اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

سلطت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الضوء على الفشل الإسرائيلي في حسم الحرب على قطاع غزة، مؤكدة أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ستظل فاعلة ومتجددة حتى في حال التوصل إلى الاتفاق الوشيك لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وتناول المحلل العسكري يوآف زيتون في مقاله معالم الفشل الإسرائيلي في حرب الإبادة على غزة، والتي تتمثل بعدم تحديد أهداف إستراتيجية واضحة للحرب، مما يزيد حجم الخسائر العسكرية ويؤدي إلى استمرار الحرب بلا أفق.

كما أوضح أن افتقار الحكومة الإسرائيلية إلى الشجاعة السياسية لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن غزة وغياب بديل حقيقي لحماس يتركان إسرائيل أمام تهديد مستمر قد يتفاقم في المستقبل.

وبدأ زيتون مقاله بتقدير الجيش الإسرائيلي أن القتال ضد حماس سيستأنف في المستقبل المنظور بمجرد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى، لأن "إسرائيل" لن تتمكن من نزع سلاح الحركة التي ستظل تهديدا "يجب محاربته".

ونقل عن مصادره في الجيش القول "حتى لو لم يكن القتال على الأرض في البداية فبعد المرحلة الثانية من الصفقة سيبقى الشريط العازل السميك موطئ قدم للجيش الإسرائيلي، والذي سيكون نقطة انطلاق لغارات في عمق أراضي غزة إذا لزم الأمر".

كذلك، يرى المراسل العسكري أن حماس ستظل تشكل تهديدا عسكريا على المدى الطويل من خلال أنفاقها التي باتت جزءا من بنيتها العسكرية الممتدة لعشرات الكيلومترات تحت الأرض، حيث تعمل على تجميع الأسلحة وتدريب نشطائها.

وبحسب زيتون، فإن الأنفاق والتسليح سيجعلان من المستحيل القضاء على حماس بشكل نهائي في المستقبل القريب، وبالتالي سيتعين على الجيش الإسرائيلي الاستمرار في محاربتها، سواء عبر عمليات عسكرية مباشرة أو من خلال تنفيذ غارات في عمق غزة حتى بعد توقيع أي اتفاق.

كارثة "السماح بالنشر"

بالمقابل، نقل زيتون عن مصادر عسكرية أن الجيش الإسرائيلي يقاتل حاليا في غزة دون هدف حقيقي واستراتيجي، لكنه في الوقت نفسه يدفع ثمنا عاليا من خلال زيادة عدد المقابر العسكرية كل يوم تقريبا.

وعلق على ذلك بالقول "لا يوجد تردد في إرسال المزيد من الجنود إلى موتهم في معارك بلا هدف، كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي أضعف من أن يصرخوا، وأصبح "السماح بالنشر" نوعا من الروتين، وبهذه الطريقة فإن بيت حانون وجباليا مجرد عرض ترويجي لما سيحدث للجنود في غزة وخان يونس".

ويضيف "لأكثر من 6 أشهر لم يعمل الجيش الإسرائيلي على نطاق واسع في مدينة خان يونس أكبر مدن قطاع غزة، لدى حماس قادة متمرسون هناك، مثل قائد لواء رفح محمد شبانة، وتسيطر حماس على مدينة ضخمة ومكتظة بالنازحين هناك، من النصيرات إلى دير البلح إلى ضواحي رفح".

ومضى محلل "يديعوت أحرونوت" في تفصيل الإخفاق الإسرائيلي في غزة على الرغم من قرب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، وقال "لم يدخل الجيش الإسرائيلي بعد إلى مدينة غزة نفسها بأحيائها الكبيرة مثل الشجاعية والدرج والتفاح ومعسكر الشاطئ وحيي الصبرا والرمال وغيرها".

وأضاف "استمرت العملية المتكررة في جباليا وجوارها نحو 4 أشهر وأودت بحياة نحو 60 شخصا في بلدات كان الجيش الإسرائيلي قد دخلها من قبل في نهاية عام 2023، وهناك عدد أكبر من السكان المتبقين في مدينة غزة مما كان عليه في جباليا عشية العملية الحالية، وستكون العملية العسكرية هناك أطول وأكثر صعوبة".


الأكثر قراءة

الفاتيكان يكشف سبب وفاة البابا فرنسيس