اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


الخصية المعلقة هي حالة طبية شائعة تصيب بعض الأطفال الذكور عند الولادة، حيث تكون إحدى الخصيتين أو كلتاهما غير موجودة في مكانها الطبيعي داخل كيس الصفن. تعد الخصيتان جزءًا مهمًا من الجهاز التناسلي الذكري، ومكانهما الطبيعي هو الكيس الجلدي أسفل البطن المعروف بالصفن. عندما تكون الخصية معلقة، فهذا يعني أنها لم تنزل بعد إلى الصفن وظلت في مكان أعلى داخل البطن أو في القناة التي تربط البطن بالصفن. على الرغم من أن هذه الحالة قد تبدو مقلقة، إلا أنها غالبًا ما تُشخص مبكرًا ويمكن علاجها بطرق بسيطة وفعّالة. هذه الحالة شائعة نسبيًا بين المواليد الذكور، حيث تحدث في حوالى 3% إلى 4% من الحالات عند الولادة، وتصبح أقل شيوعًا مع تقدم الطفل في العمر.

في معظم الأحيان، يتم اكتشاف الخصية المعلقة أثناء الفحص الطبي الروتيني بعد الولادة. من أبرز العلامات التي تشير إلى وجود هذه الحالة هو عدم وجود إحدى الخصيتين أو كلتيهما في كيس الصفن، ما يجعل الكيس يبدو فارغًا أو غير متناظر. قد تكون الخصية قابلة للجس في منطقة أعلى الفخذ أو داخل القناة الإربية، وفي بعض الحالات قد تكون غير قابلة للجس إذا كانت عالقة داخل البطن. في بعض الأحيان، قد لا تظهر الأعراض بوضوح حتى يكبر الطفل، ما يستدعي مراقبة طبية دقيقة للتأكد من نزول الخصية في الوقت المناسب.

تعد الخصية المعلقة مشكلة طبية تستدعي الاهتمام، إذ يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات صحية إذا لم تُعالج في الوقت المناسب. أولاً، يؤدي بقاء الخصية داخل البطن إلى تعرضها لدرجات حرارة أعلى من درجة حرارة الصفن، مما قد يؤثر على قدرتها على إنتاج الحيوانات المنوية مستقبلاً، وبالتالي يؤثر على خصوبة الطفل عند البلوغ. ثانيًا، تزيد الخصية المعلقة من خطر الإصابة بسرطان الخصية مقارنة بالخصية التي نزلت إلى مكانها الطبيعي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تسبب هذه الحالة مشاكل نفسية واجتماعية عند الطفل نتيجة المظهر غير الطبيعي للصفن أو الخوف من تأخر التشخيص والعلاج.

لحسن الحظ، يمكن علاج الخصية المعلقة بفعالية إذا تم تشخيصها مبكرًا، مما يزيد من فرص نجاح العلاج وتجنب المضاعفات المستقبلية. في بعض الحالات، قد تنزل الخصية تلقائيًا إلى الصفن خلال الأشهر الأولى من حياة الطفل، إذ يحدث ذلك بشكل طبيعي في حوالى 80% من الحالات التي يتم اكتشافها في الأسابيع الأولى بعد الولادة. ومع ذلك، إذا لم تنزل الخصية بحلول عمر ستة أشهر، يصبح التدخل الطبي ضروريًا لتفادي المضاعفات المحتملة.

يتمثل العلاج الأكثر شيوعًا في إجراء عملية جراحية تُسمى "التثبيت الخصوي"، والتي يتم خلالها نقل الخصية إلى مكانها الطبيعي في الصفن وتثبيتها هناك باستخدام غرز جراحية. تُعتبر هذه العملية فعالة جدًا وتُجرى عادةً في سن مبكرة، مما يساعد على ضمان وظيفة الخصية الطبيعية وتجنب الآثار الجانبية على الخصوبة في المستقبل. يُنصح بإجراء العملية بين 6 إلى 18 شهرًا من العمر، حيث يُعتقد أن التدخل المبكر يساهم في زيادة فرص نجاح العملية ويقلل من خطر التأثير في قدرة الخصية على إنتاج الحيوانات المنوية.

 

في حالات نادرة، يمكن أن يُستخدم العلاج الهرموني لتحفيز نزول الخصية إلى الصفن، ويشمل ذلك استخدام هرمونات معينة مثل هرمون (hCG) أو (GnRH)، ولكن هذا الخيار يُعتبر أقل شيوعًا مقارنة بالجراحة ولا يحقق  النتائج المستدامة نفسها على المدى الطويل.

أما بالنسبة للوقاية، فليس هناك طريقة مؤكدة لمنع حدوث الخصية المعلقة، حيث إنها غالبًا ما تحدث نتيجة عوامل وراثية أو تشوهات خلقية. ومع ذلك، يمكن اتخاذ بعض الاحتياطات لتقليل المخاطر. على سبيل المثال، من المهم مراقبة نمو وتطور الطفل في الأشهر الأولى بعد الولادة، والتأكد من أن جميع الفحوصات الروتينية تتم بشكل منتظم للكشف عن أي مشاكل صحية قد تطرأ. يُنصح أيضًا بالمتابعة مع الطبيب في حال وجود أي تاريخ عائلي للحالات المماثلة، حيث يمكن أن يكون هناك استعداد وراثي للإصابة بالخصية المعلقة.

الأكثر قراءة

دعم دولي لولادة حكومية قيصرية بثقة متواضعة الدوحة تعود الى بيروت من جديد... دعم للمؤسسات ونفط وغاز واشنطن لنتنياهو: لاستبعاد خيار تجدد المعارك في لبنان