اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

ارتفع عدد الشهداء في الهجوم الواسع الذي أطلقته قوات الاحتلال الإسرائيلي على جنين شمالي الضفة الغربية، امس، تحت اسم "الجدار الحديدي"، فيما دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى النفير العام. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 8 فلسطينيين وإصابة أكثر من 35 آخرين في عدوان الاحتلال الإسرائيلي على جنين. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن قوات الاحتلال تمنع طواقمه من الوصول إلى المصابين داخل مخيم جنين.

ومن المتوقع أن يرتفع عدد الشهداء أكثر من ذلك لوجود إصابات خطرة، وفقا لما ذكره الطبيب بهاء يحيى من مستشفى الرازي في جنين. وأشار الطبيب إلى أن المستشفى قام بمعالجة إصابات لأطفال بعمر سنة.

في غضون ذلك، أفادت مصادر محلية بسماع دوي انفجار ضخم في محيط المخيم، وقالت إن هناك تحليقا مكثفا لمروحيات الاحتلال فوق جنين ومخيمها، تزامنا مع اقتحام واسع وحصار للمنطقة. وأصيب فلسطيني برصاص قناص إسرائيلي في شارع المحطة بمدينة جنين، وفقا لتلك المصادر، فيما قصفت مسيّرات إسرائيلية موقعا في مخيم جنين.

وفي وقت سابق، قالت المصادر المحلية للجزيرة إن جيش الاحتلال أغلق مداخل مخيم جنين ومخارجه بشكل كامل، وبدأت جرافات الاحتلال تدمير بنى تحتية في المخيم.

المقاومة تدعو للنفير

من جانبها، دعت حركة حماس إلى "النفير العام والتصدي لعدوان الاحتلال الواسع في جنين وإسناد المقاومين لمواجهة البطش الصهيوني". وقالت الحركة إن "سلوك أجهزة السلطة التي انسحبت من محيط مخيم جنين بالتزامن مع بدء عملية الاحتلال يثير الاستغراب". وكذلك، دعت حركة الجهاد الإسلامي أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة إلى "التصدي بكل الوسائل للحملة المجرمة وإفشال أهدافها". وقالت الحركة إن هذه الحملة "حلقة بسلسلة الإبادة التي يشنها الكيان الغاصب ضد شعبنا.

وكانت مصادر محلية قالت إن أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية انسحبت من محيط مخيم جنين بعد بدء الاقتحام الإسرائيلي، ووفقا لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، فقد طلب الجيش الإسرائيلي من قوات السلطة الانسحاب من المنطقة قبل بدء الاقتحام.

أهداف الاحتلال

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان، إطلاق عملية عسكرية بجنين من أجل "استئصال الإرهاب". وأضاف أن العملية "واسعة ومهمة" وتهدف لتعزيز الأمن وحماية المستوطنين في الضفة.

كذلك، أكد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أن عملية "الجدار الحديدي" ستكون حملة قوية ومتواصلة ضد "عناصر الإرهاب"، بهدف حماية المستوطنين وأمن "إسرائيل". وأضاف أن العملية تأتي ضمن تغيير مفهوم الأمن في الضفة الغربية، بعد التطورات في غزة ولبنان، بهدف "القضاء على الإرهاب في المنطقة ككل".

وتأتي العملية ضمن حملة تصعيد واسعة بدأها الاحتلال بقواته ومستوطنيه في الضفة الغربية، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن هذه الحملة تعكس الوعود التي قدمها نتنياهو إلى وزراء اليمين المتطرف لإقناعهم بعدم الانسحاب من الحكومة بسبب اتفاق غزة.

وأوضحت القناة الـ14 الإسرائيلية أن العملية في جنين انطلقت بقرار من المستوى السياسي في أعقاب الاجتماع، الذي عقده المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) يوم الجمعة الماضي، لإقرار الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة.وذكرت القناة أن الكابينت قرر في ذلك الاجتماع إدراج الضفة الغربية ضمن أهداف الحرب.

ترحيب اسرائيلي

في غضون ذلك رحبت أطراف إسرائيلية بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإلغاء عقوبات على مستوطنين متورطين بأعمال عنف في الضفة الغربية، بينما نددت السلطة الفلسطينية بالقرار واعتبرته تشجيعا لـ"غلاة المستوطنين لارتكاب مزيد من الهجمات. وشكر وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ترامب على ما وصفه بقراره العادل، وقال إن الرئيس الأميركي أكد "موقفه الثابت وغير القابل للمساومة إلى جانب دولة إسرائيل" معتبرا أنّ العقوبات "تدخل أجنبي خطير في الشؤون الداخلية الإسرائيلية".

وقال سموتريتش إن" إسرائيل" تتطلع إلى "استمرار التعاون المثمر لتعزيز أمنها القومي وتوسيع الاستيطان في جميع أنحاء أرض إسرائيل".

بدوره اعتبر وزير الأمن المستقيل إيتمار بن غفير القرار تصحيحا لما قال إنّه ظلم استمر سنوات. وقال بن غفير إنّه يترقب الآن تغييرا في السياسة تجاه حركة حماس "بشكل لا يسمح لها بالحصول على الأكسيجين والصفقات التي تساعدها على الاستمرار في عملياتها".

أما رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة يوسي داغان، فقال إنّ القرار رسالة سياسية بأنّ الولايات المتحدة عادت لتكون صديقة ل"إسرائيل". واعتبر داغان أنّ قرار ترامب يظهر الفرصة التاريخية المتاحة للحكومة الإسرائيلية ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، سواء في الضفة أو في "إسرائيل"، للقيام بما وصفها بأشياء عظيمة وتاريخية.

تفجير الأوضاع

في المقابل، اتهمت الخارجية الفلسطينية الرئيس الأميركي بتشجيع "غلاة المستوطنين" على ارتكاب مزيد من الجرائم في الضفة المحتلة.وحذرت الوزارة في بيان من محاولات تفجير الأوضاع بالضفة "تمهيدا لخلق حالة من الفوضى العنيفة لتسهيل ضمها".