اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

محمد علوش

منذ اليوم الأول لبدء الحرب العدوانية "الإسرائيلية" على غزة، حدّد رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو أهدافه برسم "شرق أوسط جديد"، وكانت الأحداث في لبنان وبعده في سوريا جزءا من هذا المشروع، الذي لا يكتمل بحسب مصادر سياسية بارزة، سوى بوصول نتانياهو إلى إيران، وهو ما كان ولا يزال المسعى الرئيسي لكل ما يقوم به.

عندما استهدف اليمن "تل أبيب" بصارخ فرط صوتي، برز صوت رئيس جهاز الاستخبارات "الإسرائيلي" ديفيد برنياع، موصياً المستوى السياسي خلال مناقشات أمنية، بمهاجمة إيران بشكل مباشر، لا الاكتفاء بتنفيذ ضربات ضد الحوثيين، على اعتبار أن ضرب الرأس اهم من ضرب الأذرع، وهو ما يُعيد السؤال حول ضرب إيران إلى الواجهة من جديد.

هذا التمهيد "الاسرائيلي" لضرب إيران لم يتوقف على "الإسرائيليين" وحسب، ففي الولايات المتحدة الأميركية، بحسب المصادر، يجري التمهيد أيضاً، إذ قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أن "إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تشعر بالقلق من سعي إيران التي اعتراها الضعف إلى امتلاك سلاح نووي"، وتُشير المصادر إلى أن في "إسرائيل" واميركا فكرة مفادها، ان الضربات التي تعرضت لها إيران بشكل مباشر، أو الضربات التي تعرضت لها القوات الحليفة لها والمنتشرة في المنطقة، قد تجعلها تسرع من خطواتها في سبيل الوصول إلى القنبلة النووية.

إن هذا التمهيد لضرب المشروع النووي الإيراني يعكس تهديداً جدياً، تحاول إيران من جهتها تقليصه من خلال الموافقة على زيادة إجراءات المراقبة، التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذ تكشف المصادر أن طهران وافقت على زيادة وتيرة المراقبة الأسبوع الماضي، في محاولة منها لتأكيد عدم نيتها إنتاج السلاح النووي، ومنع الأميركيين من اتخاذ معارضتها للتفتيش ذريعة لمهاجمة مشروعها.

وبحسب المصادر، فإن بعض الاوساط في المنطقة ترى أن إيران حمت مشروعها النووي من خلال رفض الدخول في حرب شاملة، رغم ضرب حركة حماس بقوة وحزب الله في لبنان وإسقاط نظام بشار الاسد في سوريا وإخراجها منها، مشيرة إلى أن هذه القراءة قد لا تنسجم مع الواقع، إذ ان "الإسرائيليين" يعتبرون أن ما حصل مع إيران كان بفضل القوة "الإسرائيلية" لا الاتفاقات ولا التفاوض الاميركي – الإيراني.

وترى المصادر أن الهدف "الإسرائيلي" بضرب إيران واضح، إنما ما ليس واضحاً هو كيفية تعاطي ترامب مع هذا الملف، وإذا كان سيسمح ويشارك بضرب المشروع النووي الإيراني، أم أنه يستخدم الترهيب من أجل فرض شروطه في أي تسوية نووية مقبلة مع طهران، مشددة على أن هناك فكرة أميركية تقول ان الضغوط على إيران والخسائر التي لحقت بها، ستجعلها مستميتة للوصول إلى اتفاق نووي جديد مع الاميركيين، وسيكون الاتفاق الجديد كتوقيع على بياض على كل الشروط الأميركية.

سباق بين القوة العسكرية والضغوط السياسية بما يتعلق بالملف الإيراني، وهناك خشية من أن يتم التلاعب بطهران، كما حصل سابقاً أكثر من مرة خلال الحرب "الإسرائيلية" على غزة ولبنان، وعندئذ قد تدفع إيران ثمناً باهظاً، لتراجعها وتصديقها للوعود الأميركية. 

الأكثر قراءة

«اسرائيل» تعربد جنوبا: سقوط الضمانات الدولية واستفزاز للمقاومة وقف النار يهتز في وادي الحجير وحكمة حزب الله لن تستمر طويلا؟ «اختبار» رئاسي لقائد الجيش في الرياض «والقوات» تنتقد المعارضة