اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

انتشرت نوادي الغناء المخصّصة للنساء في تونس خلال السنوات القليلة الماضية ولاقت تفاعلاً إيجابياً، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما مهّد الطريق أمام تأسيس أوّل نادٍ غنائي للرجال.

لكن سامي الصندلي، مؤسس النادي، ومن معه، لم يتوقّعوا الجدل الذي أثاره نشر مقطع مصوّر لنشاطهم الحديث بين مرحّب بالفكرة واعتبارها فريدة وطريفة وآخر رافض لها ويراها انتقاصاً من صورة الرجل.

وقال الصندلي لوكالة "رويترز" إنّ: "الفن والمسرح والغناء هو تعبير عن الذات ومساحة لممارسة الهوايات بهدف الخروج من ضغوط الحياة ومتاعبها"، مؤكداً أنّ "هناك العديد من محبّي الغناء، لكنهم لم يجدوا الفرصة المناسبة".

وأوضح الصندلي أن النادي هو "وسيلة لتعزيز الروابط وإفراغ الطاقات الكامنة لدى الرجال، ومنصة لاكتشاف المواهب والأصوات الرجالية المميّزة".

واعتبر أنّ "موجة التهكّم والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي أفادت الفكرة وأسهمت في تطويرها من حيث عدد المقبلين على النادي من الرجال الذي لم يتجاوز عددهم في البداية أصابع اليدين ليصل حالياً إلى نحو 30 عضواً".

وقال الصندلي إنه على يقين بأنه ومن معه يقومون بعمل فني نبيل يعبّرون فيه عن أذواقهم الفنية والموسيقية رغم حملات السخرية والتنمّر التي تعرّضوا لها في البداية.

وتباينت الآراء بين داعم للفكرة واقتناعه بفوائدها النفسيّة والجسدية للترفيه عن النفس بالغناء، وبين رافض لتوجّه الرجال نحو هذا النمط من الأنشطة التي يعتبرها غريبة على المجتمع التونسي.

وأبدى حسان فرحات، الذي شاهد فيديوهات أعضاء النادي، رفضه التامّ للفكرة معتبراً أن "نوادي الغناء هي فقط للنساء والأطفال".

وقال إن: "الرجل يكون فناناً محترفاً أو ملحناً أو عازفاً، أما أن يصبح عضواً في نادي غناء فهذا أمر غير مقبول بالنسبة لي، والغناء لا يليق بالرجال، ومن يقول إنه راحة نفسية فهذه مغالطة".

في المقابل، كانت النساء من أبرز الداعمين للفكرة. إذ قالت لبنى الخميري إن نادي غناء الرجال فرصة للتخفيف من ضغوط الحياة اليومية ومشاغل العمل وتعديل المزاج، وهي أفضل من الجلوس لساعات في المقاهي أو غيرها من الأماكن التي قد تعود بالضرر على حياة عديد من الرجال.

ويؤكد أمين الشخار، عضو نادي غناء الرجال، سعادته بالانضمام للتجربة الجديدة قائلاً إنه لم يتأثّر بالتعليقات السلبية التي صاحبت انتشار الفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال "أنا مقتنع باللي نعمل فيه وكلنا نعرفوا إنه في العصور القديمة الرجال هم الذين كانوا يغنون"، مضيفاً "يا للأسف، هناك شرّ مجاني وغير مبرّر يظهر في بعض التعليقات السلبية، إلا أنّ وجود آخرين يؤمنون بقيمة الفن والغناء يدفعنا للتمسّك بهذه المبادرة ولا يزيدنا إلا إصراراً على المواصلة".

الأكثر قراءة

سلام يفعّل المفاوضات لحسم التمثيل المسيحي والسنّي بعد الاتفاق مع الثنائي الشيعي القوات ممتعضة من اسلوب التعاطي والتأليف... والتيار على لائحة الانتظار زحف شعبي متجدد اليوم لاستكمال تحرير القرى الحدودية واشادة بدور الجيش