السياديون والممانعون جميعهم ينتظرون كلمة السر من الخارج، لاتمام الاستحقاق الرئاسي، بعد شغور لمدة سنتين وبضعة اشهر، وربما لمدة اطول اذا تعقدت الظروف مجدداً.
المضحك المبكي ان "السياديين" يزايدون على الممانعين بالوطنية وبالسيادة وحرية القرار، في حين ان هؤلاء "السياديين" ينتظرون ايضا حصول تسويات خارجية، تنعكس ايجابا على الوضع الداخلي اللبناني، كي يقرروا هوية رئيس الجمهورية الجديد.
وعليه، لا يزال ملف انتخاب رئيس للبنان امراً خارجيا، رغم كل التطورات التي حصلت في المنطقة، بدءا من توقيع اتفاق وقف اطلاق النار جنوبا، مرورا بالتزام حزب الله بتطبيقه وسحب سلاحه من جنوب الليطاني، وصولا الى سقوط نظام الاسد في سوريا، وتسلم سلطة جديدة الحكم.
وخلاصة القول ان المعارضة اللبنانية التي اعتبرت ان التغييرات التي طرأت في الشرق الاوسط تصب لمصلحتها، وان هذا الامر سيجعل الانتخابات الرئاسية "سيادية" اي بقرار لبناني داخلي، بعد ان جاهروا بان المقاومة ومن يدعمها صادرت قرار انتخاب رئيس للجمهورية من البرلمان اللبناني، رابطة اياه بمسائل اقليمية.
نرى اليوم ان هذه القوى "السيادية" غير قادرة على حسم خيارها في ترشيح شخصية معينة للرئاسة الاولى، وهذا طبعا يعود لارتباطات خارجية واقليمية ايضاً.
ونسمع ان بعض الافرقاء يترقبون عن كثب منحى الرياح الاميركية، ليبنوا على الشيء مقتضاه في ملف الاستحقاق الرئاسي، في حين يعول البعض الآخر على تراجع الدور الايراني نسبيا في لبنان، ليطرح شروط ومواصفات لهوية الرئيس الجديد، تتماهى مع سياستهم.
ولكن طبعا كما هو واضح ان مفتاح الحل لانتخاب رئيس للجمهورية هي كلمة سر تأتي همسا في اذن نوابنا لينتخبوا رئيساً.
هكذا لم نستفد من اي تغيير حصل حولنا، ولم نتحرر من قيود كان بامكاننا ان نتحرر منها، نظرا الى الفرصة التاريخية الماثلة امام وطننا، منها دخول سوريا في مرحلة سياسية انتقالية، مما يخفف التأثير السوري التقليدي في مجرى الامور في لبنان، وتوازيا مع قوة المقاومة التي تحجّم النفوذ الاميركي التوسعي في لبنان، بحيث يكون لبنان وللمرة الاولى في جو سياسي متوازن داخليا.
وبمعنى آخر، يسود جو سياسي عادل في لبنان، فاذا قرأت الاحزاب كلها المؤشرات جيدا، ترى ان وجهة الامور تذهب نحو مرحلة معتدلة من الحياة السياسية اللبنانية، بعد ان شهدت انقساما حادا بين الافرقاء السياسيين. ولكن وللاسف لا يبدو ان نوابنا يريدون "تغيير عاداتهم... كي لا تقل سعادتهم"، في حين ان هذه المرحلة الحساسة تشكل فرصة للتغيير الايجابي في لبنان، بحيث يتعين على الجميع التعامل بتواضع وبعقلانية، اضافة الى التحلي بقيادة وطنية عميقة، بعيدة عن الكيدية السياسية، وقادرة على تعزيز "الشراكة" اللبنانية الداخلية.
لكن هل مَن يتلقف هذه الفرصة الذهبية للبنان، ويأخذه الى التطور والى ارسال نهج استقلالي جديد؟ ام ستستمر معظم القوى السياسية في اعتماد توجه فكري فاشل ومتخلف، يزيد من اوضاع لبنان المريرة؟
يتم قراءة الآن
-
ابعد من الدعم...زيارة سلام للسعودية تؤسس لما بعد انتخابات 2026؟ هذا المطلوب لرفع حظر سفر السعوديين ومساع حثيثة تنطلق قريبا!
-
صورة بمعاني مهمة وراء الشيخ نعيم قاسم
-
هل عادت الكلمة للشارع... من طريق المطار الى ساحة الشهداء الحريري يكسب الرهان الشعبي... والحزب "يهز العصا"
-
كوريا الشمالية: على أميركا التخلي عن تهديداتها العسكرية إذا كان لديها مخاوف بشأن سلامة أراضيها
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
17:14
وزير خارجية إيران: مستعدون لمفاوضات غير مباشرة مع أميركا بعيدا عن التهديدات
-
16:51
الراعي عن مطار القليعات: من الضروري أن يكون هناك مطار ثانٍ وثالث
-
16:49
البطريرك الراعي بعد لقائه الرئيس عون: تحدّثنا في الأمور العامّة ولم نتطرّق إلى موضوع الإعتداءات الإسرائيليّة على بعض البلدات اللبنانيّة
-
16:48
الراعي عن الانتخابات في بيروت: نتمنى أن يكون هناك نصوص تحترم التنوع ونتمنى أن يكون هناك اتفاق مكتوب في بيروت أفضل من أن يكون الاتفاق شفهيًا
-
16:22
رويترز عن مصادر فرنسية: ماكرون سيجتمع اليوم مع وزراء لبحث الملف النووي الإيراني
-
16:21
رئاسة الجمهورية: الرئيس عون يلتقي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في قصر بعبدا
