السوائل الزائدة تهدد صحتك... تعرف على الأسباب!

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

احتفاظ الجسم بالسوائل، أو الوذمة، هو حالة شائعة تتميز بتراكم السوائل الزائدة في أنسجة الجسم، وغالبًا ما يتجلى في تورم الأطراف، وخاصة الساقين والقدمين. يحدث هذا التورم عندما يحتفظ الجسم بالسوائل أكثر مما يمكنه التخلص منه بفعالية. يمكن أن تساهم عدة عوامل في احتباس السوائل، بما في ذلك الحالات الطبية الكامنة، والعادات الغذائية، وبعض الأدوية.

من بين الحالات الطبية الرئيسية المرتبطة باحتباس السوائل أمراض القلب. عندما يضعف القلب، يكافح لضخ الدم بكفاءة، مما يؤدي إلى تراكم السوائل في الرئتين وأجزاء أخرى من الجسم. يمكن لأمراض الكلى أيضًا أن تساهم في احتباس السوائل، حيث تلعب الكلى دورًا حيويًا في تصفية النفايات والسوائل الزائدة من الدم. إذا كانت وظائف الكلى تضعف، فقد يحتفظ الجسم بالصوديوم والماء الزائدين. يمكن لأمراض الكبد أيضًا أن تعطل توازن السوائل في الجسم، حيث يلعب الكبد دورًا حيويًا في إنتاج البروتينات التي تساعد على الحفاظ على مستويات السوائل المناسبة داخل الأوعية الدموية. كما يمكن أن يؤدي قصور الأوردة، وهي حالة تفشل فيها الأوردة في إعادة الدم من الأطراف السفلية إلى القلب بكفاءة، إلى تراكم السوائل في الأطراف السفلية.

يمكن أن تساهم حالات طبية أخرى في احتباس السوائل، بما في ذلك الحمل، ومتلازمة ما قبل الحيض، والحروق. خلال الحمل، يزداد حجم الدم في الجسم بشكل كبير، مما قد يزيد من خطر احتباس السوائل، خاصة في الساقين والقدمين. يمكن أن تؤدي التقلبات الهرمونية، وخاصة ارتفاع مستويات البروجسترون، إلى احتباس السوائل في الأيام التي تسبق الحيض. يمكن للحروق الشديدة أن تعطل توازن السوائل في الجسم، مما يؤدي إلى فقدان السوائل الكبير واحتباس السوائل اللاحق أثناء محاولة الجسم للتعويض.

كما تلعب العادات الغذائية أيضًا دورًا مهمًا في احتباس السوائل. يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول الملح إلى احتباس الصوديوم في الجسم، مما يؤدي بدوره إلى احتباس الماء. في المقابل، يمكن أن يساهم نقص البروتين أيضًا في احتباس السوائل حيث يلعب البروتين دورًا حيويًا في الحفاظ على توازن السوائل المناسب داخل الأوعية الدموية.

يمكن أن يكون لبعض الأدوية أيضًا تأثير جانبي يتمثل في احتباس السوائل. يمكن لبعض أدوية ضغط الدم، مثل حاصرات قنوات الكالسيوم ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE)، أن تسبب احتباس الصوديوم والماء في الجسم. يمكن أن يكون للأدوية الستيرويدية وبعض أدوية السكري أيضًا آثار جانبية مماثلة.

هذا ويمكن أن تساهم عوامل نمط الحياة أيضًا في احتباس السوائل. يمكن أن يؤدي الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة إلى زيادة ضغط الدم في الأطراف السفلية، مما يؤدي إلى تراكم السوائل. يمكن أن يؤدي التعرض للحرارة أيضًا إلى زيادة فقدان السوائل من خلال التعرق، مما يدفع الجسم إلى الاحتفاظ بالمزيد من السوائل.

يتضمن تشخيص احتباس السوائل عادةً الفحص البدني، ومراجعة التاريخ الطبي، والاختبارات الطبية ذات الصلة. قد تشمل هذه الاختبارات اختبارات البول للتحقق من وجود البروتين أو الدم في البول، واختبارات الدم لتقييم مستويات البروتين والألبومين، واختبارات التصوير مثل الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية لتقييم وظائف القلب والكلى، واختبارات أخرى حسب الحاجة.

 

إلى ذلك، يعتمد علاج احتباس السوائل على السبب الكامن وراءه. قد يتضمن العلاج معالجة الحالة الطبية الكامنة، مثل علاج أمراض القلب أو الكلى. يمكن أن تكون التعديلات الغذائية، مثل تقليل تناول الملح وزيادة تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، مفيدة أيضًا. يمكن أن تساعد التغييرات في نمط الحياة، مثل ممارسة الرياضة بانتظام وتجنب فترات الوقوف أو الجلوس الطويلة، على تحسين الدورة الدموية وتقليل تراكم السوائل. في بعض الحالات، قد يتم وصف أدوية مثل مدرات البول للمساعدة على التخلص من السوائل الزائدة.

يتضمن الوقاية من احتباس السوائل الحفاظ على نمط حياة صحي، بما في ذلك اتباع نظام غذائي متوازن منخفض في الملح وغني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة. يمكن أن يساعد ممارسة الرياضة بانتظام والحفاظ على وزن صحي وتقليل استهلاك الكحول أيضًا على تقليل خطر احتباس السوائل.