اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


كل المؤشرات تدل الى ان الولادة الحكومية باتت على "لياليها"، رغم الاعتراضات المسيحية من "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، اذ بينما افيد ان العقدة الشيعية، حُلت ينكب الرئيس المكلف على محاولة معالجة العقدة "القواتية"، حيث رفعت "القوات" الصوت ضد سلسلة ممارسات تطلب توضيحات حيالها، والا ستحجب الثقة عن الحكومة العتيدة ولن تشارك فيها، ما سيؤدي حكما الى ضعف التمثيل المسيحي، اذ من غير المطروح تعزيز الحصة العونية في حال انسحاب معراب.

ووسط تأكيدات الجميع واصرارهم على ان لا تتحول هذه الحكومة الى "مشكل" في البلد، سرت معلومات عن وجوب اعلانها في الساعات المقبلة، واذا امكن قبل لقاء ترامب- نتنياهو، حيث لا بد سيحضر ملف لبنان الامني- العسكري بينهما، ما يعزز الموقف اللبناني الداعي الى انسحاب "اسرائيل" من لبنان كلياً، ما دامت الحكومة الجديدة ستتولى مهمة الاشراف على انتشار الجيش جنوبا وتطبيق القرار 1701.

واضح ان زيارة نتانياهو كانت استبقتها مواقف "اسرائيلية" تصعيدية، وجدت ردها "بضربة معلم" من امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم، الذي اعاد التأكيد على الوقوف وراء الدولة وقراراتها، معولا على مشهد 23 شباط، بعد مشهد "التحرير الشعبي" بنسختيه، لقلب المعادلة واعادة فرض توازنات جديدة، داخليا ودوليا.

فالصورة اللبنانية غير المطمئنة، عززها المشهد الاقليمي، الذي قرأت فيه مصادر ديبلوماسية اتجاها نحو مزيد من التصعيد، بعد  خلط الاوراق المتسارعة في الاقليم، نتيجة هجوم "المحور الاميركي" المفاجئ، من سقوط سوريا، الى الضربات المستمرة في لبنان والضفة، وارتفاع المخاوف وازديادها حول مهلة 18 شباط، والتي باتت معلقة على زيارة نائبة المبعوث الاميركي الى بيروت، المؤيدة "لاسرائيل"، منتصف الاسبوع الحالي، والتي لن تكون كزيارات الوسيط هوكشتاين لا شكلا ولا مضمونا، اذ ستحمل معها ادوات ضغط اكبر بكثير من تلك التي استخدمتها ادارة بايدن حيال لبنان، متكلة على تحالف سياسي لبناني داخلي مدعوم سعوديا، من اجل "اعادة ترميم الاتفاق"، والتحضير للانتقال للمرحلة الثانية، بما تحويه من افكار "اسرائيلية" – اميركية جديدة، تتناسب من وجهة نظر "تل ابيب" مع المعطيات الاقليمية الجديدة، وهو امر لن يكون من السهل تمريره لبنانيا، ما قد يدفع الى مزيد من التعقيد، على ما تكشف مصادر ديبلوماسية.

يشار الى ان اورتاغوس سبق وتواصلت مع جهات رسمية نهاية الاسبوع، موصلة رسائل قاسية الى المعنيين حول مسالة تشكيل الحكومة، فضلا عن انها باشرت الاطلاع على تقارير "اللجنة الخماسية"، حيث علم انها التقت بالجنرال جيفرسن سرا، وبحثت معه بعض المعطيات والمعلومات.

ورأت المصادر أن هدف نتنياهو الاساس سيكون في إقناع الرئيس ترامب بأن تثبيت وقف النار مع لبنان في ظل بقاء حزب الله وسيطرته على القرار، وسط سعيه اليومي لاستعادة قوته، في ظل القناعة التامة التي اكدتها التقارير الاستخباراتية، بان وقتا طويلا سيمر قبل ان يتمكن الجيش اللبناني من التعامل مع مسألة سلاح حزب الله شمال الليطاني، والذي عليه يعتمد المستقبل السياسي للحزب، وهي امور تتناقض مع دعوة الرئيس الأميركي لوقف الحرب وتغيير المعادلات في هذا البلد، وفقا لما تحدث عنه مستشار الرئيس للشؤون الشرق اوسطية وعربية.

ووفقا للمصادر، فان نتانياهو يحمل معه طرحا واضحا لعرضه على الجانب الاميركي، كان سبق ونوقش خلال زيارة المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط الى "تل ابيب" نهاية الاسبوع، كذلك في اتصالات سرية كان سبق واجراها وزير الشؤون الاستراتيجية في العاصمة الاميركية، ركزت كلها على اهمية تحقيق هدف اقامة منطقة عازلة في محاذاة المستوطنات "الاسرائيلية"، ايا كانت الوسيلة الممكنة لتحقيق ذلك، بما فيها الابقاء على نقاط استراتيجية واساسية داخل المناطق اللبنانية، بغطاء اميركي، مع الاشارة الى ان النظرة الامنية "الاسرائيلية" تنطلق من عدم الفصل بين الجهتين اللبنانية والسورية، حيث باتت "اسرائيل" تتعامل مع الوضع من مرتفعات الجولان الى الناقورة، وصولا الى عمق البقاع اللبناني، الذي بات تحت السيطرة بالنار، على انه ساحة واحدة للعمليات، يشكل حزب الله فيها التحدي الاكبر.

وختمت المصادر بان ترامب سيضغط  للانسحاب الكامل خلال اسابيع على ابعد تقدير، مع وعد بالضغط على الدولة اللبنانية لتنفيذ وقف النار بكل مندرجاته ومعه القرارات الدولية، بما فيها سحب السلاح جنوب الليطاني وشماله  وحصره بيد الجيش اللبناني، أما في حال عدم التزام الدولة اللبنانية، فيصار الى اتخاذ الاجراءات اللازمة.

الأكثر قراءة

دعم دولي لولادة حكومية قيصرية بثقة متواضعة الدوحة تعود الى بيروت من جديد... دعم للمؤسسات ونفط وغاز واشنطن لنتنياهو: لاستبعاد خيار تجدد المعارك في لبنان