اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تمثل صحة القلب ركيزة أساسية لصحة الإنسان العامة، ومع ذلك، تشير الدراسات الحديثة إلى وجود عمر محدد يُعد حاسماً في تدهور صحة القلب، وهو ما يستدعي زيادة الوعي والاهتمام بالصحة منذ مراحل الطفولة المبكرة.

أجرى فريق من الباحثين دراسة مكثفة شملت بيانات صحية لأكثر من 1500 طفل تتراوح أعمارهم بين 3 و16 عاماً في ولاية ماساتشوستس الأميركية. وقد ركزت الدراسة على مجموعة من العوامل المؤثرة في صحة القلب، مثل النظام الغذائي والنشاط البدني ومدة النوم وضغط الدم ومؤشر كتلة الجسم (BMI)، بالإضافة إلى التعرض للتدخين بما في ذلك التدخين السلبي. وأظهرت نتائج الدراسة أن صحة القلب تبدأ في التدهور اعتباراً من سن العاشرة. وقد توصل الباحثون إلى أن هذا التدهور يرتبط بعدة عوامل منها تزايد السمنة لدى الأطفال وانخفاض مستويات النشاط البدني والتعرض المتزايد لعوامل الخطر مثل التدخين السلبي وعادات النوم غير الصحية.

يشير الخبراء إلى أن تدهور صحة القلب في مرحلة الطفولة يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب المزمنة في مرحلة البلوغ، مثل ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين والنوبات القلبية والسكتات الدماغية. يوضح الأطباء أن هذه المشكلات الصحية تنشأ نتيجة تراكم عوامل الخطر منذ الصغر، مما يؤدي إلى ضعف أداء القلب والأوعية الدموية بمرور الوقت. وأكدت الدراسات أن الأطفال الذين يعانون من السمنة أو قلة النشاط البدني يتعرضون لتغيرات مبكرة في جدران الأوعية الدموية، مما يسرع من ظهور مشاكل مثل تصلب الشرايين. كما أن التعرض للتدخين السلبي يمكن أن يرفع من مستويات الكوليسترول الضار ويزيد من الالتهابات في الجسم، ما يشكل خطراً مباشراً على صحة القلب.

لتجنب هذه المشكلات، يُوصي الخبراء باتخاذ خطوات وقائية مبكرة تهدف إلى تعزيز النشاط البدني وتشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة يومياً، حيث تلعب الرياضة دوراً مهماً في تحسين كفاءة الدورة الدموية وتقوية عضلة القلب. كما يُنصح بالتركيز على اتباع نظام غذائي صحي يتضمن وجبات متوازنة غنية بالخضروات والفواكه والبروتينات الصحية مع تقليل السكريات والدهون المشبعة، ما يساهم في الحفاظ على وزن صحي وتقليل الضغط على القلب. إضافة إلى ذلك، يُعد النوم الكافي ضرورياً للحفاظ على استقرار مستويات الهرمونات المرتبطة بالجوع والشبع، مما يساعد في تقليل احتمالات زيادة الوزن.

إنّ حماية الأطفال من التدخين السلبي يُعتبر من الخطوات الحيوية، وذلك من خلال منع التدخين في المنازل والمناطق التي يتواجدون فيها، حيث أثبتت الدراسات أن التعرض للتدخين السلبي يزيد من احتمالات الإصابة بأمراض القلب بنسبة كبيرة. وأخيراً، تُوصى المتابعة الطبية المنتظمة لقياس ضغط الدم ومؤشر كتلة الجسم وفحص مستويات الدهون في الدم، حيث تساعد هذه الفحوصات في الكشف المبكر عن أي مشكلات صحية واتخاذ التدابير المناسبة لعلاجها في الوقت المناسب.

 

الأكثر قراءة

حزب الله يُحذر من الخروقات «الإسرائيليّة»: للصبر حدود الجولاني مُستقبلا جنبلاط: سنكون سنداً للبنان