اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يُعد التهاب المسالك البولية من المشكلات الصحية الشائعة التي تصيب الرجال، لكنه غالبًا ما يكون أقل انتشارًا لديهم مقارنة بالنساء. ومع ذلك، فإن الإصابة المتكررة بالتهاب المسالك البولية عند الرجال تُعد مؤشرًا على وجود مشكلات صحية أساسية تستدعي التشخيص الدقيق والعلاج المناسب. تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة، بدءًا من العدوى البكتيرية وانتهاءً بالمشكلات الهيكلية في الجهاز البولي. لذلك، فإن الفهم العميق لأسباب الالتهاب المتكرر وطرق علاجه والوقاية منه يُعد أمرًا ضروريًا للحفاظ على صحة الجهاز البولي وتقليل مخاطر المضاعفات.

هذا ويحدث التهاب المسالك البولية نتيجة لعدوى بكتيرية تصيب أي جزء من الجهاز البولي، بما في ذلك المثانة، الإحليل، الحالب، أو الكلى. تُعد بكتيريا الإشريكية القولونية\ السبب الأكثر شيوعًا لهذه العدوى، حيث تنتقل من الجهاز الهضمي إلى الجهاز البولي عبر الإحليل. ومع ذلك، فإن العوامل التي تجعل الرجال عرضة للالتهابات المتكررة تختلف، وتشمل:

- تضخم البروستاتا: مع التقدم في العمر، قد يعاني الرجال من تضخم البروستاتا الحميد، مما يؤدي إلى انسداد جزئي في مجرى البول، وبالتالي يعيق التفريغ الكامل للمثانة. يؤدي ذلك إلى ركود البول، وهو بيئة مثالية لنمو البكتيريا المسببة للعدوى.

- العدوى المنقولة جنسيًا: بعض الأمراض المنقولة جنسيًا، مثل الكلاميديا والسيلان، قد تسبب التهابات متكررة في المسالك البولية.

- حصوات الكلى أو المثانة: يمكن أن تسبب الحصوات انسدادًا في المسالك البولية، مما يزيد من احتمالية تراكم البكتيريا والإصابة بالالتهابات.

- ضعف جهاز المناعة: الرجال الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري أو الذين يخضعون لعلاجات مثبطة للمناعة يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى المتكررة.

- القسطرة البولية أو الإجراءات الطبية: قد تؤدي الإجراءات الطبية التي تشمل إدخال قسطرة بولية أو تنظير المثانة إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى المتكررة.

تتشابه أعراض التهاب المسالك البولية المتكرر عند الرجال مع الأعراض العامة للعدوى، لكنها قد تكون أكثر شدة لدى بعض المرضى. يشعر المصابون بحرقان أثناء التبول، وهو من أكثر العلامات وضوحًا، بالإضافة إلى الحاجة المتكررة للتبول حتى عند خروج كميات قليلة من البول. كما قد يلاحظون تغيرًا في لون البول ورائحته، حيث يصبح داكنًا أو عكرًا، وقد يحتوي أحيانًا على دم. يصاحب ذلك ألم في منطقة الحوض أو أسفل الظهر، خاصة إذا وصلت العدوى إلى الكلى، وفي الحالات الشديدة قد ترتفع درجة الحرارة ويعاني المريض من القشعريرة.

إلى ذلك، يعتمد تشخيص التهاب المسالك البولية المتكرر على عدة فحوصات طبية تساعد في تحديد سبب العدوى وتقييم شدتها. يبدأ الطبيب عادةً بتحليل البول للكشف عن وجود البكتيريا أو كريات الدم البيضاء، مما يشير إلى وجود التهاب. كما قد يتم اللجوء إلى زراعة البول لتحديد نوع البكتيريا المسببة واختيار المضاد الحيوي المناسب للعلاج.

في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر فحوصات إضافية مثل الأشعة فوق الصوتية، التصوير بالرنين المغناطيسي، أو الأشعة المقطعية للكشف عن أي مشكلات هيكلية مثل تضخم البروستاتا أو وجود حصوات بولية. كما يمكن إجراء اختبارات ديناميكية البول لمعرفة ما إذا كان هناك خلل في عملية تفريغ المثانة.

ختاماً، إنّ التهاب المسالك البولية المتكرر عند الرجال ليس مجرد إزعاج مؤقت، بل قد يكون علامة على مشكلات صحية أعمق تستدعي العلاج والوقاية المستمرة. يلعب التشخيص المبكر دورًا كبيرًا في تجنب المضاعفات، كما أن الالتزام بالعلاج المناسب وإجراء تغييرات في نمط الحياة يمكن أن يحد من تكرار هذه الحالة. من خلال اتباع العادات الصحية الصحيحة والمتابعة الطبية المنتظمة، يمكن للرجال تقليل مخاطر الإصابة والحفاظ على صحة الجهاز البولي بشكل فعال.

 

الأكثر قراءة

الحدود الجنوبية والشرقية «قنبلة» موقوتة في طريق الحكومة اسرائيل تروّج لتأجيل جديد ولبنان ينتظر الموقف الاميركي! الجيش يرفع جهوزيته بقاعا وتهجير للبنانيين من داخل سورية