على طريق الديار
ما جرى أخيراً يكاد يُسجَّل كأخطر ما أصاب الدور السوري في العالم العربي منذ عقود. اجتماع وزير خارجية سوريا أسعد الشيباني مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، الرجل الأقرب إلى بنيامين نتنياهو وموضع ثقته الأقصى، هو خرق سياسي مدوٍّ بكل المقاييس. ديرمر ليس مجرّد وزير، بل هو العقل الذي يدير مفاوضات إسرائيل الدائمة مع الولايات المتحدة، وظهوره إلى طاولة مع ممثل سوريا يطرح تساؤلات مزلزلة عن معنى «الشرعية» التي تتحدث باسم دمشق.
هذا اللقاء، وإن كان بقرار السلطة الانتقالية في سوريا، ضربٌ مباشر لموقع سوريا القومي ودورها التاريخي. فالعالم العربي، من محيطه إلى خليجه، لم ينظر يوماً إلى سوريا إلا باعتبارها قلب العروبة النابض، وحصنها الأخير. كيف لهذه «الشرعية» أن تجلس إلى طاولة مع ممثل إسرائيل في لحظة يتواصل فيها الاجتياح الإسرائيلي لمدينة غزة، حيث يُهجَّر نحو 900 ألف فلسطيني من عاصمتهم في القطاع تحت القصف الوحشي، ويسقط العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ؟ أيّ شرعية تلك التي تساوي بين دماء الشهداء وبين ابتسامات مصطنعة على موائد باريس؟
الادعاء بأن المباحثات السورية – الإسرائيلية اقتصرت على «الحوادث الأمنية» على الحدود ليس سوى ذريعة واهية. كيف يمكن تبرير هذا الحديث في وقت يحتل فيه الجيش الإسرائيلي جبل الشيخ، ويتقدم إلى مشارف دمشق، ويُحكم قبضته على طريق السويداء حيث الكثافة السكانية الدرزية، مهدداً العاصمة نفسها؟ أية «حوادث» وأي «حدود» في ظل احتلال معلن يتقدّم على الأرض؟
إن ما جرى في باريس ليس سوى تطبيع سوري – إسرائيلي سافر، يفتقر إلى أي غطاء قومي أو أخلاقي، ويشكّل طعنة غادرة في خاصرة المقاومة وفي وجدان الشعوب العربية. إنه انحدار خطير في خطاب «الشرعية» السورية، وانقلاب على تاريخ سوريا الذي سُطِّر بالدماء في مواجهة إسرائيل.
ما حصل ليس في غير محلّه فحسب، بل في خانة الخطيئة القومية التي لا تُغتفر.
«الديار»
يتم قراءة الآن
-
«إسرائيل» تفرض واقعها جنوب لبنان... لا تعهدات ولا ديبلوماسية توقفها قلق من مرافقة السناتور غراهام المتشدد «اسرائيليا» لبرّاك واورتاغوس الى بيروت
-
رقصة الغراب حول جثة نتنياهو
-
القضاء يردّ "إخلاءات السبيل" في ملف كازينو لبنان
-
مسؤول خليجي زار بيروت لساعات والتقى الوفد الأميركي كلمة قاسم حسمت العودة الى ورقة بري - براك؟
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
22:30
عائلات الرهائن "الإسرائيليين": لن نقف مكتوفي الأيدي فالشعب يريد استعادة الرهائن، والحكومة "الإسرائيلية" ليس لديها تفويض شعبي لمواصلة الحرب.
-
22:29
تايمز أوف "إسرائيل": وزير الخارجية غدعون ساعر سيلتقي نظيره الأميركي في واشنطن الأربعاء المقبل.
-
22:28
أكسيوس عن مسؤول "إسرائيلي": رئيس الوزراء سيأمر بإرسال وفد تفاوض عند تحديد مكان انعقاد المحادثات، والوفد "الإسرائيلي" سيتفاوض على كل الرهائن الأحياء والقتلى وإنهاء الحرب وفق شروط "إسرائيل".
-
21:52
حركة المرور طبيعية على جميع الطرقات والتقاطعات وعلى مداخل العاصمة بيروت.
-
21:22
أكسيوس: المبعوث الأميركي توم براك يناقش مع الحكومة الإسرائيلية خطوات موازية لخطوات الحكومة اللبنانية.
-
21:21
أكسيوس: خطة واشنطن تشمل وقفا مؤقتا للغارات وانسحابا تدريجيا من 5 مواقع مقابل خطوات عملية من الحكومة اللبنانية.
