اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


منذ بدء سريان مفعول وقف إطلاق النار في لبنان، و"الإسرائيلي" كعادته لا يحترم إتفاقاً ويتمادى بخروقاته، فما لم يستطع فعله خلال الحرب وأثناء تصدي مجاهدو المقاومة له، ومنعه من السيطرة على قرية واحدة بفترة تتجاوز الخمسين يوماً، يُحاول اليوم فعله. بالمقابل تُعطي المقاومة مجالاً للجيش اللبناني والدولة واليونيفل واللجنة الدولية، لكي يضعوا حداً لهذه الخروقات لإيقافها والإلتزام بالإتفاق.

ففي هذه المرحلة قام حزب الله بعملية عسكرية واحدة في مزارع شبعا، كان هدفها إيقاظ اللجنة الدولية ودفعها للتحرّك لمنع خرق الإتفاق، تحرّكت وقتها لجنة المراقبة التي يرأسها أميركي، لكن التمادي "الإسرائيلي" لم يتوقف حتى اللحظة، لعلّه يُحاول فرض معادلة قبل انتهاء مهلة الستين يوماً، لكن يبقى السؤال هل يستطيع فعل ذلك؟!..

تقول مصادر مطلعة انه الى جانب الإتفاق، توجد ورقة بين الأميركي و"الإسرائيلي" هي بمثابة ضمانات من الأول للثاني لا تُلزِم لبنان، لكن على ما يبدو تُشكِّل ضغطاً عليه بفعل القوة، لكن يبقى السؤال هل يريد الأميركي فعلاً إنهاء هذا الملف، ويريد مرحلة استقرار في لبنان كما يُشيع؟ أم أنه بذلك يُعطي مبرراً كبيراً للمقاومة بفرض منطقها وبقائها وخيارها، ويُعزِّز بذلك وجهة نظرها بحماية البلد؟؟ فبهذه الحالة تُسجِّل المقاومة نقطة لصالحها، بالمقابل يُناقض الأميركي ما يُروِّج له في الداخل اللبناني.

لا يُخفى على أحد أن أحد المؤشرات السلبية أو التشكيكية بالنوايا "الإسرائيلية"، هي عدم إعادة مستوطني الشمال رغم أنها تحمل وجهين وفق المصادر:

- الأول: الإنتظار حتى انتهاء مهلة الستين يوماً لطمأنتهم.

- الثاني: وجود نوايا "إسرائيلية" خبيثة غير مُعلَنة.

فالعدو باعتداءاته يتحجج بعوامل أمنية، وبتأخير انسحابه يتحجج ببطىء انتشار الجيش اللبناني في الجنوب، لكن ما هو واضح أن العدو بما يفعله في المناطق الحدودية من تدمير، يُصعِّب بذلك على الناس العودة ويَزيد من تكلفة إعادة الإعمار.

حتى اللحظة تقول مصادر مطلعة، إنه لا يوجد موقف رسمي "إسرائيلي" واحد له علاقة بما يرتكبه جيش الإحتلال في جنوب لبنان، لأنه بما يرتكبه من اعتداءات إذا استمرت وكانت لديه نوايا بعدم الإنسحاب، يعني أن لديه مشكلة مع الإتفاق الذي يُلزمه بالإنسحاب من الأراضي اللبنانية، فتُسجِّل لجنة المراقبة إلتزام الجانب اللبناني بالإتفاق وخرقه من قبل العدو الإسرائيلي، وبذلك تُصبح مشكلته مع الأميركي ومعها، وإذا كان مُقرَراً القيام بدورها كما يجب، فيُصبح بذلك وضعه القانوني صعباً، وليس لديه حجة ومبرِّر لاعتداءاته، خاصة إذا لم تُعطِ المقاومة أي ذريعة له، أما إذا مرّت الستين يوماً، ولم يكن هناك موقف واضح للجنة المراقبة، فعندها يأتي دور السؤال عمّا ستفعله المقاومة حينها؟!

حتى الآن، تُعطي المقاومة فرصة للدولة اللبنانية بتولي المهمة، والقيام بدورها الطبيعي لحماية لبنان من أي عدوان واحتلال حفظاً لوجوده وسيادته، فإذا عجزت الدولة والجيش اللبناني عن القيام بهذه المهمة، عندها يأتي دور المقاومة للقيام بواجب الدفاع عن أرضها وفق مصادر مطلعة، فعندها مَن سيَتحمّل مسؤولية تدهور الوضع الأمني في الجنوب؟! وما هو موقف لجنة المراقبة؟! هنا تظهر حقيقة النوايا الأميركية، وإذا كانت متطابقة مع النوايا "الإسرائيلية" التي تُحاول فرض معادلة في الجنوب إن لم تكن بالبقاء، على الأقل تمنحها حرية الحركة فوق الأراضي اللبنانية، وهذا ما تريده "إسرائيل". لكن يبقى السؤال الأهم ما الذي ستَفعله المقاومة؟! والذي لا يمكن الإجابة عليه، وإنما رؤيته لحظة تُقرِّر هي ذلك...

الأكثر قراءة

«اسرائيل» تعربد جنوبا: سقوط الضمانات الدولية واستفزاز للمقاومة وقف النار يهتز في وادي الحجير وحكمة حزب الله لن تستمر طويلا؟ «اختبار» رئاسي لقائد الجيش في الرياض «والقوات» تنتقد المعارضة