اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يُعد الكبد من أهم أعضاء الجسم، حيث يؤدي وظائف حيوية مثل تنقية الدم، وتخزين الفيتامينات، وإنتاج الإنزيمات الهامة لعملية الهضم. لكن عندما تتراكم الدهون في خلاياه بنسبة تتجاوز 5-10% من وزنه، يُعرف ذلك بحالة دهون الكبد أو الكبد الدهني، والتي قد تتطور إلى مضاعفات خطرة إذا لم تتم معالجتها.

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى تراكم الدهون في الكبد، وتنقسم إلى نوعين رئيسيين: الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) والكبد الدهني الكحولي (AFLD). يحدث النوع الأول نتيجة عوامل مثل السمنة، وارتفاع مستويات الكوليسترول، والإصابة بمقاومة الأنسولين أو مرض السكري من النوع الثاني، إضافةً إلى نمط الحياة غير الصحي الذي يعتمد على تناول الأطعمة الدهنية والمعالجة بكثرة. أما النوع الثاني، فيرتبط بالإفراط في استهلاك الكحول، مما يؤدي إلى تلف خلايا الكبد وضعف قدرتها على معالجة الدهون.

في معظم الحالات، لا تظهر أعراض واضحة في المراحل المبكرة من المرض، مما يجعل التشخيص صعبًا دون فحوصات طبية. ولكن مع تقدم الحالة، قد يعاني المريض من آلام خفيفة في الجزء العلوي الأيمن من البطن، والشعور بالتعب المستمر، وفقدان الشهية، والغثيان. في بعض الحالات الشديدة، قد تتطور الدهون إلى التهاب الكبد الدهني، مما يؤدي إلى تضخم الكبد وتليف الأنسجة، وقد يصل الأمر إلى فشل كبدي في المراحل المتقدمة.

يعتمد الأطباء على عدة وسائل لتشخيص دهون الكبد، مثل تحاليل الدم التي تقيس مستوى إنزيمات الكبد، والتصوير بالموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية لرصد التغيرات في نسيج الكبد. في بعض الحالات، قد يكون من الضروري إجراء خزعة كبدية لتحديد مدى تليف الأنسجة وتقييم تطور المرض.

هذا ولا يوجد علاج دوائي محدد لدهون الكبد، لكن يمكن السيطرة على الحالة وتحسين صحة الكبد من خلال تغيير نمط الحياة واتباع بعض العادات الصحية. أهم الخطوات تشمل:

- اتباع نظام غذائي صحي: يجب تقليل استهلاك الدهون المشبعة والمصنعة، والاعتماد على الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضراوات، والفواكه، والحبوب الكاملة، بالإضافة إلى تناول الدهون الصحية الموجودة في المكسرات وزيت الزيتون.

- إنقاص الوزن: فقدان 5-10% من الوزن يساعد بشكل كبير في تقليل الدهون المتراكمة في الكبد وتحسين وظائفه.

- ممارسة الرياضة بانتظام: يوصى بممارسة التمارين الرياضية مثل المشي أو السباحة لمدة 30 دقيقة يوميًا لتحسين حساسية الأنسولين وتقليل تراكم الدهون.

- الحد من استهلاك السكر والكربوهيدرات المكررة: يؤدي تناول كميات كبيرة من السكريات إلى زيادة إنتاج الدهون في الكبد، لذا يُنصح بتجنب المشروبات الغازية والحلويات المصنعة.

- التوقف عن شرب الكحول: في حالة الكبد الدهني الكحولي، فإن الامتناع عن تناول الكحول يُعد الخطوة الأهم لعكس تأثير المرض.

إذا لم يتم التعامل مع دهون الكبد بشكل صحيح، فقد تتطور الحالة إلى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH)، الذي يمكن أن يؤدي إلى تليف الكبد أو تشمعه، وهي حالات خطيرة قد تنتهي بالفشل الكبدي أو سرطان الكبد في بعض الحالات النادرة.

إلى ذلك، يعتبر الكبد الدهني من المشكلات الصحية الشائعة، لكنه قابل للعلاج والوقاية من خلال الالتزام بنمط حياة صحي. إن تبني نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة، والحد من العوامل المسببة يمكن أن يساعد في عكس تأثير المرض واستعادة صحة الكبد. لذا، من الضروري إجراء فحوصات دورية لمراقبة صحة الكبد واتخاذ الخطوات الوقائية في وقت مبكر.

 

الأكثر قراءة

الحدود الجنوبية والشرقية «قنبلة» موقوتة في طريق الحكومة اسرائيل تروّج لتأجيل جديد ولبنان ينتظر الموقف الاميركي! الجيش يرفع جهوزيته بقاعا وتهجير للبنانيين من داخل سورية