اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



فشلت اسرائيل بتحرير أسراها عسكرياً. وفشل رئيس حكومتها بنيامين نتانياهو بإعادتهم أحياء أو أمواتاً حتى الآن.

بنيامين نتانياهو ليس متحمساً للعمل على إعادة أسرى اسرائيل لدى حماس أحياء! فعملية التفاوض تحد من إرادته في استمرار النار. وهو لم يكن يمانع باستردادهم أمواتاً، ما كان سيسمح له بالإطباق على رفح وعلى ما تبقى من قطاع غزة.

ولكن أهالي حوالى 100 (98 بحسب البعض) أسير من الاسرى الإسرائيليين لدى حماس، الذين لم يعودوا أحياء أو أمواتاً، نجحوا بلي ذراع نتانياهو، ومن خلفه المتطرفين في الحكومة الاسرائيلية إيتمار بن غفير وبسلئيل سموتريتش. وجعل الأهالي حياة أولادهم الأسرى أولية في اسرائيل، على حساب استكمال تدمير غزة.

33 أسيراً اسرائيلياً سيتمّ تحريرهم في المرحلة الأولى. ولكن كم عدد الأحياء منهم؟! الأرقام ما تزال غير واضحة، وان كان من المفترض أن غالبيتهم سيكونون من الأحياء! فإذا كان عدد القتلى المقدر من الأسرى هو حوالى 35 أسيراً يعني ذلك أن عدد الأحياء منهم هو حوالى 63 أسيراً.

فإذا كان عدد الأسرى الاسرائيليين لدى حماس المنتظر إطلاقهم هو أقل من 33 أسيراً من الأحياء، فإن عدد الأسرى الأحياء الباقين لدى حماس سيكون بعد عملية التبادل في المرحلة الأولى هو أكثر من 30 أسيراً سيتمّ التفاوض حولهم في المرحلتين الثانية والثالثة.

أي أنه، وبعملية حسابية بسيطة سيجري إطلاق نصف الأسرى الاحياء تقريباً في المرحلة الأولى، إذا ما صدقت الالتزامات.

التركيز في إطلاق الأسرى الاسرائيليين، من جهة حماس، هو على النساء وعلى كبار السن وعلى الأسرى الذين يعانون من مشاكل صحية، مع تأخير حماس بإطلاق العسكريين وبخاصة الضباط منهم حتى التفاوض الأخير في المرحلة الثالثة، ما لم يكونوا يعانون من مشاكل صحية. إذ أن حماس تدرك أن هؤلاء تحديداً هم ورقتها الرابحة الأساسية في وجه الجيش الإسرائيلي!

اقتنعت اسرائيل بالنهاية بإطلاق آلاف المعتقلين الفلسطينيين لديها في المرحلة الأولى. ومن بينهم عدد كبير من محكومي المؤبد. وقد يتراوح إجمالي عدد المعتقلين الذين ستطلقهم بين 1.500 و 2.500 معتقل!

كما اقتنعت اسرائيل بالانسحاب من محاور نتساريم وفيلادلفيا ومعبر رفح بعد رفضها لذلك لوقت طويل. واقتنعت أن يتواجد جيشها في عمق يتراوح بين 400 و900 متر في محيط القطاع... فقط!

ووافقت اسرائيل على إدخال مئات الشاحنات للغذاء والدواء والخيم... ووافقت على حرية حركة أهل غزة داخل القطاع.

كل ذلك، بسبب أسراها! فعملية الأسر في 7 أكتوبر تبقى أكثر تفاصيل العملية نجاحاً وتأثيراً على سير المعارك، بالإضافة الى الصمود الميداني.

حماس واسرائيل بين المؤقت والنهائي!

ومع ذلك، فإن اسرائيل تعمل على "المؤقت" وحماس تريد "النهائي"!

تريد حماس من المراحل الثلاث التوصل الى نهاية الحرب من دون خسارتها كلياً، أو مع "انتصارها" بصمودها وبوقوفها على قدميها كما تراه من منظارها! ولكن همها الأول هو نجاح المرحلة الأولى لكي تبني إعلام " نصرها" عليه! فحماس ما تزال تواجه وتقصف وتفخخ... وتنزل الخسارات الفادحة بالجيش الاسرائيلي!

ما يعني أن اسرائيل لم تستطع أن تحقق هدفها في أن تبدد مخاطر حماس تجاهها لا حاضراً ولا مستقبلاً.

 في حين تعتبر اسرائيل بقسم كبير منها أن المعركة ستستمر بعد المراحل الثلاث. وهي قد تعود لاستكمال حربها في أي لحظة. خاصة وأنها ستعمل على منع إعادة تسليح حركة حماس، وستعمل على منع تمويل حماس، وعلى منع تمويل غزة بحكم حماس، وستمنع إعادة إعمار غزة من دون حكم جديد للقطاع!

لم تصل الحرب الاسرائيلية - الفلسطينية الى خواتيمها السياسية بعد و"اليوم التالي" في غزة، كما يُنتظر من اسرائيل سيكون أسوأ بكثير من "اليوم السابق" في 6 أكتوبر 2023.

كل ذلك، على الرغم من التكاليف الباهظة لحماس وغزة وأهل غزة، التي قد تصل الى 100.000 شهيد (بعد رفع الردميات)، بينهم أكثر من 20.000 طفل، والى 150.000 جريح ومليوني مهجّر ومئات الآلاف من الأبنية المدمرة، واغتيال القادة يحيى السنوار واسماعيل هنية، وتضحيات لبنان في حرب الإسناد...

كثيرة هي التعقيدات في اتفاق غزة بين حماس وبين الحكومة الاسرائيلية، وإن كانت تجري في ظل إرادة أميركية لإنهاء الحرب مع تنصيب الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب.

ولكن غزة بعد إطلاق آخر أسير اسرائيلي لن تكون كما قبله! فهل تتجدد الحرب فيها أم تكون الضفة هي وجهة الجيش الإسرائيلي المقبلة؟!

* كاتب ومحلل سياسي

الأكثر قراءة

العالم يترقب مُفاجآت ترامب... مصالح «أميركا أولاً» أسبوع حاسم جنوباً...غموض «إسرائيلي» والمقاومة تحذر توزيع نهائي للحقائب الأساسيّة... ولادة قريبة للحكومة