اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أما آن لهذا الليل أن ينجلي. تمادى الغياب وتمادى الاحساس بمرارة الفراق وتعمق الشعور بالوحدة والفراغ. ما زلت أرى طيف أمي في كل جوانب حياتي، السكون يسكن قلبي. لقد كانت على مر السنين الحصن المنيع والسند المتين، جليستي كاتمة أسراري ورفيقة أيامي. في الحزن وفي الفرح أمي، في السراء والضراء أمي، وهنا يستحضرني الأديب علي الطنطاوي بقوله: «عندما تفرح تذهب إلى أكثر شخص تحبه، وعندما تحزن تذهب إلى أكثر شخص يحبك، وما أروع أن يكون هو نفس الشخص في الحالتين». في عينيها الصفاء وبين ذراعيها السكينة والأمان وفي دعائها القبول.

هدوءها قوة، حضورها يلامس رهبة السلطة من غير تسلط وصمتها يقول كل شيء واعلى صوتاً وابلغ من أي كلمات منطوقة، تزول الهموم عني بمجرد أن أسمع صوتها الحاني والذي كحرارة الشمس يذيب الجليد ويفجر ينابيع الأمل، ويبلسم جروح الزمن وينشر الارتياح. مهما طغت الظلمة في جورها، فسرعان ما تتوارى ويبدد سوادها ابتسامة رضا على وجهها، ففي رضائها جنات النعيم. بارعة في جمع دور الأب والأم بتفردها بالوجود الحاضن للعائلة بعد رحيل الوالد رحمه الله. في كل مرة تتكلم فيها تصيب حتى وان كنت أرى أنها ليست على صواب، أكتشف بعد حين أنها كانت محقة وصائبة. فالعمر لا يقاس بالسنوات، تزداد الحكمة مع تقدم العمر.

تحلو الحياة برفقتها، فهي الكفاية والكفاف. وأبلغ تعبير ما قاله أبو العلاء المعري في «سألت متى اللقاء»:

«ولو أن النخيل شكير جسمي

ثناه حمل أنعمك الجسام

كفاني ريّها من كل ريّ

إلى أن كدت أحسب في النعام»

أذكريني من عليائك بدعاء

الأكثر قراءة

سلام يفعّل المفاوضات لحسم التمثيل المسيحي والسنّي بعد الاتفاق مع الثنائي الشيعي القوات ممتعضة من اسلوب التعاطي والتأليف... والتيار على لائحة الانتظار زحف شعبي متجدد اليوم لاستكمال تحرير القرى الحدودية واشادة بدور الجيش