد أي خطة تهجير قسري ويمكن أن تؤدي لنوع من التطهير العرقي، ورأينا بوضوح المواقف المعارضة من مصر والأردن لخطة نقل الفلسطينيين.