اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


سرطان المرارة والقنوات الصفراوية من الأورام النادرة التي تنشأ في الجهاز الصفراوي، وهو المسؤول عن إنتاج ونقل الصفراء التي تساعد في هضم الدهون. وعلى الرغم من ندرة هذه الأنواع من السرطان، فإنها تُعد خطيرة بسبب صعوبة اكتشافها في مراحل مبكرة. ينشأ سرطان المرارة في البطانة الداخلية للمرارة، وهو عضو صغير على شكل كمثرى يقع تحت الكبد ويعمل على تخزين الصفراء التي يفرزها الكبد. غالبًا ما يُكتشف هذا النوع من السرطان في مرحلة متأخرة لأن أعراضه تُشبه أمراضًا أقل خطورة مثل الحصى المرارية.

أما سرطان القنوات الصفراوية، المعروف أيضًا باسم الكولانجيوكارسينوما، فينمو في الأنابيب الدقيقة التي تنقل الصفراء من الكبد إلى الأمعاء الدقيقة. قد يحدث هذا السرطان في القنوات الصفراوية داخل الكبد أو عند مدخل الكبد (هيلار) أو خارج الكبد، وتصنيف الورم يعتمد على موقعه.

هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان المرارة والقنوات الصفراوية. التهاب القنوات الصفراوية المزمن، مثل التصلب الصفراوي الأولي، يُعد من بين أهم هذه العوامل، إلى جانب الحصى المرارية، التي تعتبر الأكثر شيوعًا في تحفيز سرطان المرارة. كما أن التاريخ العائلي للإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي قد يزيد من احتمالية الإصابة، بالإضافة إلى التعرض لمواد كيميائية معينة أو الإصابة بأمراض طفيلية مثل البلهارسيا التي تُعد سببًا رئيسيًا للإصابة في بعض المناطق.

الأعراض المرتبطة بسرطان المرارة والقنوات الصفراوية غالبًا ما تكون غامضة، مما يجعل التشخيص المبكر تحديًا كبيرًا. تشمل الأعراض ألمًا في الجزء العلوي الأيمن من البطن، اصفرار الجلد والعينين (اليرقان)، فقدان الشهية والوزن، الغثيان، والقيء، إلى جانب الحكة الناتجة من تراكم البيليروبين في الدم.

تشخيص هذه الأنواع من السرطان يتطلب سلسلة من الفحوصات الدقيقة. يعتمد الأطباء على التصوير الطبي مثل الأشعة فوق الصوتية، والأشعة المقطعية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، بالإضافة إلى اختبارات الدم التي تقيّم وظائف الكبد ومستويات البيليروبين. وفي بعض الحالات، يتم أخذ خزعة لتحليل الأنسجة وتحديد وجود خلايا سرطانية.

علاج سرطان المرارة والقنوات الصفراوية يعتمد على مرحلة المرض وموقع الورم. إذا تم اكتشافه في مرحلة مبكرة، يمكن أن تكون الجراحة فعّالة لإزالة الورم بالكامل. في الحالات الأخرى، يتم اللجوء إلى العلاج الإشعاعي أو الكيميائي لتقليص حجم الورم أو تقليل الأعراض. أما في المراحل المتقدمة، فقد يُستخدم العلاج التلطيفي لتحسين جودة حياة المريض.

للوقاية من هذه الأنواع من السرطان، يُنصح بتبني نمط حياة صحي يشمل نظامًا غذائيًا متوازنًا غنيًا بالفواكه والخضروات، والحفاظ على وزن صحي لتقليل خطر تكون الحصى المرارية. كما يُنصح بتجنب التعرض للمواد الكيميائية الضارة ومعالجة الالتهابات المزمنة في الكبد والقنوات الصفراوية في وقت مبكر.

في النهاية، يُعتبر سرطان المرارة والقنوات الصفراوية من الأمراض التي تتطلب وعيًا كبيرًا بأعراضها وعوامل الخطر المرتبطة بها. التشخيص المبكر يمكن أن يؤدي دورًا حاسمًا في تحسين فرص العلاج والنجاة، لذا من المهم استشارة الطبيب عند ظهور أي أعراض غير طبيعية أو وجود تاريخ عائلي مع الأمراض الصفراوية.

الأكثر قراءة

حزب الله يُحذر من الخروقات «الإسرائيليّة»: للصبر حدود الجولاني مُستقبلا جنبلاط: سنكون سنداً للبنان